Tuesday, May 31, 2011

عادَت إليّـــــا

عادت إليّا

عادت إليّا

وكأنَّنا

ما شبَّ في دمِنا حريقُ الإنتِظار

ولا تصلَّبَ في مفاصِلِنا طوالَ البُعدِ بردُ الإحتضار

ولا نما عُشبٌ بطعمِ الشوقِ في كلتا يديّا

عادت إليّا

حُبلى من الصبحِ بشَهرَيار

قلبانِ ينتَفِضان في أحشائِها

كم كانَ يرقُصُ فوقَ جَفنَيها خُضوعٌ

وعلى كلِّ أصابِعِها ارتِجافاً كانَ يُعزَفُ الإنكسار

كم كانَ يكسِرُها حنينٌ للضياعِ بمقلتيّا

حينما عادت إليّا

دمشق 16\10\2010

Wednesday, May 25, 2011

تراني عـَــصيَّ الدمــــــع

حينما قرأتُ يوماً ذينكَ البيتينِ لأبي فراس الحمداني:


أراكَ عَصـيَّ الدَّمــعِ شـيمتُكَ الصَّبرُ

أما للـهــوى نهيٌ عليكَ ولا أمــــرُ؟

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى

وأذللتُ دمعاً من خلائـــقهِ الكِــبـْـرُ

***


هالني وجدٌ إلى قلمي، وكأنَّهما ما مرّا بي من قبلُ قط، فوجدتُني أنشده:

نهاني الهــوى للقطـفِ مـا أيـنعَ الزهــــرُ

وأسهرَ جنحَ الليلِ في خاطري السِّــحـرُ

وأورقَ بطنُ الصخـرِ من ريـــقِ مَدمَعي

وجفَّ من الأهـوالِ في خــافِقي الصَّبرُ

فأوشى منَ النَّظراتِ ما كنتُ مُــــدرِكاً

وأغدرُ من ذا العشـــــقِ ما أدركَ الغَــدرُ

فإن كانَ قَــولُ الحُــــرِّ وعــداً مَــديــــنُــهُ

فكيــفَ وعــودُ العـينِ والنَّظرةُ البِــكــرُ!

