Wednesday, February 24, 2010

لا تســــأليني




لا تــــسألـــيـــنــي أيـــنَ عـنـــواني
هل يُـــســألِ المذبوحُ في الجاني؟
لا تــــســألـــيـني أينَ أمـــتـعـــتـــي
ما ظـــلَّ عـــنـــدي غــيـرَ أحزاني
لا تـــــسألــــيـــنــي أينَ محـــبــرتـي
فالحــبـــرُ عـــنــدي دمــعُ أجفاني
لا تــــســـألـــيـــنـي كـيــفَ أكتبه
فالـــشِعــرُ يـكــتــبـنــي ويخــشاني
فالــشِــعــرُ بـيـــنَ الحزنِ يـفـقدني
ويــعــودُ بـيـنَ الحـــزنِ يلـقــانــــي
الـــشِــعرُ كالـــرومــــانِ يأســـرني
يــغــزو كــيــانـــي ثمَّ يـــنــســاني
لا تـــســـألـــيــنــي أيــنَ ذاكــرتي
بل فاســألــي إن شــئـتِ سجّاني
كلُّ الـســجــونِ تــــأنُّ وحــشتَها
إلا ســجــونـي فـــهـيَ أوطــــانـي
لا تـــســألــيــنــي ما اسـمها لغتي
فـحـروفُ كـلٌّ الــشِعـرِ قمصاني
فالـشِــعــرُ يلـــبــســني وألـــبـســــهُ
فـــإذا مـــللــتُ هــواهُ أغــــــوانـي
لا تـــســألــيــنــي أيــنَ مــكــتـبتي
ما عــدتُ أقـرأُ غـيــرَ أشــجــانـي
اوراقـــيَ الـــصـفــراءُ أتــعـــبهـــــا
من كــثـــرةِ الــتـرتـــــيــلِ إيـماني
لا تـــســألــيـني عن هوى سكني
أنا لــسـتُ أمــلكُ غـيرَ وجـداني
بــيــتي على الأوراقِ أكــتــــبـــــهُ
ومنــمـــنمــاتُ الــضــادِ جـيراني
وعلى قــوافي الـــشِعـــرِ طــاولـتي
أنــشـــأتُــهـــا ووَرِثـــــتُ أوزانــي
فــتــصـــادمُ الاقـــلامِ أغـــنــيــتــي
وصـــريـــرُهــا بالخــطِّ ألحــــــانـي
وقـــواربُ النـــاجــيــنَ في شـفتي
ترســو وطــيــنُ المــــوتِ قيعــاني
أنا من ليــــــالـــي الحـزنِ أغطيتي
والصمتُ كلُّ الصمتِ جدراني
ونوافـــذي في اللــــــيـــلِ أنجــــمهُ
والرمـــلُ في الصـحـــــراءِ بـيـباني
ما لي ســـــريــرٌ غــيرَ ذاكــــــرتي
والفــحــمُ في الأقـــــلامِ ألــــواني
تكـــفــي ســـنــيـنُ الـعمرِ أوقدها
في مفــرقي والشـــيــبُ نـيــرانــي
أهلـــي حــروفي حـــيـنَ أكتـبــهـا
وقصائــدي في الشِــعــرِ إخــواني
طرّزتُ عــمــري أسطراً حُفظت
ومـــدادُ حــبــري فـــيهِ خــيطاني
لا تــــسألــيــنـــي مــايــؤرقُــنــــــي
ســـيــجــيــبــكِ عن ذاكَ فـنجاني
فالــشـمــس عــنــدي مــالها زمنٌ
تأتـــي بـــهِ لتُـــنــيــــــرَ أركــــــاني
لا تــســألـــيـني من همو صحبي
مــلّــت منَ الامـــواجِ شـــطـــآني
فـــأنـــا المــــكـــنّـــى حـينَ يطلبني
صـــحــبــي لهــــم ويــعزُّ سلطاني
وأنا الــــذمـــيــــمُ بقــــولهم أبـــداً
إن ساءَهـــــم من بــعـضِ شنئاني
أنا من زرعتُ على الهوى قلمي
وحـصـدتُ فـوقَ الـتـــيهِ فرقـاني
ومــشــيـــتُ في المعـــروفِ أزمـنةً
فإذا وقــــفـــتُ تلــــتـنــي أزمـاني
ورفعتُ بينَ الظـــلـــمِ أشـــرعـتي
فنجــــا بخــفــقِ الـــريـــحِ أقــراني
وأنا الذي ما غــــــابَ عن رئـتي
ذاكَ الهـــوى من طيبِ بــغــــدانِ
وأنا الذي ناجـــيـــتُ في غــــزلي
عينَ المــــهــا فاغـتـظـــنَ ظـبـيـاني
وأنا الذي هـدهـدتُ قــــافيـــــتي
حتى غدت طفــلاً بأحــــضــاني
لا تـــسأليــنــي عن رُبى بلـــــدي
لا تـــســـألـــي ثكــلى لـتــحــنـانِ
يحـــيــا جمــــيعُ الـــــناسِ في مـدنٍ
ومدينــــــتي تحيــــــــا بشريــــــاني
لا تـــســـألـــيــني كيفَ أحملـــــها
فأنــا أردُّ الحــــمــــــلَ حمــــــــلانِ
حمــــــلٌ على آهـــــــاتِ فرقــتــــنا
وبذكريــــــاتي حمــــليَ الــثانــــي
لا تــــســـألـــي في الــدمــعِ أسـئلةً
غـــــصَّ الحنيــــنُ بهـــــا فأعماني
لا تــســألــيــني : هل سأذكرها؟
بل فاســألـــيــها : هل ستنساني؟
دمشق 1/8/2009

