Tuesday, July 21, 2009

ســـيدتي الجــميـــلة




سيدتي الجميلة
يا صاحِبة تلكَ العيونِ المستحيلة
"وصاحبة أوراقِ "غسّانَ" إلى "السّمان
و"مستغانمي" ... وأسطرٍ قليلة
"يا صاحبة "درويشَ" و"جويدة
"وصاحبة "نِزار
يا صاحبةَ الفَضلِ والفَضيلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
أكتبُ إليكِ اليومَ يا سيدتي مُستَلهِماً
بِرَغمِ آلافِ الفَوارقِ بَينَنا
ورَغمَ كلِّ هذهِ المسافةِ الطويلة
مُستَلهِماً ذاكِرتي فيكِ وفي الصَّباح
ومُطْلِقاً في حُبِّكِ السَّراح
من بعدِ سِجنٍ دامَ في أروِقتي
فأدمَنَ الوسيلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
.. وحاجِبَينِ كِلَيهِما
كسَوطٍ خَيّالٍ نَأَى بنفسِهِ
بعدَ القِتال
مُرَوِّضاً جِرَاحَهُ
كمُهرةٍ أصيلة
أَكتبُ إليكِ مُترجِماً عن لُغةٍ
هي كلُّ ما فيها وفي حروفِها
... وصروفِها
لا يعني إلا جُملةً واحدةً
قد يصعُبُ النُطقُ بها
لكنَّها ليست بمستحيلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبةَ الجلالةِ الجليلة
تَرضِينَ أنْ يُضامَ عندَ قصرِكِ المُنيف
من يكتبُ الكلام
لقارئِي الكلام
وأنتِ لاتدرينَ أنَّ مُجملَ الكلام
قد كانَ أن تغزَّلَ
بحجلِكِ الجميلةِ .. الجليلة
يا سيدتي الجميلة
وصاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
يا رملَ بحرٍ باردٍ
غَطَّى كُنوزاً مَغربية
وتَعتَّقَ المحّارُ فيهِ إلى الأبد
وبِلا هَويَّة
صارَ منهُ ... بلا بلد
... أشتاقُكِ
والشوقُ صحراءٌ
خُيولُ الشِعرِ فيهِ مَشَتْ ذَليلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
"يا مَن إذا ناديتُها رَدَّتْ ... "عُيُونا
وتمرَّدَتْ فتأرجَحَتْ كالعاشِقينا
وتَنمنمَتْ في مُقلتِي مِثلَ النُعاس
حينَ يَستهوي بأُلفتِهِ الجُفونا
!!أخليلةٌ أنتِ
تُرى أيُّ خَليلة
يا سيدتي الجميلة
ويا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
!!أخليلةٌ أنتِ
تُرى أيُّ خَليلة
تلكَ التي قد أجبَرَتْني
... رَغمَ كلِّ رُجُولَتي
أنْ أَدفعَ الشِعرَ لها
وهيَ عنّي مُستَقيلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
والشَّامةِ الغَرّاءِ في الرَّقَبة الطويلة
يا صاحبة صبرِ ليالي
شهرزادَ لشهريار
... وصبرِ ألفَ ليلةٍ وليلةٍ
أزحمْتِ بُوصِلَتي ولم تَتَعمَّدي
فبينَ خرائِطِ العُشّاقِ سيِّدَتي
تُرى كيفَ الوسيلة ؟؟
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
دمشق 25/6/2009

Wednesday, July 8, 2009

لـــكِ كـــلّ الهـــوى




لكِ كلُّ الهــوى يَجـري بـأوصـــالي

فمهلاً إن مَــــررتِ فــــوقَ آمــــــالي

ليشكو القلـــبُ لي دقّـاتَـــهُ وَجِـــــلاً

وتهتِفُ لي دمـوعي باسمكِ الغـالـي

لكِ كلُّ الهــوى مذ صـــارَ يعرِفُـــني

(نزارٌ)  وبكتْ (سمّانُ) من حـــالي

ومذ أرخَــتْ على التاريخِ مِقصلَتي

سِتاراً وارتــدتْ لهــــــواكِ أغــــــلالي

ومذ حَامَـتْ على أبــــوابِ محكمَتي

فَـــراشــــاتٌ لكِ فنســـــيْتُ أقـــوالي

لكِ كلُّ الهـــوى مــا عــــادَ يمنَـــــعُهُ

سكوتـــي واحتـــراقي بــينَ أعمــالي

فعيفي الصمتَ ولتـــــأتـي مُهــــروِلةً

فما للـــصمتِ عــندَ الحُبِّ من والي

ودُوري بـــينَ أحضــاني بلا خَـجَـلٍ

لكِ الأضلاعُ هَـيـــتاً فاسفَـحي بالي

وصُبّي من حــنيني الخمرَ واغـتَصِبي

حُدودي واسكَري في عمقِ أحوالي

وجوري بالهوى ما شِئتِ واعتَذِري

أما عَرِفَ الهــوى! أم خــالَهُ خـالي!

