Saturday, July 30, 2011

عَــلِّـمـيـنــــــــي




عَلِّميني كيفَ أخطو
فأنا لازلتُ أجهلُّ كلَّ شَيءٍ بينَ أروِقَةِ الدُّروب
عَلِّميني الحُبَّ يوماً
فأنا رَجُلٌ تَرَبَّى ُمنذُ جيلٍ بينَ أقدارِ الحُروب
عَلِّميني ما الشَّظايا
فعلى جَسَدي تتوهُ بلا مُسمَّى منذُ فَجرِ الخَوفِ آلافُ النُّدوب
عَلِّميني كيفَ أنسى أَلَمَ الجُرحِ بِعُمري
فعلى حُزنِي تَتوبُ الذكريات وجِراحُ العُمْرِ أبَداً لا تَتوب
..
عَلِّميني فأنا لا زِلتُ أجهَلُ في هَواكِ الأبجَديَّة
وارسُمي فوقَ شِفاهي بِإصابِعِكِ الحُروفَ العَرَبيَّة
عَلِّميني كيفَ أستَعمِرُ وَجهاً مِثلَ وَجهِكِ
كيفَ أستَعبِدُ شَعراً مِثلَ شَعرِكِ
كيفَ أستَوطِنُ قَلباً مِثلَ قَلبِكِ
فأنا لا زِلتُ مُنذُ الوَجدِ مَجهولَ الهَويَّة
..
عَلِّميني كيفَ أعشَقُ فأنا لا زِلتُ في العِشقِ صَغيرا
وعلى كُمِّ قَميصي لم تَزَلْ أُمِّي تُطَرِّزُ لي طُيُورا
عَلِّميني كيفَ أكتُبُ فيكِ شِعراً
كيفَ أكبُرُ
كيفَ أسهَرُ
فأنا لازِلتُ مِثلَ الطِّفلِ أغفو
كُلَّما لامَسَ وَجهي حينَ يأتي الليلُ قُطناً أو حَريرا
..
عَلِّميني إنَّ في التَّعليمِ تَهذيبٌ لِطَبعي
وأنا لازِلتُ كالطِّفلِ المُدَلَّل
وازرَعي لي في هواكِ الحرِّ جَذراً
فأنا لا زِلتُ كالعُصفورِ حينَ يَمَلُّ عن مُتَشابِهِ الأغصانِ يَرحَل
دَوِّني أوَّلَ سَطرٍ قَبلَهُنَّ مِنَ الحَكايا فَوقَ أوراقي
فَإنَّ تَزاحُمَ الأقلامِ فوقَ الصَّفحَةِ البيضاءَ أجمَل
عَلِّميني كيفَ أقتَرِفُ الخَطايا
كيفَ أَغرِسُ صَوتَكِ بَينَ الحَنايا
عَلِّميني كيفَ أبكي في هواكِ
فأنا مِنديلُ عُرسٍ لم تَزَل في الدَّمعِ أهدابي عَذارى
وامتِدادُ الجَفنِ مِنِّي في الهَوى لم يَتَبَلَّل
..
عَلِّميني كيفَ أُسقِطُ عن جَوازي ذكرياتي والطفولة
كيفَ أكتُبُ كُلَّ ما عَجزَتْ بهِ في سِحرِ عَينَيكِ القصائدُ أن تَقولَه
 عَلِّميني كيفَ أسمَعُ رغمَ آلافَ الحواجزِ عَنكِ لحناً
أسكتَ البارودَ وقتَ الحربِ واختَزَلَ البُطولة
عَلِّميني بعدُ أيَّتُها الجَميلة
عَلِّميني كيفَ أنتَظرُ الشروقَ فلستُ أدري
يا تُرى الصَّبرُ على طلابِكِ المرحينَ أكبر!
أم تُراهُ عليَّ صَبرُكِ!، أم تراهُ عَليكِ صبري؟
عَلِّميني كيفَ دمعُ العينِ حينَ نُحبُّ عكسَ مدامعَ الجفنَينِ يجري؟
عَلِّميني كيفَ تغزو نظرةٌ واحدةٌ من بينِ عينيكِ بأشعاري قبيلة؟
عَلِّميني كيفَ قد تبدو السماءُ اليَّ أقرب!
كُلَّما لامَسْتُ وجهَكِ؟
والأصابعُ في يدي تبدو كأحزاني طويلة؟
  عَلِّميني كيفَ أبكي كالرِّجال
فأنا ما كنتُ أعرفُ قبلَ عَينَيكِ البُكاءَ مع الرّجولة
..
عَلِّميني يا صغيرة
عَلِّميني كيفَ لا ينجَرِفُ الصبرُ بِشَوقي خَلفَ ظَهركِ حينَ تَنسَدِلُ السَّواقي
كيفَ لا أُدمِنُ حينَ بُكائكِ سِحرَ المآقي
عَلِّميني حينَما ألقاكِ أنّي أَتَكَلَّم
فأنا لا زِلتُ في كُلِّ لقاءٍ تُخرِسُ صَوتي ثَناياكِ وتَجدُلُني الضَّفيرة
عَلِّميني كيفَ أختَرِعُ الوفاء
عَلِّميني الإكتِفاء
أقنِعيني أنَّني مهما عَرِفتُ منَ النِّساء
أنَّكِ الأولى بِعُمري والأخيرة
..
دمشق  7\3\2011  

