Monday, March 19, 2012

إعتــــرافٌ آخـر


نعم أنــــا ذاكَ الذي فـــوقَ الهوى يَــــقِفُ

إنّي أُقِـــــــرُّ بـــــــهِ ذنبــــــــــــاً وأعتَـــــــرِفُ

لا زِلتُ عن كَيـدِ الذي تشكــــوهُ لائِمَتي

في موطِئي فوقَ خَصرِ الحُـــبِّ أعــــتَكِفُ

إنْ أمسَكَـتْ عن جُنوني اللَّـــــومَ تــــارِكَةً

ما كانَ قـــــــلباً وإلّا كِـــــدتُ أنصَـــــرِفُ

فالخَوضُ في قعــرِ المدى نــــومٌ بِلا حُلُــــمٍ

إنّا صعـــــاليكُ دُنيــــــــا، والهــوى تَــــرَفُ

فالعِشـــــقُ والحـــــبُّ والأحـــلامُ في قلمي

حتى إذا ما أعترى قَلَمي الهــــــوى نَزَفــوا

مالي أنــــا والهوى!؟، عَجْـــــزٌ يُشاطِرُنُي!

جمعٌ إذا اقتَرَنـــــوا، يا ســـــــــاءَ ما أقتَرَفـوا

إنَّ الهــــــوى قَلَـــــــمٌ حُــــــــرٌّ ومَحبَــــــــرَةٌ

تَشِـــــــفُّ أشــــــواقُهُ، ووعــــــودُهُ تَصِــفُ

وأنا رَبــــــيبُ شَجــــــا، وحَـــــبيبتي لُــــغَةٌ

طــــــــالَ الحياءُ بِهـــــــا، والعُمـــرُ يَنتَصِفُ

لَيلي شُجـــــونُ صِبـــــا، وعِنـــــاقُ أحـرُفِنا

من فَـرطِهِ قد ترى الأبيــــــــاتَ ترتَجِـــفُ

فإذا أختَلَــــــيـتُ بِها حلَّـــــتْ لَنــا قُـــــــبَلٌ

عَن غَيرِنــــــــا حُــــــرِّمَتْ والشِّعرُ يَنعَطِفُ

حتى إذا أدلَـــــجَتْ للفَجـــــــرِ لَــــــيلَتُنـــــا

ضَجَّتْ على وَرَقي مِنْ رَحمـِهــــــا النُّطَفُ

أنا في الهوى جلِـــــــدٌ، لا حُبَّ يركَبُـــــني

ظهري سليــــــــلُ إبا، ينــــــــأى إذا دَلَفـوا

والقلبُ دارُ جفـــــــا، فالهجــــــرُ بَلــــــقَعُهُ

والموتُ أبوابُــــــهُ، وأثـــــــاثــُـــــهُ الجِيَـــــفُ

صُـــــوَرُ الذينَ مضـــــوا تغفـــــــو بخيبَـــــتِهِ

ووجوهُهم جُـرِّدَت، كالعُريِ ما التحفوا

إنّي انتهيتُ هنــــــا، حيثُ ابتـــــــدأتُ بهِ

لا فرقَ يقطُنُــــني، وكيــــــــائِهـــا الألِـــفُ

دمشق 19\1\2012