Wednesday, July 28, 2010

درســـــــت




دَرَســـــتُ الحُبَّ في كُتُــبي
وفي جِــــدّي وفي لَـعِـــــــبي
فــأتـــــعـبــني ومـــا أصـغــى
لــمــا أودى بـهِ تَـعـــــــــبـي
وبــينَ دفـــاتـري الـمــــلأى
جمعتُ منَ الهوى حطــــبي
فأحـرقَ بعـضــــهُ شِـــعــري
وأطــفـــــأَ بـعـــضـهُ لـهـبـــي
فإن أغمـضتُ لــــيـلاً سـالَ
بعضُ العـِشــــقِ من هُــدُبي
وإن أمشي مشتْ في الأفقِ
نـحــوَ ضـيـاعهـا شُــــهُـبــي
فـلــم تـبـكِ مــعـي الـدنـيـــا
كـذاكَ الـطــلِّ فـي سُحُـبي
ولـم أفــرغْ ولــم أنــصــبْ
ولـم تـرغـبْ إلــى ســـغـبي
صـــفــــيرٌ بــيـنَ أشــــرعـتـي
ينـبـئُ عـن مــــدى غضـبي
ولـــونُ قــــراءتـي في الحُبِّ
تـعــلـــو قـــبـرهـــا نُـــصُــبي
ورغـمَ لـغـاتِ كـلِّ الكـونِ
لـم أجـهـــل ســــوى أدبــي
فـخـوفٌ يـعـتـري لـغــــــتي
ويُـرجـفُـهـا كـوحــيِ نـبــي
فــمـا بــالُ الـهـوى أرخـتْ
لــهُ أســتــــارَهـــا حُـجُـبـــي
وأبدت نـشــوةً فــي الـنــومِ
فـــوقَ جُــروحـهـــا نُدُبـــي
درسـتُ الــحُـبَّ لا للحُبِّ
فاســـــتــشــرى بـهِ طـــلـبـي
ويـُتـــمــي حـيــنَ مــرَّ بـــــهِ
كــأمّـــــي خِــلـــــتُــــهُ وأبي
تـــرنَّــمَ حــولَــــهُ قــــــدري
فــخـــــانَ عـهـودَهُ طـــربـي
وحـيـنَ سَـقيتُ دربَ التينِ
أنــــبــتَ قـــهـــــوةً عـــنـبـي
أنـــــا مــازلــــتُ أذكـــــــرهُ
وتــــذكُـــرنــي بـــهِ لــــعـبي
فكـيفَ أعـــيدُ نحوَ الشمسِ
بـعضَ الـرمـــلِ من كُــثُــبي
فـلـيــتَ الــدمـــعَ أنـقـــذنـي
وأغـــرقَ بــيــــنــهُ سَــــبـبــي
ولـــيــتَ أصـــابـعَ الأقـــدارِ
يعــرقُ دونـــهـــــا كَــذِبـــي
وكُــتـبـي ليتني في العِــــشقِ
مــــا حـَــسَّبتُــهــا كُـتُــــــبي
دمشق 24/12/2009

Wednesday, July 14, 2010

عذراً أيها البصير

حفظنا هذه الأبيات لشاعر الثورة محمد مهدي البصير حين كنّا في مدارس بغداد فلّما كبرتُ أحسستُ بالخجل منها كلّما تذكرتها وهي تقول:

فلـــتَتَّــــسـعْ بيَ للأمـــــامِ خُـــطـــاكــــا

إن ضـــاقَ يا وطـــني عليًّ فـضـاكــا

فـلـــينـــبُـــذنّيَ إن ثَويــــتُ ثــــراكــــــا

أجــــرى ثــــراكَ دمي فــإن أنا خنتهُ

روحـي فــداكــا مـتى أكـــونُ فـداكـــا ؟

بك همتُ أو بالموتِ دونكَ في الوغى

كي ترتــقي بعدي عُـــروشُ عُــــلاكــــا

ومـتى بحــــبِّكّ للمشـــانقِ أرتـــقـي ؟

يــا مـــوطــني أوَلستُ من أبـــناكـــــا !

هــب لــي بـربِّـكَ مــــوتةً تخـــتارُهـا

فوجدتُ قلمي يكتبُ له معتذراً ...


قد ضـاقَ يا وطـنـي عليَّ فضاكـــــا

فاستسلمتْ بكَ للغريبِ خُطاكــــــا

فاسـأل ثـراكَ فـقـد سـقـتهُ دمـــــاؤنـا

منذُ السقـوطِ أمــا كفـاهُ ثراكــــــــا؟

وتسللــتْ ســوحُ الـوغى لـبـيوتِــــــنا

فـمـضـتْ مـشـاريعُ الأمانِ فداكـــــا

داسـتْ بسـاطيلٌ عليكَ فأرغـــــمتْ

الـبـرلـمـانَ على الـهـــوا يـنـعـــاكـــــا

كـتـلٌ وأحــزابٌ عـقــيـمٌ نـسـلُــــهـــا

قد بــاضـهــا المـــحـتلُّ بينَ رُباكــــــا

إن كنتَ تـطــلبُ للمشـــــانقِ مرتقٍ

فقد ارتـقـى قممَ الـمـشـانقِ ذاكــــــا

أو ذائــــــداً بعـــيــالِــــهِ وبــمــــالِــــــهِ

وبــروحِهِ جــيــلَــيـنِ قـد أعطـاكــــــا

عــبـــثـاً إذا قـلــــــنـا ولاةَ أمـــورِنـــــا

تـرجـو الغـريبَ تكلُّفــاً يرعاكـــــا !