Sunday, July 24, 2011

عَــتــبٌ عَـــرَبي


لي عَتَبٌ طَويل

يمتَدُّ من بَغدادَ للجَليل

يُطلُّ من نَوافِذِ البُيوتِ كالمَساء

مُحَمَّلاً بِغُصَّةِ الأَطفالِ والنِّساء

وَيَرتَدي سَهلاً منَ الزَّيتونَ والنَّخيل

لي عَتَبٌ طَويل

يمتَدُّ من بَغدادَ للجَليل

..

لي عَتَبٌ يا أُمَّتي يجولُ بينَ التَّمرِ والحَبَق

يصحو على جرائِدِ النِّظام

يَنامُ في ضمائِرِ الأرَق

لي عَتَبٌ يَلُوعُ منذُ جيل

يستَصرِخُ الضَّميرَ في خَريطَةٍ تبلَّلَت بِنَفطِها

وغيرنا بِنَفطِها واللهِ ما أحتَرَق

يا أُمَّتي ..

تقاسَموا وجوهَنا .. ورَتَّقوا سمائَنا

ولم تَزَلْ وجوهَكم تَبكي وتَضحَكُ كيفما اتَّفَق

تبايَعوا ظهورَنا .. واستَورَثوا نِساءَنا

وما تَخَلَّيتُم عن العَرَق .. لذلكَ العَرَق

تَزاحَموا بِعِرضِنا .. واستَخلَفوا بِأرضِنا

وما أَهَلتُم فَوقَنا التُّرابَ

يا أُمَّةً حينَ رأت عَوراتَنا مَكشوفَةً

أغلَقَتِ الجُفُونَ رغمَ صحوةِ الحَدَق

يا أُمَّتي ..

قد أتخَمَتنا خَيبةُ الأقلامِ والوَرَق

واشتاقَ وجهُ الأرضِ للرِّجال

واشتاقَتِ السَّماءُ للصَّهيل

لي عَتَبٌ طَويل

يمتَدُّ من بغدادَ للجَليل

..

لي عَتَبٌ كَظَمْتُهُ عن إخوتي

لأنَّني أخشى على عباءةِ العرب

خبّأتُهُ كالصَّمتِ في خاصِرَتي

لأنَّني قد أستحي لو خُدِشَ العِقالُ
أن يظهَرَ تحتَ خيطِهِ شيءٌ منَ القَصَب
يا أٌمََتي

يا أُمَّةَ الأحرارِ كم بحثتُ فيكِ عن بقايا بأسِنا!

وكم وجدتُ كلَّ شيءٍ فيكِ إلّأ أنَّني

لم أجدِ الغَضَب

يا أُمَّةَ الثّوارِ كم نَفَضْتُ في طيّاتِ ثوبكِ

علَّني أحظى بقلبِ حمزةَ!

