Thursday, November 10, 2011

ألا يا دار


ألا يا دارُ هل رَحَلــوا؟ أجــيبي!

وهل ما بينَ من رَحَلـوا حبيبي؟

وهل نَزَلــــوا بِقَلبٍ غــــيرَ قلبي؟

نُزُولَ الوجــدِ بالدَّمعِ الصَبيـبِ؟

فإن كانَ النَّصيبُ سِــواكِ عِشقاً

منَ الدُّنيــــا فمــــــا أبغي نَصيبي

أفيءُ ظِلالَهــــــــا دارَ الخـــــــوالي

ألا يا شَمــــــسُ مَهـلاً لا تَغيبي!

وأطمُرُ ما تَبوحُ خُطـــاي بَعدي

إليكُمْ علَّهـــــا تَسلــــــــى دُروبي

أمُـــــرُّ بِدارِكُم كَلِفَ الثَّـــــنايــــا

تُخالِــــسُ أدمُــــعي عينَ الرَّقـيبِ

طَواني عن هَــــواك البَيــنُ دَهـراً

ومــا أودَتْ بِذاكِرَتي خُـــطُوبي

وأَمطَـــرَني الحنـــــينُ إليـكِ حتّى

تَبَلَّلَــــتِ القصـــــائِدُ مِنْ ذُنــوبي

تَخالَطَ بُعْدُكُمْ بالهَجــرِ حُــــــزناً

فمـــــا أدري لأيِّهِــــما نَحـــــــيبي

الا يا نَفـــسُ إن طــابــــوا رُقــاداً

على غَصَـــصِ التنـائيَ لا تَطيبي

ألا يا دارُ هل لي بالبــقـــــــايـــا!

فما جمري بأَهــــوَنَ من لَــــهيبي

أُلَملِـــمُ بَعضَ أشــــرِعَتي حَيــــاءً

وَيَفضَحُني على كِبَري هُـبوبي!

فَكَم طَيفـــاً يُقَـــرِّبُ مِنْ بَعيـــــدٍ

وكم سَـــفَراً لِـيُبعِدَ مِنْ قَرِيـــــبِ

سَأَقنُتُ داعيــــاً عَـــينَيكِ سُــــقيا

فَكَيفَ عليَّ ما غــــامَتْ أصـيبي

دمشق 6\10\2011

Monday, November 7, 2011

شهــــادة وفاء


لا زِلتُ رغمَ نَصاعةَ الأكفانِ فوقَ ثراكَ يا وَطَني أُعانِد

لا زلتُ أقتَطِعُ اسمَكَ المحزونَ حينَ أراهُ مَنشورَاً على وجهِ الجرائِد

وأُرَدِّدُ الألحانَ خلفَ جنائزِ الماضينَ نحوَك كالهدايا

فَأُولئكَ الباكونَ فيكَ عليكَ منكَ، ألا أُغنّي!

يا وجعَ الأوطانِ حينَ يأنُّ في عُمقِ القَصائِد


..


لا زالتُ يا وَطَني أُعاند

يا سيّداً وسعَ الأسى

وسعَ اللظى

وسعَ المدى

وسعَ الذينَ هناكَ ينتظرونَ موتاً عادلاً ما بينَ الوانِ الرَّدى

لا زلتُ مُحتَضِناً يَقيني أنَّ أوطاناً كَمِثلِكَ لا تَموت

لا زِلتُ أفتَقِدُ السّكوت

وتحومُ ذاكِرتي هُناكَ على البيوت

لِتَعودَ جارِحَةً يُكَسِّرُ بعضُها بعضَاً بِصَدري كالصدى

لكنَّني، لا زلتُ أُؤمنُ أنَّ أوطاناً كَمِثلِكَ لا تموت

حتى وإنْ جفَّ الوصولُ إلَيك

فالأوطانُ لا تَبلى وإنْ كانتْ بُيوتاً من خُيوطِ العنكبوت


..


لا زلتُ ملءَ الصَّبرِ ملءَ الإغترابِ عليكَ يا وَطني أُعانِد

وأُرافِقُ الماضينَ نحوكَ حينَ يَقتُلُني الجنون

وبِلَهفَةِ شَرقيّةٍ لِهواكَ أحتَضِنُ الحقائبَ والعُيون

وأُحَمِّلُ الآهاتِ نحوكَ كالهدايا

ضَمَّةٌ من باطنِ الأهدابِ أبعَثُها

لتفتَرشَ الرَّوازينَ وتَلطي في الزوايا

يا أيُّها الوطنُ الذي يجتازُ بعضَ ملامحي

إنّي أراكَ على جَبيني حينَ أنظرُ في المرايا

فمتى بِحُضنِكَ ترتَدي عَينايَ جفنَاً؟

إنَّني ما عدتُ أحتَملُ الحياةَ بلا جُفون

أحزانُ هذي الأُمَّةِ العمياءِ فيكَ تكرَّرَت

وتكرَّرَت بدمائِنا في البثِّ آلافَ المَشاهِد

يا موطني

فمتى يثورُ الجائِعون؟

متى تُرى يتكلَّمون؟

ومتى سيصحو الصمتُ منْ زَيفٍ مضى

متى تُراهم ينطقون

ومتى سيصحو النائِمونَ على رصيفِ الوعدِ يا وطني

فإنّا قدْ سألنا، هل تُراهُم يَسألون؟

ومتى سَيَشبَعُ منكَ أصحابُ البُطون!

فاضت بنا سُبلُ الأسى يا مَوطني صَمتاً

وما فَاضَتْ بِنا بعدُ السُّجون!


..


وأنا لا زلتُ يا وطني على صُغري أُعاند

دمشق 1\10\2011