Sunday, March 29, 2009

عبث




عـــبثاً حــاولتُ أن أمسـكَ شيــــئاَ
من ظـــــفيرتــها وأسـترقَ الهــــموم
وتــــــشبــثتُ بأفقــــي نـــاظريـــــها
علّنـــــي أختبـــئُ بــــينَ الغـــــيــــوم
وتسلّقــتُ صــــروحُ عـــــنفـــــوانٍ
كــانَ فيــــــها راغــباً نحوَ النجـــوم
أبرقـــت غــيضاً فطمأنتُ جراحي
فبريـــقُ الغيـــــضِ لا يعني العــزوم
هَرَبــت مــن نفســـها والحــرّ أبقى
من عـبيدِ القــــصر فالـــيومُ بــــيوم
ما تجنّى مثـــلـــها في الحُبِّ عـــــبدٌ
وتولـــى هــــاربـــاً عنـــدَ اللــــــزوم
عـــبــثاً حاولـــتُ أن الحـقَ فيــــــها
فهيَ كالحلــــمِ تخالــــطهُ الرســــوم
تَرَكت ما كانَ تبني طـــــول دهرٍ
واستقلّت ماضــــياً رثّ الخصـــوم
كفَّ فـــاكَ ولا تغالطني فتـــنــسى
ما سجرتَ لنارِ هجركَ من سموم
مذ عرفتَ الشـوقَ في بعدي دليلٌ
عن عزائــي فيكَ أدركــتَ الملـــوم
عـــبثاً حاولـــتُ ابقـــــيها بقلـــــبي
وهيَ عــــبثاً إذ تحـــاول أو تــــروم

29\3\2009

Sunday, March 1, 2009

حب مزمن



كنتُ قد خِلتُ بما يجري بقلبي كــانَ ماء
وفــــؤادي كــــانَ يمــــلــــؤهُ ... هـــــــــواء
كنــتُ قد خِلــتُ بـــــأنَّ الحُـــبَّ ســــطــــرٌ
بينَ صَـــفحَـــــاتِ أقــــاصيـــصِ المســـــــــاء
ولَكَمْ خِلـــــتُ بــــأنَّ الـــــــــدمعَ قـــطــــــرٌ
فائــــضٌ عن حاجــــتي حــــــيـنَ البكـــــــاء
كنتُ قد خلــتُ وخلـــتُ وليسَ أقــــــسى
مــــنهُ عمـــراً حينَ يُطـــــوى في خــــــــــواء
فاستحـــــــــالَ المــــــاءُ في قلــــــبي دمــــــــاءً
فجأةً ... وأكتظَّ في أُفُــــــقي الرجـــــــــــاء
فــعرِفـــــتُ بـــــأنَّ هــذا الـــــحُبَّ لــــــــونٌ
في قُلوبِ البعـــــــضِ منتــــــــشرٌ كــــــــــداء
حـــينَ مـــــرَّتْ ناظِـــــري من نــــاظِرَيـــــها
لمـــــــحــةٌ عـــــــادت بدمــــعــي للــغنــــــــاء
وقــــــرأتُ مِــــــــــــدادَ ودٍّ من يديــــــــــــها
أســــــطراً عـــــــادتْ بعُمــــــريَ للــــــــوراء
ثمَّ أحسســتُ بدفءِ الصـيفِ يــــرســــــــو
بينَ أضـــــــلاعــــي لــيرتحــــــــلَ الشـــــــــتاء
!! يا سنــينَ العُمرِ مهــــــلاً .. أيـــنَ كنـّـــا
!! أينّ أصبحــــنا !! تُرى .. أيـــــنَ اللِقــاء
كم جـرتْ فيـــــــنا محطـــــــاتٌ وزالـــــــت
ثمَّ عـــــــادت تحـــتَ عنـــــــوانِ الوفـــــــــاء
أيُّ حُــــبٍ عـــــــاشَ تحـــتَ الحُبِّ لمّــــــــــا
عــــــادَ ذكــــرى ثمَّ عـــــــادَ بكبريــــــــــــاء
أيُّ صـــــــوتٍ مــــرَّ صـــمـــتاً في سـنـــــــينٍ
ثمَّ أبـــكى حـــــينَ أشــــــــدى للرثــــــــــــاء
أيُّ عــــــذرٍ يُرتجــــــى والعـــــــيبُ فيـــــــــنا
حــــــينَ ضـيّعــــــنا دروبــــــاً للـــــــــعــــــلاء
حــــــينَ ضــيّعــــــــنا وروداً من يديــــــــــــنا
واحتضـــــنّا شـــوكَــــــها مِـــــلءَ العنــــــــاء
وتقـــلّبــــــــنا على ظــــــــهــــرِ غَـــــــــــــرورٍ
ونسيــــنا .. كم نسيـــــــنا أصـــدقـــــــــــــاء
ورسمــــــنا أنجــــماً في الارضِ شُــــــعــــــثاً
وتناســـــيــــــنا نُجومـــــــاً في الـسمــــــــــــاء
كيفَ عـــــادت والهــــوى قد كانَ ولّـــــى
وتولّــى تــــاركـــــــاً شـــــــيبَ الجفـــــــــــاء
كـــيفَ عـــــادَ النّبـــضُ في قلبـــي كــــــأنّي
قد ولِــــدتُ الــــيومَ إن شـــاءت فشـــــــــاء
أيُّ ســــحـــــرٍ في مبـــــــارقِ مُقـــلَتَيــــــــــها
أجبـــرَ النــوقَ ورحـــــــــلي للبــــــقـــــــــــاء
وأنــــينُ النايِ أجــــهــــشَ حـــــينَ أصـــغى
لصداهــــــا وارتـــــــدى ثـــــوبَ العــــــــزاء
كم قضيتُ اللـــــــــيلَ أرسمُ ذكــريـــــــاتٍ
ومحى الصبـــــــحُ رســــومي في شـــــقـــــــاء
و اجترحــتُ البـــــعدَ رغـــــماً عن حــنيني
وســـــقِيتُ الجُـــــــرحَ مِلــــحاً للشــــــــــفاء
وفقـــدتُ بغـــربــــــتي أجيــــــــالَ زهـــــــــرٍ
كلُّ مــــــــا فيــــــــها وريقـــــــــــــــاتُ ولاء
كم جريـــــــنا خلــــفَ أوراقِ خريـــــــــفٍ
في هُبــــوبِ الريــــحِ جــــريَ الابــريـــــــــاء
ومــررنــــــــــا بديــــــــــارٍ كــــــانَ فيـــــــــها
مِنْ أحـــبَّـتِـــــــــنا فغشّــــــانـــــــا الحيــــــــــاء
وتورّعنــــــــا بـــــما مَـــلَكَـــــتْ يدانــــــــــــا
عن سِــــــــــواهُ كــغُـــــــــرورِ الاثريــــــــــــاء
كم تمـنَّــــيــــــنا بــــأن نبـــقى صــــغــــــــاراً
نحمِــــلُ الهـــــمَّ ونــــــحــــــنُ سُـــــــعـــــــداء
دع صُـــروفَ الدهـــرِ عـــنكَ لمبتـــــغاهــــا
كــــلُّ مــــا قد مــــــرَّ فيــــــــنا بقــضـــــــــاء

1\3\2009