تغـفــــو بأمريكـــــا الكــلابُ قـريـرةً

ويُـســــامُ أهـلُ الـرافـديـنِ هـلاكــــــا

حتى غدت ترعى كلابُ كلابِـــهم

فـيـــنـا ونـحـــــنُ للعـقــةٍ نـتـبـــاكـــــا

خــطّـــــانِ للـتـصديرِ أصـبحَ عندنـــا

فدمٌ ونــفـــــطٌ فـانــــتبــــه لـهــواكـــا

لا تـخــشَ شـــيـئاً فالسياســــةُ حلُّـها

وإن امتلــت بالـقـاصـفـاتِ سماكـــا

تــلكَ الأســـــاطيلُ التي مـا هـمَّـــهـا

أينَ استقرَّ حــمــيـمُها .. ترعاكــــا

يا موطني حتى النجــومُ قد اختفت

وغـدت كــذاكَ الأمنِ من ذكراكــا

كــتـمت أيـادٍ لـيـسَ منّــا أصلُـــــهــا

صــوتاً أردتَ وسُمّــلـت عـيناكــــــا

من هـــــؤلاءِ الــعــــابثــــينَ بأمّـــــــةٍ؟

يــا طــالـــمـا دارت لهــــا أفـلاكــــــا

عاثـــوا بـــذاكَ الشعبِ حتى ما بقى

فيــمـن بقى للــعــابثيــــــنَ مِــلاكـــــا

حـتـى الـنســــاءُ خبى هناكَ عويلُـــها

من هـولِ مــا أزرى بـهنَّ وحــاكـــا

إن كـنـتُ مـغـتـرباً فـــذاكَ مرادُهـــم

أو كـنـتُ فـيـكَ فإنـني أخـشـــاكــــا

هـــل تـرتـضـي أن يـحـكـمــــونا ثلةٌ

يا مـوطـني جـاســــوا بنا إشراكــــا؟

تـركــوا مـراتـعَـهم وسفّــــوا نحونــــا

تغدو خُطـاهم حـولنـــا أســـلاكــــــا

حـتـى الـنـشـيدَ غـدا جديداً عندنــــا

لو أبـدلـوهُ عـــويلَـــنـا لـكـفــــاكــــــا

قد ضــاقَ يـا وطني عليَّ بوســـــــعِهِ

ما كــانَ يـحـلــو في عـيونِ فتاكـــــا

فغدا هناكَ هنا واُشربَ في الحشــــــا

ذاكَ الـحـنـيـنُ هـنـا فـصارَ هنـــاكـــا

هــب لـي بربــــــكَ يـومَ أمـنٍ واحدٍ

يا موطني أوَ لـسـتُ من أبـنــاكــــا؟


دمشق 12/12/2009

Wednesday, July 7, 2010

ريــــــم


ريـــمٌ بــوادِ الــحــبِ مــرَّ كـــأنّــــه
مــا مــرَّ ريـــمٌ قــبـلــــهُ بـــالــوادي
مـــســتــشـرفاً قـــتـلى سهـامَ لحاظهِ
ومـطـــارداً بكـــنـانـــتــيــهِ فـــؤادي
لـمـا دنـا أدركـــتُ علّــةَ من قضوا
مــا كلَّ مــن ســـيقــوا إليهِ غوادي
فعرفـــتُ أنّــه لا مــحـــالـةَ مهلكي
قد نالـنـي فـي مـقــتلـي وجـــوادي
طوبى لمن أمسى وما عرفَ الهوى
دربــاً إلـــيــهِ وجـــانــبــتــهُ أيـــادي
ومــضــى علــيهِ الــعـمرُ طوعَ بنانهِ
لم يـجـتــــنــيه نوىً وتُـــبلِ عــوادي
يا خصمَ معتـركي أما ليَ موطـىءٌ
في راحــتـيــكَ أظــــنّــهُ لـرقــادي!!
ظُــللٌ مــنَ الآهـاتِ ما نـالَ قَطرُها
ســفـحــي ولـيـسَ تُقِلُّــني بعــنـادي
أسـرفتَ في ولهي ومثلكَ لـم يــزل
كـــم تــرتجــيهِ بقـــتلـــهــنَ نـــوادي
بــيــضُ البــوادي في أســيــليهِ غدقةٌ
تنـأى إلــيـها في الهـــجــيرِ بـــوادي
وطفٌ كــأنَ الــسَّمهــريَ بـجـفــنهِ
إن شــاءَ أردى أو أبـــى فــمُــهادي
تمـشي إليـهِ الـشـمـسُ لـيسَ يعوقها
أن تغـفـو في كــفـيهِ غـــيرَ مـدادي
شفـتـاهُ ما وسـعت وِطابَ رحيقها
فــابتـلتِ الأنــفـاسُ دونَ جــهــــادِ
فخـشيتُ من ذاكَ الــولــيدِ بخافقي
أن تعتلـــيهِ الـــنــارَ رغــمَ رمـــادي
فانــســابَ مـا بـيـني وبـينَ فرائصي
متــخالــجــاً كالــصــبرِ في الـمـيعادِ
ريـمٌ كـأنَ الـقــلبَ عــافَ قــناصـهُ
فـغـدا يزاحــمُ مــقــلــتي وســوادي
ما بـــالُ أوصــالي تــحــنُّ لـرمــيــةٍ
منكم وتـعشـقُ أرضكم أوتــادي!!
عـجـباً لسـاقي ظمأَ أكبادي الهوى
مــرّاً فــأدمـنـتِ الـهـــوى أكـبــادي
يا ريـمَ وادي الحــبِ رفـقاً بالجنى
فـلكـم بـقـيّـــةُ مــوردي ومـعـــادي

دمشق  30/11/2009