Sunday, November 28, 2010

لــــــــيلـــــــة


أخفيتُ عن ذا القلبِ أغــلالَ الهوى

وحسبتُ أنّي لـــيسَ يملِكُــني أحـــد

لكنّي حينَ رأيــتُ في دمـــعي دمـــي

أيقـــنتُ أنَّ العـــشقَ لـــيسَ لهُ ولـــــد

قد كـــنتُ تبــتُ وتابَ منّي مدمعي

وقضيتُ أنَّ الدمعَ من وجـــدي نَفَد

وجزَعتُ نــــأيــاً عن مخالـــطةِ الرؤى

فحشـــوتُ مـــا بينَ الترائــبِ بالــبَرَد

هيَ ليــــلةٌ ضـــجّت بعمقِ وَفــــادتي

فاســـتنزفتْ دمــــعاً بذاكرةِ الجــــسد

دسّــــتْ ملامحَـــها بصُلـــبِ مروؤتي

وكأنَّني لــيــــلاً أعــــيشُ إلى الأبــــــد

واستوصــــلت دفقَ الغُبـــارِ بحاضري

فغدوتُ لا أشكو سوى بعض الرمد

خَشِيَتْ خطايَ منَ الدروبِ سؤالَها

وتفلَّـــتَتْ منـــها فلــــيسَ هنــــاكَ رد

أذعنـــتُ أنَّ الخــــوفَ مــيزانُ الهوى

فالخيـــمةُ الشـــــمّاءُ يحمِـــلُها وتـــــــد

وســـرقتُ من بينِ النجـــومِ حــكايةً

أروي بها ظمئي وأستجـدي الضمَد

فقــــرأتُ مــــا زادَ الفــــؤادَ صـــبابةً

حتى طُــــويتُ على جوانبــــها كَمَد

كـــانت تجولُ بخاطري وسعَ الشذى

كلمــــاتُـــــها مــــهدٌ بهِ شـــــيبي رقد

حينَ ارتجفتُ ومـــسَّ صوتي صوتَها

كــــيَدٍ هوى قـــدري وللأقـــــدارِ يد

نهرٌ منَ الأعــوامِ في جســـدي جرى

لم أرتشــفْ يومـــاً وليليَ كم شـــهـد

حتى غـدا عـــطشي يثــورُ مــــزمجــراً

وأنا الذي كتفي لفيـــضِ العمرِ ســد

مـــدٌ تــــلاني فـــانحــــسرتُ لمـــــوجهِ

عشـــقاً وكم عــانيتُ بـينَ العمرِ مد

فاغتاظَ عن حُلُمي وغــــادرَ تـــاركـاً

محّـــــارةً جوفـــــاءَ يملــــؤهـــا الزَبَـــد

هي لـــيــلةٌ شَهِـــدَت نبـــوغَ ولادتي

إنَّ الأمــــاني قد تمــــوتُ وقد تَــلِــد


دمشق 7/3/2010

Thursday, November 11, 2010

محـكـمــــــة الـحـــــب


لملــمي دمعي فـــما عـــــادَ حــزيـــنا

واصلُبي ما ظلَّ من عُــــمري سـنينا

واشربي عطـشي فـــإنَّ الدمعَ يحــــيا

بيـــنَ جوفَـــينا ويجــــري في كِلَــــينا

ســــدِّدي ضَعـــفي ولمُّـــــيـنا فـــــإنّي

حينَ فــــارقتُ الهوى غُـــلّت يَــدَينا

ردّديـني مـــثلَ أصــــواتِ الأغــــاني

علَّـــني أحيـــا على شَفتَــــيكِ حـــينا

أرجِعـــيني فــــوقَ رُكنٍ في سَـماكِ

فالهـــدايـــا لم تزل تشكـــو حـــنيــــنا

قلّــبيني فــــوقَ صفحـــاتِ كــــتابٍ

أمسَكـــتْ عــــيناكِ أحرفَهُ شُـــجونا

قيّديـــني صـــرتُ بالإغــــلالِ حـــرّاً

فبلا عـــينيكِ لا أهـوى الســجــــونا

فبــلا عــينـــيكِ لا ثــــوراتِ عنـدي

كيفَ أيقظتِ تُرى ذاك الســجيــــنا

اســـرقيني قــبلَ أن تغفـــو شِفــــاهي

إنَّ أهــلَ العشــقِ أمســوا ســــارقيــنا

إقرَأي في سُــمـرتي صَـوتي وشِعري

أسمِعِـيهم كيفَ أهوى واســـمِعِـــينا

ســــاوِريني مــثلَ ســاعــاتِ الأماني

حينَ نرتجـــفُ لهـــا وبـــها ظُــنونـــــا

طوّقــــــيني بيديـــــكِ وذكريـــــــاتي

إنّني أســـلمتُ عـــينيكِ الحُصُـــونـــا

وادخُليني كلَّـــــما أذنـــبتُ صــمتاً

فأنــــا كالأرضِ أهــــوى الفاتحــــينا

أسلِمي للــحبِّ قد نُمسي أُســـارى

في قـــيودِ الذكريـــاتِ إذا نَــــسيــــنا

أورِقي شغَــــفاً فأغصـــاني عــذارى

أينَعتْ شــــوقاً لحـــملِ اليــــاســـمينا

كيفَ لُذنا بينَ ذاكَ الصمتِ نشكو

بعضنا والعشقُ كلُّ العــــشقِ فـــــينا

ســـوفَ نغفـــو عندَ هــــاويةِ التمنّي

هـــل يَزيــدُ جُــنونُــنا إلّا جُـــنونا !!

