Saturday, December 1, 2012

وداعاً دمشـــق







وداعاً دِمَشق

وعُذراً إذا مرَّ يومٌ عليَّ بكِ دونَ عِشق

فَكَم طافَ قَلبي بساتينَ شوقٍ

وَمَرَّ بِصَمتٍ

وحينَ بكِ مرَّ أورَقَ حُبَّاً

وعادَ يَدُق


وداعاً دِمَشق

وَداعاً وإن رقَّ قلبي لأرضٍ سوى أرضِ أهلي

فَلَيسَ لِغيرِكِ يوماً يَرِق


وداعاً دمشق

وداعاً وعُذراً، إذا كانَ بيني وبينَ الحنينِ حَنينٌ

لِذكرى بلادي، وشمسِ بلادي

فإنّي صُلِبتُ على ألفِ ذكرى

وأينعَ صَلبي على قاسيونَ،

كما ياسمينُكِ في ألفِ عِثق


وداعاً دمشق

وقولي لتلكَ الشوارعَ بعدي

بأنّي تركتُ بها ذكرياتي

تركتُ المقاهي طريحةَ صمتٍ

على أمنياتي

تركتُ الليالي وهمسَ الجواري

وفجراً يلوحُ بظلِّ الحواري

تركتُ خطاي لِتُزهِرَ شوقاً

وهل بعدَ أمي لغيركِ شوق!؟


وداعاً دمشق


دمشق 20\7\2012



Thursday, November 1, 2012

صدف بالفطرة




لا سبيل

كُلُّكُنَّ نُذورُ آلهةٍ وقلبي مُستحيل

فأنا ابنُ العُهرِ في مُدُنِ الهوى حتماً

وأنتُنَّ الدليل


يا أيُّها الحسناءُ عودي بينَ أروقةِ الزجاج

واتركي الحلاجَ يقطعُ ما يشاءُ من الرؤوس

نحنُ في عصرِ الكلام

فالوعودُ بلا خراجٍ، والكلامُ بلا مُكوس

عانقي تلكَ النوافذَ وخذي كلَّ الصباح

واتركيني أسرجُ الأحلامَ والليلَ الطويل


لاسبيل

كُلُّكُنَّ رمادُ تضحيةٍ وفي صدري الفتيل

وسماري القاتلُ المأجورُ دوماً بينَ أوراقي

وأنتُنَّ القَتيل


تهطلُ الأيامُ كالأمطارِ تضربُ وجهَنا

والكلامُ كما الرذاذُ بِوَجهِنا دَنِفُ الرحيل

كلُّ من قالتْ أُحِبُّكَ فهي كاذبةٌ على أحلامِها

واختلاساتُ التَّمَنّي شاهدٌ طِبقَ الأُنوثة

وكلامُ الليلِ يمحوهُ الشَّقار

ووعودُ الأمسِ يأكُلُها الغُبار

والوفاءُ على الضحايا مستقيل


لا سبيل

كُلُّكُنَّ منَ الهوى مشروعُ ذِكرى

قد تميلُ الأرضُ فينا خطوةً

والخطايا من خُطاكم لا تميل


دمشق  17\7\2012





Friday, October 12, 2012

وحينَ التقينا







وحينَ التقينا ..

تَبَسَّمَ فينا جنونُ الحياةِ، ونحنُ بكينا

ركضنا، جلسنا، شربنا، غفونا

وذابَ الحنينُ بكلتا يدينا

فهل سَيُفرِّقُنا هذا الزمانُ؟، ونحنُ أبَينا!؟



وحينَ التقينا ..


تراقصَ ظِلُّنا بينَ الشموعِ

وغابَ عن الوعي فينا الرجوع

وطافَ الهوى فوقَ وجدِ الغرام

تثائَبَ شوقاً، وعادَ إلينا

وحينَ استحالَ الكلامُ حروفاً

تساقطَ صمتُ الحُبِّ اعترافاً على شَفَتَينا

فكيفَ سيبدأ فينا الكلامُ! ونحنُ انتهينا!؟



وحينَ التقينا ..