فما تساقطَ منهُ غيرَ غطرسة أبي لهب!

فأيُّ مجدٍ ألبسوكِ بعدَ مجدِ خالدٍ!

وأيُّ سيفٍ لم يعُدْ من بعدهِ عميل؟

لي عَتَبٌ طَويل

يَمتَدُّ من بغدادَ للجليل

دمشق 1\3\2011

Tuesday, July 19, 2011

مُــــنذُ الــعـــــــــام

لا زِلتُ منذُ العـــامِ أحتَـــــــرِقُ

ووَقـودُ ناري الصَّمتُ والوَرَقُ

والذّكريــــاتُ تَشي حرائِقُهــــا

شِعــــراً ويَمضَغُ لَـــــيلَهــــا أَرَقُ

عـــــامٌ مَضى والمـوتُ في كُتُبي

يَلتَفُّ حَــولَ الغَـــيبِ كالعِنـَبِ

صَفَحــاتُهُ لا الصِّدقُ يكتُبُهـــــا

بالأمـــسِ عن حُبّي ولا كَذِبي

قالـــتْ قَسَــونا والهَــوى وَجَــعُ

والسَّهــــــوُ للأيــــــــامِ يُرتَجـَـــعُ

إمّـــــا سَــــنمضي في حرائِقِـــــنا

صَـــمتاً وإمّـــــا قَســــوَةً نَقَــــــعُ

يا لَــــيتَني مــا زِلـــــتُ أُمــــــنِيَةً

في طَرْفِ من ماتوا على هُدُبي

فيُطيحُ بي دَمـــــعٌ إذا حَزِنـــــوا

وأزولُ من صَـبَـــبٍ إلى صَبَـبِ

يَمضـــي خَــريفٌ كُلَّما ذَكَروا

عن وَجهِـــها شَـــــيـئاً ويعتَـــذِرُ

فإلى مــــتى؟ والعُـــمْرُ أَتعَبَــــــنا

والشــــوقُ لا يُـــبقي ولا يَـــذَرُ

لا تَتبَعــــي أَثَـــــري وتَقتَـــــرِبي

فَكَمـــا لَكِ سَـــبَبٌ فَلي سَـبَبي

أنتِ سَقَطتِ مع الدُّموعِ فـــلا

تَقِفي على جَــــفني لِتَنسَحِـــبي

جَفَّـــت عَلَيهِم أدمُـــعي ودَمـي

بل غـابَ في نَومي لَهُمْ حُلُمي

فَتَزاحَــمَتْ بالصَّــمتِ ذاكِرَتي

وخـلا مِنَ الأسمــــاءِ مُزدَحَمي

مـــا كانَ حِــــبري قَبلَهُم ثـَمِلا

أو بعدَهُـــم للطــــينِ مُـــرتَحِــلا

إنَّ الذي تَشكـــــوهُ مَـحبَــــرَتي

صِـدقٌ أطَــــلَّ بِوَجهِهِ خَــــجِلا

فإلى حَـواري الشّــــامِ يا قَدَمي

تَرنو حِـبالُ الشَّوقِ مِن رَحِمي

أنا مُـنذُ تاهَــــتْ زِلــــتُ أَروِقَةً

وأَضَفــــتُ أَروِقَةً إلى قَـــلَــــمي

فَتَجَهَّــمي يا شَمــــسُ واكتَئِبي

وَتَغـــاسَقي إنْ شِئتِ واحتَجِبي

ما عـادَ يَخشى حُزني ظُلمَتَهُم

فَتَناثـــرَتْ لِحـــرائِقي سُــــحُبي

دمشق 14\2\2011

Friday, July 15, 2011

كُــلٌّنـــــــا للبــــطـن




يا نحنُ يا من لا نرى في غَيرِنا الشَّهامة

يا أنشطَ الذُّبابِ حينَ نَقْتَفي تَعَلُّقاً

في عَفَنٍ يفوحُ فَوقَ فوهةِ القُمامة

يا نحنُ يا من نَصنَعُ التاريخَ في أمجادِهِ

حينَ يثورُ الجوعُ في بُطونِنا

وَنَصنَعُ الرَّعشَةَ في مَخادِعِ النِّساء

حينَ تُسلَبُ الكرامة

يا نحنُ ..