ابكي وابتــسمي وعــيشي ذكرياتي

لستُ وحدي من بكِ ملَّ السكونا

وأحــيلــــيني إلى الآهـــــاتِ دومـــــاً

طــــالمــا لُـــذنا إليـــــها عــــــائِديـــــنا

تلكَ محكمتي وذاكَ بهـــا مـــصيري

لـــــيسَ لي إلّاكِ شــــكّاً أو يـــقــــيـنا


دمشق 5/3/2010

Tuesday, November 2, 2010

ذنـــــــــوب الغـــــــيـرة


أحبـُّــــــكِ حـــينَ أغــــنّي وأبـــــكي

أحبُّـــــــكِ حـــينَ أنـــــامُ كــــــسيـرا

أحبُّـــــــكِ حـــينَ تثـــورين فـــــوقي

صغـــــــــيراً لديكِ وحتى كبــــــــيرا


فلومي إذا شـــــئــتِ أو عنّـــفــيــــني

كـــــطفــلٍ يُكسِّـــــرُ زهـرَ الحـــديقة

وقــــوديــــــنـي نحــــوَ البَـــلاطِ لأنّي

وضعتُ بجــيــــبيَ طينَ الحـــــقيــــقة


فهــــذا الصــــراخُ بوجــــهي حـــياة

وتبديــــلُ ثوبي لديــــــكِ وطــــــــن

وتغســــيــلُ كفّــــي بتــــلكَ الميـــــاه

يعـــــودُ بعمــــري لعمــــقِ الزمـــــن


ســــتبكــــينَ منّي لأنّي شــــــــقـــــيٌ

لأنّي أضيّــــــعُ مـــــنـكِ التــــعــــــب

فتــــلكَ دمـــــوعٌ بـهــا ألفُ حـــبٍّ

وليسَ بـهـــا غيرُ بعـــضِ الغــــضب


ســـتنـشـــفُ رغــمَ الـــشـتـــاءِ ثيابي

لأنّي بحـــضنـــكِ مـــلءَ الحـــــنيــــن

فكــــلُّ المواقــــدِ لـــن تـغــني عـــنّي

إذا مــــا جلــــستُ هنــــاكَ ســـــنين


دعيني لأغفــــوَ بـــينَ جنــــاحِـــــكِ

ألعــــبُ حتى يثـــــــورَ الــــصبـــــاح

فحيــــناً أخــالُ الهــــدوءَ امتعــاضــاً

وحيــــناً أخــالُ الهــــدوءَ مُـــــــــزاح


ســــأطـــبعُ كفِّي بحـبــــــرِ هـــــــواكِ

وأتركُ فــــــوقَ جــــداركِ رســـــمي

أحــــاولُ رســــمكِ بـــينَ رســـومي

أحــــاولُ ضـمَّ اســــمكِ لاســــــمي


أُعـــاقَبُ ! أعـرفُ .. هـــذا مُرادي

أعـــودُ أخـــالـــفُ حتى الـنــخــــاع