تمرَّدَ فينا شذى الأمنيات

وأورقَ زهرُ النسيانِ حولَ بقايا الذنوب

وضجَّ الهوى في حنايا القلوب

وأسدَلَ ذاكَ المساءُ ستارَ النُّجُومِ علينا

ومن دونِ أن نُبصرَ بعضٍ .. رأينا

فهل سوفَ يُهدَمُ فينا الحنين؟

ونحنُ الذينَ بحجمِ السَّماءِ حُبَّاً بنينا!؟



وحينَ التقينا ..

عَفَونا عن الهجرِ والأُمنيات

ولُذنا بظلِّ السنينِ الخوالي

وفوقَ رفوفِ زوايا الحياة

وذابت قيودُ التَّوحّدِ فوراً على مِعصَمَينا

نسينا البكاءَ القديمَ هناكَ

وعُدنا بحُبٍّ ودمعٍ جديد

نريدُ، ولا نعرفُ ماذا نرُيد

ونُرسِلُ ما قد تبقّى من النبضِ بينَ البريد

ونتركُ عند العناوينِ بعض اصطبار الجفونِ

وبعض اللظى من هوى خافِقَينا


وحينَ التقينا ..




بيروت  11\7\2012


Sunday, September 2, 2012

مع سبق القافية





شُدّوا يَديَّ وأعدِموا أقلامي
إنّي قَتلتُ قَصيدَتي وكلامي

أنا مجرمٌ بالشِّعرِ مُنذُ ولادَتي
وجَرائِمي تطفو على أحلامي

ها قد نَدِمتُ وجِئتُ مُعتَرِفاً بِها
فَتَجاوَزوا التَّحقيقَ في آلامي

ما كنتُ أنجو والدليلُ على فَمي
والشِّعرُ لطَّخَ حِبرُهُ إلهامي

بَصماتيَ الحمقاءُ غطَّتْ جَفنَها
والدمعُ محفورٌ على إبهامي

أمشي وأبياتي تَشي بجريمَتي
والسَّطرُ خَلفي، والبُحورُ أمامي

وَدَماثةُ الغُرباءِ تَهزِمُ جُرأتي
وتجولُ خاطِرَتي بلا أقدامِ

هاكُم إذا شِئتم بقايا مِعصَمي
ودَعوا بقايا لَوعَتي وهَيامي

فأنا نذيرُ العِشقِ في مُدُنِ الهوى
والحبُّ تجديفٌ على أوهامي

صَفَحاتيَ البيضاءُ لا شِعرٌ بِها
يَرثي الحياةَ ولا يَزُفُّ غَرامي

قَلَمي يَمُرُّ على رِقابِ قصائِدي
يُدمي السُطورَ بها ويَذبَحُ هامي

شُدُّوا يديَّ وقيّدوا باقي الخُطى
فَهُنا سَتَفنى كالهوى أيّامي


دمشق  12\5\2012





Friday, August 3, 2012

لا تحزَني




لا تحزَني..

فدَمي لكِ، وفَمي لكِ، وشُموعُ أيّامي لكِ

عيناي، واحدةٌ أراكِ بها، وواحدةٌ لكِ


إنَّ الدموعَ كَفَرطِ أحلامٍ تَجَمَّعَ شَملُها بعدَ الشَّتات

لا تحزني عندَ البُكاء

فإنَّ أجملَ ما يُداوي الجُرحَ في جسدِ الحياةِ هو الحياة


إنّي أُحاوِلُ حينَ يُشرِقُ حُزنُكِ ألّا أغيب

وأُعَلِّقُ الآمالَ حولَ اليأسِ فيكِ منَ الشروقِ إلى الغروب

حتى يذوبَ الحزنُ في شَفَتَيكِ أو حتى أذوب


لا تحزني..