إذا الليــل أضــواني نَكَــرتُ لهُ الهـــــوى

لأقــتُلَــــــه ذكـــرى ويجتـــــازهُ الصَّــــدرُ

رمــيتُ بقـايا العشقِ في باحـةِ الصــدى

وعِــفتُ بقـايــا الشــوقِ يغتالُـهــا كِــبْــرُ

تخالــسُ مِنِّي النَّفـــــسُ في بعضِ ذكـــرهِ

ولكنَّ صوتَ الصمـتِ في ذكـرهِ جَهـرُ

وتجثــــو بطـــرفِ الروحِ أطــرافُ ثــوبهِ

فتُثقِـــلُ في الجــنـبـينِ ما أثقـــلَ الصَّخـــرُ

أُعــــانِدُ مِـلءَ المـــــوتِ أيّـــــامَ هَـــــجـرِهِ

وشـــهرٌ يلوكُ الصــــبرَ من بعـدهِ شـــهرُ

تناسيــتُ بينَ النـاسِ في الحبِّ حُـــرقَتي

وأشغَـــلَ ما في القلــــبِ عن قلــبهِ أمـــرُ

وَعُـــدتُ هــــشيـمَ العُـمْرِ أقتـاتُ غُربَتي

وأسلــــمَ منِّي الوجدُ ما أقـلـــقَ الدَّهــــرُ

ترانـــي عــصـيَّ الدمــعِ لكــنَّ شَـــهـقَتي

تَمــَلْمَــلَ مِــنها اللــيلُ واثــّــاقلَ الفــجـرُ

وأوغَــلَ عُــمقُ الهَجرِ في باطنِ الرحـــى

فلاذَ شــريدَ الطـحنِ من خــوفهِ الهَجـــرُ

إذا اللـــيـلُ أضـــواني تجشَّــمــتُ أضلُعي

لقلبي كـــزنـــزانــةٍ بقُضبانِـــهـــا عُـــــذرُ

تراختْ لذاكَ العشقِ في الرِّيحِ خُطـوتي

وروَّضَ ما في القلــبِ من خـطبهِ أســـرُ

فلا الشوقُ قبلَ الفجرِ قد عـــادَ قـــاتلي

ولا من بقـــايـــا الجــــيدِ يشتــاقُهمْ عطرُ

هجرتُ حصـونَ العشقِ من بعدِ زيفِهِم

وعِفتُ زوايـــا الأفــقِ واشـــتاقني البحرُ

تــرانــي عــصيَّ الدمـعِ والطعنُ خِلسَتي

ويرســـمُ طــولَ الجُــرحِ من نزفِهِ الحـبرُ

فأبلغُ من ذا الصمـــتِ ما أرَّقَ الهـــوى

وأصدقُ من ذا العشقِ ما أوجسَ النَّحرُ

وأوسعُ من ذي العــينِ ما طابَ مسكنٌ

وادفئُ من ذا القلـــبِ ما دثــَّــــرَ الجــمرُ

وأســـرفُ من ذا الوجـــدِ ما منَّ قيصــرٌ

وأجمـــلُ من ذا الوصـفِ ما سطَّرَ الشِّعرُ

وإن كان بعضُ البـــيضِ قد نِلـنَ أحرفي

بأشهى منَ الأبيـــاتِ ما هــزَّني السُّـمـرُ


دمشق 13\10\2010

Wednesday, May 18, 2011

بـَـيــــــنَ مـَــــوتــَـــيـن

ألـــوذُ ببعـضِ الصمتِ والصمتُ قاتِـــلي

وتَغتــــالُني الكلمــــاتُ في عُقــرِ نــــازلي