فإنّي عــــشقــتُ الضـــيــاعَ لديــكِ

فهلاّ عــشقــتِ لديَّ الضـــيــــاع!!


ككــــأسٍ تخـــافــينَ أن تخـدشـــيـني

فتُبقــــينَ جمــــــراً لديـــــكِ دفـــــــين

فــكلاّ اخدشــــيني وثمَّ اخدشـــيني

فمــا عُدتُ دونكِ ذُقـتُ الحـنـــــين


طبـــاعٌ لـــديَّ .. لديـكِ طـــبـــــاع

تُحـــــــاكُ علــيــهـــا ثنـــــايـــــا القدر

فلا تجــــزعي إنَّ بعــــضَ الجــــــراح

ســـتُثــبتُ أنــــّــا بهــــــــنَّ بــــــــشــر


إليــــــكِ أمــــــرُّ ولــــــيسَ أعــــــــود

فإنّي كرهـــــتُ خطــــــايَ هنـــــاك

كرهــتُ الوقوفَ على رفِّ حزني

كــلــــوحةِ طيرٍ وشـَــــكلِ مــــــلاك


دعيــــني أمــــرُّ بكــــــلِّ ذنـوبــــــــي

فبـــــــابٌ كــــبابكِ لــــيسَ بخــــــيل

يعـــــانقُ دمــــعي بأُذنَيــــكِ قِرطـــــاً

ويحــتضـــنُ اليـــــاســــمـينَ النخـــيل


دعيـــني أغــــارُ بثـــــوبِ الجنــــــونِ

وصمتِ السكــونِ وصـبرِ الجِمـــال

ورُشّـــي جراحي بمِلــــحِ اعــتـرافٍ

لأســــقُطَ سهـــــواً جريحَ الخيــــــال


تخـــــافــــينَ منّي وعنّي كـــثــــــــيــراً

إذا مــــا كَسَـــرتُ بجهــلــي الزهور

إذا مــــا ســــقطتُ بـــــبئرِ هــــــواكِ

ترشّــــينَ فوقي بقـــايـــا النـــــــــذور


ولــــــدتُ صـــغيراً لأبـــقى صـــغيراً

وهل بـــينَ عــينيكِ من يكبــرون!!

فمُـــرّي إذا شـــئتِ بــينَ ســــــنيــني

فإنّي لديـــكِ نـسيــــتُ الـظــنــــــون


ســـألعبُ معــــكِ لـــعــباً جــــــديدة

وألـــــبَسُ مــــعـكِ ثوبـــــاً جــــــديد

وأغــفــــو بلا قــــصّةٍ أو قــصـــيــدة

وأصــحـــو بلا لمـــــسةٍ أو نـــــــشيد


فـــضمّيـــني مهــما صرختُ دعيني

ولا تَســـمعــــــيني فــهـــــــذا كذب

ومـــهـــــما وثبـــتُ بعـــيداً ســـأدنو

فقـلـبي فَــــــراشٌ وأنتِ لَــــــــــهَــب


دمشق 4/3/2010