ودعي ليَ الأحزانَ إنّي شاعرٌ

وخذي منَ الأحلامِ ما شئتِ لكِ

فأنا لكِ

حزني لكِ

فرحي لكِ

ولكِ القصائدُ منذُ أعتابِ الهوى فوقَ الدروب

أنا مؤمنٌ بالجُرحِ قيدَ الإنتماءِ إلى الوطن

قيدَ التَّوحُّدِ بالحَزَن

أنا مؤمنٌ أنَّ الجراحَ عقيمةٌ رغمَ الطبيب


لا تحزني..

فلإن تَتُوبُ بِوسعِ عينيكِ القوافلُ كُلُّها تَعَباً، فإنّي لن أتوب



دمشق 2\5\2012





Tuesday, July 3, 2012

لا تقرأيني



لا تَقرَأيني فالهَوى عِلَلُ

والعِشقُ بينَ الشِّعرِ ينتَقِلُ

لا تقرَأيني إنَّني رَجُلٌ

قد ماتَ فوقَ قَصيدِهِ الأمَلُ

إنّي أخافُ عليكِ تَرجَمَتي

فعلى شَفا الحَرفَينِ كم قُتِلوا

كم مرَّ فوقَ خريطتي شَغَفٌ

وإلى حدودِ الروحِ ما وصلوا

لا تقرَأيني إنَّ بي وَجَعٌ

في ذكرياتي ليسَ يُحتَمَلُ

ما ذَنبُكِ إذ تنزفينَ دمي!

وجراحُكِ العذراءُ تنهَمِلُ!

وأنا الذي قد ماتَ خافِقُهُ

بالغَدرِ حتى جفَّتِ المُقَلُ

عجباً!، فما استهواكِ في لُغَةٍ

فيها دموعُ العُمرِ تُختَزَلُ!؟

ذوبي كما الأحزانُ في شَفَتي

وتفرَّقي عنّي كما فَعَلوا

وتظاهري بالجُبنِ وانسَحِبي

وأنا لكِ الأعذارُ والعِلَلُ

كم من هوى يَرسو بخاصِرَتي

يُمسي طريداً ثُمَّ يَرتحلُ

ومَواسِمي شاخَتْ على كَتِفي

وخريفُها بالصمتِ يكتَحِلُ

عودي إلى الأحلامِ سَيِّدتي

أَجَلٌ أنا، ولكِ بها أَجَلُ

أنا آفِلٌ مُذ غابَ مَوعِدُنا

ما ضرَّ شَمسُ الصُّبحُ من أَفلوا

لا تَقرَأيني، وأحرقي كُتُبي

فأنا على الوجهينِ مُشتَعِلُ

وتَجاوَزي ذَنبي على عَجَلٍ

فَذُنوبُنا إنْ أبطأتْ تَصِلُ

هيَ زلَّةُ الأقدارِ أعرِفُها

وبخاطِري كم أورَقَ الزَّلَلُ

ما عدتُ أخشى لَومَ من سَقَطوا

في حُبِّهِم، أو عَذلَ مَنْ عَذَلوا

فَمَشاعِري اُغتيلَتْ على مَهَلٍ

وتَفَرَّقَتْ في ثأرِها السُّبُلُ

فمتى سينجو الحُزنُ من لُغَتي

فيهم!، وكيفَ! وهُم بهِا رَحَلوا!؟


دمشق  15\4\2012


Tuesday, June 5, 2012

أشهد





أشهدُ أنَّ الدمعَ في أحضانكِ سيّدتي

أشهى لديَّ من رنينِ القهقهة

وأنَّ ذاكَ الكذبَ الغافي على جفنيكِ قد فاقَ حدودَ الثِّقة

لكنَّني أشهدُ جداً بعدما عرفتكِ

أنَّ شهورَ قصَّتي كانت على طريقكِ، تَذكَرَةً مُمَزَّقة

..