ولا تَدَعــــي لِحِــبــــري أو لمحــبَــرَتي

حروفــاً وارقُــصي طَرَبـــــاً بأوصالي

ولُـمِّــــيني فقدْ بَعـــــثـرْتِ أورِدَتـــــي

وغَطِّيـــني بكِ واحتـــلِّي أطـــــــوالي

وعُــودي بَعثِريـــني فيكِ ســـيـــدتــي

كألـــعابٍ فأنـــتِ كـــلُّ أطفــــــــالي

وجُرّيـــني إلى المجـهــــولِ وانسَحِــبي

متى مــا أرَّقَــــتْ عَينـــيكِ أفعــــــالي

فهِدّي بالجــــفا أركـــانَ مملَـــــكَـــتي

وزُورِي بعدَهــــا إن شِئتِ أطـــلالي

لكِ كلُّ الهــوى يا أَلْـــــفَ مُعـــــتَزِلٍ

ذَواهُ الصَــمتُ آجـــــــالاً لآجــــــــالِ

فـــما عَرِفَتْ ذُنوبُ العـــشقِ جُـبَّـــتَهُ

ولا هالَـــتْهُ حتى شـــــافَ أهـــــوالي

أراني فيــكِ مصلوبـــاً بلا خَـشَــــبٍ

أُداعِبُ سِجـــنَكِ ونســـيتُ أقفـــالي

فارْخـي لي حِــبـــالَ الوِدِّ واعتــــرفي

فـما نَقَـصَ الهوى من رُكنِكِ العالي

لكِ كلُّ الهــوى يا بعـــضَ خاطِــرِكِ

ولي بعضُ الهـــوى يـــا كلَّ أجــيالي


دمشق  24/6/2009




Wednesday, July 1, 2009

بعثـــرة حُــب




!!هل سالَ في وجهِكِ قَمَرٌ أم انسَكَـــبا
أم مِثلَما الشمسُ تروي ضـوءها شُـــهُـــبا
أم كـــانَ للـــماسِ شــــأنٌ آخَـــــرٌ نَـــــزِقٌ
يـَـستعبدُ النـــاسَ سِحــراً كــــانَ أو عجَبا
أم تُنسَبُ الأزهــارُ في واحاتِ مـوسـِـمِها
غيرَ البَنَفــسجِ في جَـــفنَــــيكِ ما نُــسِـــــبا
يا ظُلمَ غــاليةٍ ما اســــتبقى لـــــــنا طرَفـــاً
مــنَ الــفؤادِ وأبـقى الـقلــــبَ مُغتصَـــــــبا
يَجتــاحُ أنفسَـــــنا لـــيـلاً .. يُداهِــمُــــــها
فيَستَحِــــلُّ ويــــــترُكُ فيــــــــنا مــا رَغـــبا
حتــى ننــــــامَ عــلــى أحــــــلامِ رغبـــــتِه
ونستفــــيقَ وفيــــهِ العقـــــلُ قد ذهبــــــــــا
لكـــأنَّ إعصــارَهُ يَلـــــوي بنــــا طَرَفــــــــاً
فيلــــتوي فيـــهِ باقـــي الكـــــلِّ مُنــقَلِبــــــا
كـم خِفــتُهُ زمنــاً وطمــــــرْتُ أورِدتـــــي
في شـــاطئِ الـحُــبِّ حــتى خِلتُــهُ كذِبـــا
فنذرتُــــهُ وَلَــــــداُ للــشَّـــــــيبِ يقتُلُـــــــــــهُ
فعـــادَ بالــشَّــيبِ طفلاً بل .. وزادَ صِبــا
يـــا ظُلــمَ غـــاليةٍ في الــحُــبِّ إذ عَبَــــثَتْ
في صـدرِ مــــسكينِ حتــى خَــــرَّ مُنتَحِـبا
هــلّا عَدَلــتِ ولاذَ الصمــتُ في شَــــفَتِـي
ولتَــعْتِــقي كالجــواري بيــــــننا الكـُــــتُبا
أم ضـــاقَ بالظُّلمِ ذَرعـــاً صبرُ غـــالـــــــيةٍ
فاجتاحتِ الخوفَ تشدو الموتَ إن رَغِـبا
صُبّي الجنــــونَ بقلـــــبي يـــــــا سُـــــنونوةٍ
ما استحــكمَ العِــشُّ أمَّــــاً عِندَهــا وأبــــا
بل حلِّقي في سمــــائي واغــزي يابِسَتـــي
وليَغــرقِ الكـــونُ إنّي بِــــــتُّ مُنسَحِبــــــا
واســتملكي لي حروفي واحـــضُني لُغَـتي
واسترخصـي العُمرَ منّي فيـــكِ إن صُلِبــا
واغرَورِقي في عيـــوني كُلَّمـا ضَــعُفَــــتْ
منّي قِوايَ فكونـــي الــدَّمعَ والهُدُبــــــــا
ولتُرْسَمـــي في ثــــــــــنايــــا جَبهَتي نُدَبـــاً
ما أروعَ الجُـــــرحَ إن ما كُنتِــــــهِ النُدَبـــا
ولتُشــرِقي في حنـــــايــا أضلُــعي قَمَـــــــراً
ولتَطْـرُدي عن هوايَ الخوفَ والسُّحـُبـــا
ولتَشخَصــي في صحارى قلبي شــــــامخةً
كنخـــــــلةٍ لا تَمـــــــلُّ التمــــرَ والرُطَبـــــا
ولتُتقِـــني دورَ أمّــــــي حيـــــنَ يُقلِقُـــــــها
عن عودتــي ألفُ هـــمٍّ حـينهــا ارتُكِبــــا
ولتَلبَســي رغمَ حُــزنِ الــــروحِ جوهـــرةً
ما رَصَّعَـــتْ قــبلُ تــــيجـاناً ولا ذهـــــــبا
يا ظُـلــمَ غـــــاليةٍ في حُــــزنِـــــها تَــــــرَفٌ
يَستلهِـــمُ الشِـــعرَ من أعمــاقِ من نَضَبا
أَجرمتُ بالشِــــعرِ حتى خِلــتُ خمــــرتَــهُ
قد أَثملتْ في ســـــطوري التـوتَ والعِنَبــا
!! ما سِــرُّكِ بيــنَ كلِّ النــاسِ ســــيِّدَتــي
!! ما سِـرُّهُ فيــــكِ ذاكَ القلــــبُ مُكتئِبــا
22/6/2009 دمشق