Monday, February 8, 2010

طــريق مــخـتصـــرة


حينما أرسَلَتْ "إني خيّرتكِ فإختاري" ل "نزار قباني" وجدتُ قلمي يكتبُ لها ..


اختـرتُ الـحــــبَّ فـأرّقـنـي
أحرقني ..بل أشعلَ نــاري
قّلّـبني .. غيّـــرَ تاريــــخــي
نـــحّـــى ممـلـكـتي بـقـراري
أتعبـني واســـتنزفَ شــعري
أسهـرني ليلـــي ونــــهـاري
بـعـثــرني وتـــبـعـــثـرَ بعدي
واقتـلـع سـقـــوفي وجداري
أجرى لـي بـــيـدي أنـهــاراً
واجــتـــاحَ بـيــدهِ أنـهــاري
بل زرعَ الشـوقَ بأوصالي
فـأجـتـثّ ثـلاثـينَ وقــــاري
يا امــرأةً عبثتْ في صدري
وامـتلكـــت منّي أشـعــاري
واختبـأتْ فـي كمِّ قميصي
فـبـنـت مـمـلـكــــةً بـإزاري
يا امــرأةً ســلبـــت أقــلامي
واسـتـلّـت منّــــي أحـبــاري
أحـببتكِ حــتى مــا عـادت
ذاكرتي تُــسعِــفُ أفـكاري
أحــببــتكِ حـتــى أنـــسـاني
حــبّــكِ مـشكـلتي وقراري
أحـببـتـكِ حـبّــاً شـرقــــــيـــاً
يجري بـي عــكــس التّــــيارِ
أحببـتكِ فـعشـقتِ زهوري
فعشـقتُ لعـشقكِ أزهاري
أحبـــبـــتكِ حــبّــاً أتـعـبـنــي
وانــســـالــت منّـي اقـدراي
أحـببــتـكِ حـتــى أرسـلــتي
"إنّــي خــــيّرتكِ فاختاري"
فالــحــبُّ ســوارٌ ســــيّـدتي
يلـــبـَســــهُ كــلُّ الــــثّــــــوارِ
وتصـــاغُ عـــليه خــطايـانـا
ويزمـجــرُ مـــــثـلَ الإعصارِ
ويلــفُّ خـطـانــــا معـتـصراً
دمـعــتَـنـا خــلــــفَ الأسوارِ
الحـبُّ خـــرافـــــــــةُ إغــريقٍ
تأسِــرني تـهـتــكُ أســتاري
تـعـطــيني الشمسَ أُلاعــبها
وتــعــودُ فـتــأخـذُ أقـمـاري
ترشــفــني وبـــلا فــنـجـــانٍ
للــقـهــوةِ تقــرأ أخــــبــاري
تمطــرُ فــي رأســي أيّــــــاماً
وتــعــودُ فتَشربُ أمــطاري
الــحــبُّ طــريـقٌ مخــــتــصرٌ
للمــوتِ وأنتِ مـشـــواري
سأعــلّــقُ في بـابـــكِ دمعي
لن أقـــفَ مـثــــلَ المـــسمارِ
فالــحــبُّ ســـوارٌ ســــيدتي
فالــحــبُّ ســـوارٌ ســــيدتي
فالــحــبُّ ســـوارٌ ســــيدتي

لـكــنـكِ لــسـتِ بـســواري
دمشق  7/7/2009