..

يا نحنُ يا من نرتدي معَ الحُفاةِ خَطوَةً

لِثأرِنا من قَسوَةِ الشوارِع

ونُنفِقُ الدِّماءَ في ساحاتِنا رَخيصَةً

إن جَفَّتِ الأفواهُ والمَزارِع

ونَسحَقُ الطُّغاةَ تَحتَ صَوتِنا

من أجلِ أن تُنتِجَ ما نُريدُهُ المصانِع

لكنَّنا ..

يا نحنُ يا من لا نَرى في غَيرِنا الشَّهامة

نُقَطِّبُ الجَبينَ حينَ تُسلَبُ الكرامة

نَحتَلُّ كُرسيَّاً وثيراً عندَ شاشاتِ الصُّمود

لِنُشاهِدَ الصَّمتَ الذي فينا

يُبَثُّ مُباشِراً خَلفَ الحُدود

وكبرياءَ الأُمَّةِ العمياءِ فينا

كيفَ يَركُلُهُ الجُنود

فَنُزَمجِرُ ..
ثُمَّ نَشرَبُ نَخبَ زمجَرةٍ كَبيرة

ثُمَّ نَقفِزُ ..

ثُمَّ للكُرسي كما كُنّا .. كما كُنّا نَعود

يا نحنُ ..


..


يا نحنُ يا من لن نَعودَ قبلَ أنْ نُغَيِّرَ المنابِر

لنْ يستَكينَ النَّبضُ في هتافِنا

وحقِّنا في المِلحِ في رَغيفِنا

حتى إذا قد حَفَروا من حَولِنا المقابِر

يا نحنُ يا من ..!

أينَ كُنّا حينما أُغلِقَت المعابِر!

يا نحنُ ..


..


يا نحنُ يا حُرّيَّةً من أجلِها قد يسقُطُ النِّظام

وتسقطُ المعاهَداتُ تَحتَ نَعلِنا

ويسقُطُ السَّلام

يا أشجَعَ الحُشُودِ حينَ نَحمِلُ الزَّيتونَ في نُعُوشِنا قَضيَّةً

ومن قَفيرِ ضَعفِنا نُطَيِّرُ الحَمام

كيفَ تُرى مرَّتْ على ذُقُونِنا أصواتُهم:

عُودوا .. عُودوا إلى الأَمام

يا نحنُ ..


..


وغادَرَ الزَّعيم

يا نحنُ يا من يعظُمُ الصَغيرُ في نُفوسِنا

في ضِفَّةٍ أُخرى وفي أرضِ سَوادٍ

وفي سَبيلِ الخُبزِ في جُيوبِنا قد يصغُرُ العَظيم

كم غادَرَتْ سَوءاتَنا أوراقُها

مُستَصرِخينَ بالدُّمُوعِ .. بالدُّمُوعِ

حينَما تَكَشَّفَ السَّوادُ والضِّفَّةُ في الصَّميم

يا نحنُ ..

دمشق 25\1\2011

Friday, July 8, 2011

بغـــدادُ والشُّعـــراءُ والصُّـــوَرُ




كانت قد أدرَجَتْ إحداهنَّ قصيدةَ فيروزَ المُغنّاة (بغداد والشعراءُ والصُّوَرُ) في صفحتي ذلكَ اليوم، فما أن قرأتُها وسَمِعتُها حتى غَصَصتُ بها واستدركني قلمي كاتِباً:


