Friday, February 1, 2013

خارج الحدود



وَكَرَبطَةِ خُبزٍ يا وَطني
أشواقي بأيدي الفقراءِ تحمِلُني إليك
وكدمعٍ قوطيٍّ أحمر
غَجَراً قد صِرنا يا وطني
لا نُمسي حيثُ أصبحنا
نَتَثَلَّمُ كي لا نَتَكَسَّر
فاخلعني رِجساً يا وطني، والبس نَعلَيك

لا زلتُ أُناقضُ أحلامي خارجَ عَينيك
فأنا مَسحورٌ كَكِتابٍ
أو سجّادِ علاءِ الدين، حينَ ابتعدَ عنِ الأولاد
تحمِلُني ريحٌ يا وطني لا أعرِفُها
وأنامُ لأزمانٍ أُخرى
وامتلأت خارطتي مُدُنَاً، إلّا بغداد
ضاعت أحلامي يا وطني
وامتلأ جَوازي أختاماً
وصلاةً من دعوةِ أُمّي: لا بأسَ عليك

مذلولٌ بين سفاراتٍ لا أعرفها
ولها أبوابٌ يا وطني لا تشبهُ فيها أبوابك
وحُضوركَ إسماً في لَقَبي
ما أغنى عن بعضِ غيابك
ورَضيتُ بهذا يا وطني
فالذلُّ غريباً لي أهونُ من ذُلّي وأنا بينَ يَدَيك
فاخلعني رِجساً يا وطني، والبس نَعلَيك

كم كنتُ كبيراً في أهلي
كالوطنِ وأشياءٍ أخرى
والآنَ يسكنني صَمتي
اسطولٌ يمخرُ خاصرتي
كالعيشِ على وهمِ الذكرى
وصَبري يبتلعُ ضَجيجي
فأنا لا أملِكُ لي ظِلاً
وشموسُ العالمِ ما أغنَت
يوماً في القَيظِ على كَتِفَيك
فاخلعني رجساً يا وطني، والبس نَعلَيك

وَكَرَبطَةِ خُبزٍ يا وَطني
آلامي بَقيَتْ في رفٍّ من قَلبي تَنتَظرُ الشاري
أأقولُ كلاماً في شوقي؟
أم تعرفُ عنّي يا وطني
وكما قد أسمعُ أخبارَكَ في المنفى
تسمعُ أخباري!؟
مكسورٌ بعدكَ يا وطني
والجَبرُ على وسعِ خياري
فارسمني خارطةً أُخرى، واسكُبني خَطواً في قَدَميك
واخلعني رِجساً يا وَطَني، والبس نَعلَيك


بيروت  30\7\2012