فلولا جحــــودُ الخِـلِّ ما جدَّ مَصـــــرَعي

ولولا حــــنينُ القلبِ ما طـــابَ غائِــــلي

ولولا إبتــــلاءُ الهـــجـــرِ ما قــــالَ قائِـــــلٌ

بما ســـــاءَ في صـــبري وأخزى شـمائِلي

ولولا إختـــلاجُ الـــروحِ حُــــبَّاً بإلفــــــِها

لكـــــانَ وُشــــاةُ البـــوحِ أَولى مداخــــلي

فيا من بوجـــــهِ النــــاسِ عُـدتَ مُــغَــيَّــباً

أراكَ بوجـــهِ النــــاسِ ظُــــلــــماً لعـــــادِلِ

ســقى اللهُ أيَّــــامــــاً على الــوُّدِّ أُبرِمَـــــتْ

خُطــــانا وظَـــنُّ القــلــبِ لــستَ بزائِــــلِ

ســــــلامٌ لِتِـــلكَ الدارِ ليــــسَ لأهـــلِـــــها

وغَرسٌ لوعـــدِ البـحــــرِ يـــسقيهِ ساحِلي

فعهدي منَ الأحجــــارِ والبحـــرِ موعـداً

أراهُ عـــــن الأحيــــــاءِ أوفــــى المنـــــــازِلِ

تعلَّــــقـتُ في بَرَدى وتِـــلكَ جــــنــائِــــني

تعلَّــــقَ فيــــها العِـــــشقُ من حُـسنِ بابلي

مضيـــتَ وظــــلَّ الخلـــقُ حولي كأنَّـــهُم

رِمـــــاحٌ على ذِكــــراكَ ترمي عـــــواذِلي

فلا أنـــتَ أورَدْتَ خصــــومي مُرادَهُــــم

ولا مـــنكَ قدْ أطَّــــتْ نُجــــومٌ لكاحِـلي

ولا أنـــتَ أفرَغْــــتَ همـــومي من الصِّبا

ولا من همـــومِ العِشـــقِ أثقلتَ كاهِــلي

فكم بـــينَ ما تهــوى وأهــوى حكــــايةً

تَحـــــولُ لمـــــا تبــــغي وأبـــــغي بحــــــائِلِ

إذا ما ســــــقاكَ الدَّهـــرُ يومـــاً خــيـــــانةً

فَـــثـِقْ أنَّهُ بِهـــــواكَ لـــــيسَ بجــــــاهِـــــــلِ

فعليـــكَ قد أســـــرَفْتُ بالدمـــعِ إنَّـمـــــــا

يســــاقُ لغُــــسلِ المـــوتِ من جازَ وابلي

فها هيَ ذي عينــــــايَ تنعـــــاكَ جَهــــرَةً

ودفنُكَ في النِّسيانِ قد صــــارَ شـــــاغِـلي

ودَفــنُ بقـــــايــــا العِشـــقِ لا شَـــكَّ أنَّــــهُ

عـــزيـــزٌ، ولكــن هـــانَ عندي لِراحِـــــلِ

تُرى هــل عَــلَتْ بعدي ثنــايـــاكَ بــسمةٌ

أم نــــالَ منكَ الدهـــرُ شــــيئاً كنائِـــلـي!

أم أورَفَــتْ برمــــالِكَ الجــــرداءِ واحـــــةٌ

وقد غـابَ خلفَ الأُفقِ رَكبي وراجِلي!