لُبنانُ عَفواً جِئتُ أعتَذِرُ

فالليلُ في بغدادَ مُنكَسِرُ

ما عادَ بينَ نُجُومِها أَلَقٌ

أو في ضِفافِ نُؤاسِها سَهَرُ

سَرَقوا الليالي الأَلفَ مِنْ فَمِها

وعلى دَواوينِ الأُلى عَبَروا

بغدادُ غابَ العُرسُ مُكتَمِلاً

عَنها وأنكَرَ وَجهَها القَمَرُ

بغدادُ لا مجدٌ ورائِعَةٌ

في أُفقِها وبِشَمسِها خَدَرُ

وحَقائِبُ الماضينَ عَنْ غَدِها

أودَتْ بِها واستَنزَفَ السَّفَرُ

هَجَروا مُحيّاها الأسيلَ كَما

مِنْ قبلُ عَنها سامِراً هَجَروا

حتّى دُرُوبُ السِّندِبادِ بها

تاهَتْ وأخطَأَ قَطْرَهُ المَطَرُ

فيروزُ عودي لَستِ آمِنَةً

دارُ السَّلامِ تكادُ تَنفَجِرُ

تِلكَ الليالي العاطِراتُ غَدَت

قَفراً وفي أجسادِنا الحُفَرُ

خَوفٌ ولونُ الموتِ حَمَّلَها

أشلاءَ مَنْ في بَطنِها قُبِروا

يا لوعَةَ الشُّعَراءِ حينَ مَضَوا

عَنها ولَوعَ النَّظمِ إذْ نَثَروا!

فيروزُ لا تأتي فَلَيسَ هُنا

غيرَ النَّخيلِ الحُرِّ يُحتَضَرُ

بغدادُ عيناها تَفوحُ دَمَاً

وعلى الجفونِ السُّمْرِ يَنهَمِرُ

جَثَموا على قُمصانِ دجلَتِها

عَبَثَاً وبينَ نُهُودِها سَكَروا

لُبنانُ هل في الأرزِ من لُغَةٍ

تَروي هَزيمَتَنا وتَختَصِرُ؟

فالقَلبُ يا لُبنانُ مِن كَمَدٍ

ما عادَ بالنَّبَضاتِ يأتَمِرُ

لُبنانُ إنَّ الخَطْبَ مُحْتَدِمٌ

واللّاهِثونَ لِدَمْعِنا ظَفَروا

هيَ آمَنَتْ بالعُرْبِ كُلِّهِمُ

وبِها جَميعاً حُبَّهُم كَفَروا

واستَنصَرَتهُمْ حينَما اغتُصِبَت

فَلِغَيرِ ذاكَ الصَّمتِ ما انتَصَروا

لا تسألِ التاريخَ ما اغتَصَبوا

مِنها فَإنَّ الجُرحَ مُستَتِرُ

فَيروزُ عَنهُم جِئتُ أعتَذِرُ

بغدادُ والشُّعراءُ والصُّوَرُ

دمشق 18\1\2011

Tuesday, July 5, 2011

!أيـــا أرضَ رَبـــعـي


أيا أرضَ رَبعي حرَّ للطينِ مَدمَعي

واجتازَ قلبي من لظى الشوقِ أضلُعي

وسافرَ فوقَ الغيمِ حُلمي يزورُكم

فاشتاقتِ الأهدابُ حُلمَاً لمْ يَعُدْ مَعي

طواني لتلكَ الدارِ شوقٌ من الصِبا

وأورقَ بعضُ الجَفنِ من دَيمِ أدمُعي

ونامتْ جِراحُ العُمرِ في بابِ غُصَّتي

وفوقَ جِراحُ العُمرِ قد نامَ مِبضَعي

فكم تاهتِ الأقدارُ والحرفُ في يَدي!

وفوقَ رحى الأقدارِ كم خطَّ إصبَعي!

فلا جِزتُ ذاكَ البينِ عنكم وَفادةً

ولا من شديدِ الوطأِ قد لاحَ مَصرَعي

أنا مَنْ لِدفءِ الأهلِ كم ناحَ خافِقي

وصمتُ حَنينِ الروحِ كم قضَّ مضجَعي

فبينَ يدي الأسماءُ والمِلحُ في فمي

ودونَ فمي والملحِ قد أسْرَفَ الوعي

إذا جَنَّ طَرْفُ الليلِ والأَسرُ خَلوَتي

فكيفَ أحيطُ الفقدَ من دونِ أذرُعي!

دمشق 11\1\2011