أشهدُ أنَّ الشِّعرَ حينَ عَرفتُكُ

قد كانَ ينسابُ من الحنايا

وأنَّ أطوالَ الحروفِ في فضا قصائدي

قد أدمَنَتْ تعانقَ الزوايا

فالألفُ امتدَّ على قامتهِ ليسكبَ الحنين

والياءُ أدلتْ دَلوَها في البئرِ مِنْ سنين

وبينَهم ترنَّحَ السطرُ بما أسكره التعتيقُ من جمالكِ

والخمرُ في النوايا

أشهدُ أنَّ الجُرحَ يا سيّدتي،  أوفى من الهدايا

..

أشهدُ أنّي كنتُ مفتوناً بكِ حدَّ الجنون

كنتُ أتبعُ ظلَّكِ القادمَ نحوي دونَ شمسٍ أو عيون

كنتُ أشهدُ أنَّني من دون ِ عينيكِ وكفّي

لن أكون

كنتُ أرقبُ دَمعَكِ الموجوعَ إن راقَ البُكاء

كالكرامةِ تُدنِفُ الأردانَ

كالأذيالِ في ثوبٍ قشيبٍ، أو كهمزةِ كبرياء

كنتُ من أجل الذي يملأ قلبي منكِ أحترفُ الوفاء

كنتُ من قبلُ بكِ حبيبتي، ألفَ مجنونٍ بغيرةِ خافقي

كنتُ أشهدُ أنني لوما خلوتُ معَ هواكِ .. قد أخونُ

لستُ وحدي كنتُ أشهدُ أنَّكِ العشقُ الذي يقتُلُني

ذلكَ الشيبُ وهذا الإرتجافُ

واحتراقُ الدمِ بينَ خوافقي

وانهياري وبكائي وضياعي وجنوني

كُلُّهُم بالقتلِ كانوا يشهدون


دمشق  7\4\2012


Sunday, May 6, 2012

هــــــذا أنا






هذا أنا، جُـــرحٌ إذا شِــــــئتِ فَقـــولي

بعضُ الجراحِ لَهُنَّ هــــامـاتٍ كطولي

ما كانَ في التقطيبِ صَمـــتُ مُخـدَّرٍ

لكن حداداً كـــانَ في ذكـــرى أُفولي

هذا أنــــا، قلـــــــقٌ تـــــــأبَّطَ بــــــعضَهُ

خطـــــواتهُ شـــــمعٌ، وذائِبــــــَةٌ سـبيلي

أهوى ولا أهوى، ودمــــعيَ مُـــــزحَةٌ

وأظافـــري عميــــاءُ والذكــرى دليلي

قلبي هنــــــــاكَ على البــــــلادِ مــــــيتَّمٌ

وهنا المشاعـــرُ فيكِ ثكلى أن تــؤولي

يا أيها التــــاريخُ كيفَ حَبَلــتَ بي!؟

وعقيمـــةٌ قصصي وعــــاقرةٌ فصــولي

أنا مِنْ سفـــــاحِ الدهـــرِ ضوءُ محطَّتي

ولملجـــئ الأحــــلامِ آخـــــرهُ رحــيلي

فَـــتَسَلَّقي نحـــوَ الحيــــــاةِ فقـــد مَضى

غرسي وقُيِّدتِ الحـــوالقُ من حُـقولي

هذا أنا، والحُــــزنُ غُـــصنُ مـــواجعي

ولــكِ الهوى وزرٌ أمــــيلُ إذا تَــــميلي

وَطَني الشحــــوبُ وعُتمةُ الليلُ الذي

حينَ انجلى تركَ النُّجـومَ على نُصولي

وأصابعي السمــــــراءُ ذابـــت فوقــــها

تلكَ المحابـــــرُ واســــتفاقَ بها صهيلي

هذا أنا، شِـــعــرٌ تنـــــــــــاثرَ باكيـــــــــاً

صفحاتهُ ذكرى تطولُ كمـــا تَطولي

هذا أنا، جُــــــرحٌ، وأنـــتِ غمـــــــامةٌ

فلتُمطري، حتى لأبــــــرأَ أو تَـــــزولي

دمشق  8\3\2012