فإنِّي نــــسيتُ العــــيشَ صفــواً خِـلافَكم

وعـــــاثـــتْ ليــــالي الهجـــرِ حــقَّاً بِباطلِ

تَزاحَـــمَ حــــولي الحُـــزنُ حتى كــــأنَّـني

أســـيرٌ وَدُونَ الأســــرِ شُـــلَّتْ مَفــــاصِلي

وأثــخَــنَ قــيدُ الغَـــدرِ جُرحـــــاً بِغُربَــتي

وأطفـــأَ بَردُ الـــروحِ أعـــتى مشـــاعِلــــي

أبِــيتُ ليــــالي الوجدِ في ذكرِ من مضى

أُســــائِلُ عــــنهُ القلــبَ والقلــبُ ســـائِلي

وأمسيتُ في العُـــشّــــاقِ ذِكرى صَبــــابَةٍ

تزورُ جَـــواري الحُـــسنِ طَــرَّاً معـــــاقِـلي


دمشق 31\8\2010

Tuesday, May 17, 2011

أبيــــات عــــــاجـِــزة

ألا ليـــتَ الذي ولّـــى عــــلـــيــنا

أعـــادتهُ الســـــنينُ لـنا جــــزافــــا

لما كُنّـــا نُفـارِقُ مـــن هَــــويـــــنا

ولا مـــــرّتْ أمــــانـــيــنا عجافـــا

ولا خـــانَ الذي خِـــلنـــاهُ خِـــلّاً

وفــــيّاً صـــادِقاً عــــنّا وعـــــافــــا

ولا نكثَ العــُهُــــودَ بـنا وأخلى

سِـــلالَ الأُمنـــياتِ وقد تجــــافى

ولا صَــــدَرَ العِطــافَ بِنا غِلاظاً

وأورَدَها بمــــــا أفــضى نِحــافــا

نَخــــافُ منَ الزَّمــانِ إذا دهـانــا

ومن يَدِنا الزَّمــانُ نضى وخـافــا

فكم فيـــــنا تَــصَرَّفَـــتِ اللــــيالي

ويأبى طــــيفُهُم عـــنَّا انـــصِــرافا

تشابكتِ الدروبُ على خُطــانـا

وأســـكَرَنا تَهــــافُتُــهُم سُـــــلافــا

فلمَّا أجهَضـــوا فــــينا الأمـــــاني

تَغَشّى الصوتُ وامتَقَعَ ارتِجافـــا

أعِفُّ لِذكـــرِ ما فَعَلـــوا بِقَـلــــبي

وكم زانَ السكوتُ بِهِمْ عَفافـــا

وألثُـــمُ غَـــدرَهُم ظِـئراً لجُـــرحي

ولا أُبــــدي لما أبـــــدَوا خِـــلافا

نَصـــونُ العَهـــدَ والدنيا عُهــــودٌ

ومـــــالَ قَريضُهم عـنَّا زُحــــافـــا


دمشق 30\8\2010

Tuesday, May 10, 2011

زلَّـــــــة قـَــــدَر




رَحَلْنــا وعُــدْنا وما نــــابَ عــنَّا
بِقَلـــبِ الأحــــبَّةِ غيرَ الضيـــــاع
فكم قيَّـــدونـــا بِـقَيدِ الأمـــــــاني
وفي البحرِ مِنهُم تـلاشى الشِّراع
وكم في رِمالِ هواهُــــم دَفَــــنَّـــا
دُموعاً فضــــاعتْ هـــباءً وضاع
لَبِــسنـــا جُـــلـودَنا قيدَ التفـــــاني
!فكيفَ استبــاحــوا علينا القِناع
تركنــا صُـدُورَنـــا دونَ قُلُــــوبٍ
وعــاثَ خَــراباً عَــليها الجــيـــاع
وباعـــوا هـــوانــا وكــلَّ الأماني
!فهــــل بـعدَ ذلكَ شـــيءٌ يُـبــاع
تـــمرُّ الليــــالي عــلينا بصَـــمـتٍ
وما من حُروفٍ لديـــنا تُشـــــاع
كمـــن بـــاتَ يـكتُـــمُ سـرَّ حياةٍ
تَمـــوتُ إذا مـــــا لــــديهِ يُـــذاع
اطاعوا سرابَ هواهُم عُطــاشـــا
!وهل حولَ نَبعٍ سَــرابٌ يُطــاع
دمشق 22\8\2010

Tuesday, May 3, 2011

على قــــارعةِ الحـَـــريق


أحرَقْتُكِ عِـــشقاً فَذوبي

واخــتَلِــطي بينَ ذُنــوبي

وتَكَلَّمي ما شِــئْتِ عَنِّي

ولا تَقـولي لي حَـــبيبــي

أعطيتُكِ كُلَّ شُموســـي

واســتَفَقتُ على مَــغيبي

وتَــوَهَّـــجتُ حــــريـقـــاً

لأُنيــــــرَ لــــكِ دُروبــــي

لمَ أطفــــــأتِ شَـــبـــابي؟

لمَ أخمَـــــدْتِ لهــــــيبـــي؟

لمَ أطْـــــرَبــتِ فُــــــؤادي

بنَــــشِيــــدِ العَندَلِـــــيبِ؟

واســـــتَبَـــحتِ أُمـــنياتي

من فَراغِــــكِ للهُـــروبِ

لمِ أرسَــــيتِ شــــواطـــئَ

مُـقلَتيَّ على النَّحــــيبِ؟

وعــلى مــرمــى شـــراعٍ

تَسلُـــبينَ هوى هُــبوبي!

أنا لنْ أنجـــــوَ عِـــــشقـــاً

في بقـــــائي أو رُكـــوبي

أنا مـــا أذنَـــبْتُ ذَنـــــباً

في هـــــــواكِ لِــــتَــتُوبــي

ما ظَننـتُكِ في ســـــمائي

غـــيمَ صـيفٍ كي تَغيبي

لمَ أوهَـــمْـــتِ بقـــــايـــــا

جَمَــــراتيَ بالـــنُّــشــوبِ

واستَعَرتِ طولَ جُرحي

لتَـــقيــسـي لي نُـــــدوبي

لمَ أجــــرمـــتِ وعِــــفتِ

ذكرياتِـــكِ في جُــــيوبي

ثمَّ أورثـــتِ شَـــــظــايـــا

وجهِــكِ بي كالثُّقُوبِ!

لمَ أيقظــــتِ شــــجــوني

من شــــمالي لجنــــوبي!

لمَ يــــا آخـــــــرَ بــــــــــندٍ

بين سِـــلمي وحُــرُوبي!

لمَ أينَـــعــــتِ حُــقــــــولاً

أشــــرَقَ فـيهـا مَــــشـيبي

أتحـــــــــداكِ بِـــعُمْــــــــــرٍ

في ســنينهِ أن تُــــجـيــبي



دمشق  20\8\2010