طــالَ اللَّئيمُ
مَنـــازِلاً حِيكتْ لِمَـــــــنْ
أمضى سِنينَ الـــــــعُمــرِ يجـبرُ ما أنثَلَم
والحُرُّ ذاقَ أســــى المَشـــارِبَ والنَّوى
مُتَرَفِّــعاً دونَ السَّفــاسِـــــفِ واللَّــــمَمْ
واسـتَنصَرَ الأصحابَ في وعرِ السُرى
لكنَّهمْ هانـــــوا فـخانــــــوا بالقَــــسَم
زَرَعَ اللَّــئيــــــمُ وقدْ أتتْ أثمــــــــــارُهُ
طَرَباً تُدارُ على الموائــــــــــــدِ كالنِّعَم
ما ضـرَّني كلُّ الـجـــــــــراحِ بغَورِهــا
مِنْ كلِّ مَنْ داســــوا عليَّ بـــــلا ذِمَم
بل ضرَّني جُــــــرحٌ تنـــــوءُ لهُ السَّما
من هولِ مضجَـعِهِ بظَهري في سَـــقَم
جَرحٌ تَزَيَّلَ في حـــشــــــايــا خــاطِري
من خِنجَــــري، ولقلَّـما قد خــانَ دم
كُسِرَتْ يَمينُ الحُرِّ رَغـــــــــمَ وقوفِـها
لكنـَّــــــها بَقِــــــيتْ عِظـــــاماً وقِـــــيَم
قد حالَ كــــلُّ الـنــــــاسِ ضِدِّي أُمَّـةً
بل خانَ ضِلعي تحتَ صَدري وانهَزَم
قِــــــمماً إذا كانـــوا فَصـــوتي نجــــمَةٌ
والنَّجمُ يسمـــو فوقَ هاماتِ الــقِـمَم
قد خــــــــانَ كلُّ الــناسِ عَهداً خِلتُهُ
قَولَ الفتى ورِبـــــاطَ طـودٍ ما انـــهَزَم
قد يُجرَحُ الحُــــــرُّ الــعَصِـــــيُّ بِــدَربِهِ
لكِـــنَّـهُ لــــــــنْ يــــنــثــني أو يــــــنثَلِــم
فالســيفُ مـــا دامَ الـــــحديدُ صفيحُهُ
يبقى صداهُ يُهابُ حتى لو هُـــــــــــزِم
والحُرُّ ما دامَ الـــــــحَـــــقيقُ نَـــســيجُهُ
ما طالَهُ نَــــذْلٌ ولا نـــــــالَ الـــقَـــــزَم
يـــــومٌ تزيَّـــــــنَ للَّـــــئيمِ، وحِـــــقــــدُهُ
عَمَّى على الأبصارِ آثـــــــــــارَ الشـيَم
ومضى يُهَدِّمُ كُلَّ صَــــرحٍ شـــاخِصٍ
حتى يَدُسُّ بِسُـــــــــــمِّهِ بــينَ اللُّــــــقَم
إنَّ اللَّــــــئـــــيمَ إذا تَسَرَّبَ سُمُّــــــــــــهُ
غَشّى، فخالَ النــاسُ رَبَّاً في صـــــــَنَم
إنْ خـــــانَ عَنِّي الـناسُ عَهدِي كُلُّهُم
فاليومَ لا أوفى لِعَهدي مِـنْ قَلَـــــــــــم
دمشق 10/4/2008