Monday, October 19, 2009

شـــريــد


شَريد
بينَ شظايا الحُبِّ والحَديد
كدَمعَةٍ حائرةٍ تَجولُ في المكان
فلا يُؤرِّخُ حُزنَها التاريخُ أو تُنتَسى
ولا تُجَفِّفها يَدُ الزمان
كدمعةٍ ...
لا تَفتَرِش شواطئَ الجِفَان
أو تَرتَسِم في رملِها خرائطُ الحَنَان
أو ترتدي بموتِها الأكفان تابوتَها الجديد
شَريد

شَريد
بينَ شظايا الحبِّ والحديد
كَزَورَقٍ شِراعُهُ هواء
حِبالُهُ هَواء
والموجُ في مِجذافِهِ هَواء
أَبحَرَ نحوَ شاطئٍ هواء
أبحرَ دونَ حتى نَفْسِهِ وحيد
شَريد

اختبأتُ في حَقيبَتي لِأمسَحَ الدموع
ولاتَرَاني باكياً تذاكرُ الرُجوع
فَعَنْوَنَ الشوقُ طريقَ مدامِعي
ومن شُقوقِ أصابِعِي
ارتُسِمَتْ طوابعُ البريد
شَريد .. شَريد

أتعَبَني الشِّراءُ من شوارعِ الوجوه
ومُتحَفِ البشر
وأُسْدِلَتْ في قاعتي سِتارةُ الحياة
وأُسْدِلَ  الممات،
والشمسُ والقمر
تلبَّدتْ بِحُرقَتي السماء، فأمطرتْ جليد
شَريد

سَالَتْ دموعي في شراييني وأورِدَتي
فتَضَمَّخَتْ بالبُعدِ أفكاري
واحتَقَنَتْ في غُربَتي العمياءَ أمتِعتي
واحتَقَنَتْ في صدري أشعاري
فيا لَيتَهُم اغتالوا في ما اغتالوا ذاكرتي
لكنهم سَكَبوا في بُلدَانِ غيري
دماءَ مِحبَرَتي
وبَعثَروا من سُمرَتي تَمراً بِها
فأنبَتَتْ قَصيد
شَريد

شَريد
بينَ شظايا الحُبِّ والحديد
أَسيرُ بينَ أضلُعِ الرُّكام
وأحتَسي الظَلام
وتَكفَهِرُّ بأَودُجي الحُروف
وفي ثنايا شَفتِي مَعكوفةً تَطوف
فأرفُضُ الكلام
أسيرُ تحتَ ظِلِّي في النهار
أسيرُ كالأسيرِ بانكسار
أسيرُ باعتذار
عن وطني البَعيد
شَريد
بينَ شظايا الحُبِّ والحديد

دمشق  10/6/2009

Tuesday, October 13, 2009

قـِــــفــا نــبـكـي




قِفــا نبكي مِنْ ذِكرى رِجــالٍ ومَعقِـــلِ
أمـــا آن للجُـــرحِ يا بـــغـدادُ يَنــدَمــــــلِ
تُحَدِّثُ الأطـلالُ عنــكِ عَصرَ نهضتِكِ
وتَنحـَــني في سرايــا الصرفِ والجُمَــــلِ
وتستَفـــيــــقُ بلَفــحَةِ شــمسِــــكِ عِبَــــرٌ
فتستفــــيضُ بمَــــلءِ الجَـــــفنِ والمُــــقــلِ
أمــــا آن للـــجُرحِ يا بغـــدادُ مِنْ ضَـمَدٍ
يُخْبِي الأنــينَ ويُبــرِقُ ومضــةَ الأمَــــــلِ
كَلَّـمتُـــها فاســتــــدارتْ عَنّي بــاكيـــــةً
وأسبـَـــلَتْ سَـــيلَ دَمـــعٍ لــيسَ يُخـتَــزَلِ
بادرْتـُها : محبوبَتي..هل لي بكِ رَمَقٌ ؟
فأومَــأتْ سَــل رِجــالاً مـاتوا في عَذَلـي
يا حبَّــذا المـــوتُ في أحضـــانِكِ أبـَــــداً
صَبراً علـــيَّ إذا مـــا جِئـــتَ يـــــا أجَلي
مَنْ لي ببغدادَ إنْ ضــــاقَتْ على شَفَـتِي
قارورةُ الحُبِّ في الأمــــصــارِ والــــدُّولِ
ما أعـــذبَ الدمـــعَ حتى إن يَمُــرُّ بــكِ
يَـمُــرُّ بالقلـــبِ قَبـــــلَ الجَــفنِ والأسَــلِ
فلتعذُريــــني إذا ما خاطـــبتُكِ ثـَـــــمِــلاً
فليسَ بالسُكْرِ باسمكِ بغدادُ مِنْ جَدَلِ
مُمَــــلَّحٌ فيــكِ جُـــرحي منـــذُ فُرقَـــــتِـنا
وتـــــائِــهٌ في دُروبِ العِـــشـــقِ والغَـــزَلِ
يا قِبـــلَةَ الحُـبِّ والكُتـّــابِ مُذْ خُــلِـقَتَ
ومَــنبـــعَ العِـــشـــقِ والأقــــلامِ في الأزَلِ
!!مُمَــزَّقٌ فـيكِ حُزنـــي كيـــفَ أجمَعُهُ
كَـــدَمِّ عُثـــمانَ أضــحى أو كَــدَمِّ علي
كم ألبَســــوكِ ثيــــابـــاً لا كِمــامَ لـــــها
وتَذرَّعـــوا عن ثــيابِ الأمــسِ بالحِــــيَلِ
بل وارتــدُوا فوقَ وَجــهِ الخِزي أقــنِــعَةً
فــزادَ بــالقُبـــحِ قُبـــحاً مَربِـــطُ الــعِــــلَلِ
يا ويحَـــهُمْ حينَ تُمــسي الشـاةُ يحرُسُـها
دونَ القطـــيعِ ذِئــــابٌ جَــمّةُ النِــحَـــــلِ
ما زالَ للحِــــبرِ زُرقَـــةُ لـــونِ دِجلَــتِنا
مُذْ أُلقـــيَتْ فيـــــهِ حُــورُ العِلمِ والعَمَـلِ
وحُمـــرَةٌ مِنْ دِمــــاءِ السَــفكِ يخلِــــطُها
بطِينــِــهِ الحرِّ مَــــوجُ الدمـــعِ والدُمَــــــلِ
للهِ درُّكَ يـــا منصــــورُ كم عَــــجِــــزَتْ
عنــــها المَنُـونُ وباتـــتْ منـها في وَجَـــلِ
للهِ درُّكَ كــــم أحـــــيـيتَ مِـــــنْ أَمَـــــلٍ
في ذلــكَ الـــوادِ بــــينَ الشَّـــطِّ والجَبَـــلِ
حتى كـــأنَّ صُـــروفَ الدهـــرِ أتعَــبَـــها
صبرُ الجِـــمالِ بغـــيرِ المــــاءِ والظُـــلَــــلِ
دمشق 20/5/2009

ذكريـــات




!!لمَ أحزن
حينَ لا يبقى بكأسي
!!غيرَ بضعِ ذكرياتٍ
وشظايا بُرتُقالٍ
!!ومنَ الحُبِّ فُتات
لمَ يلبَسُني قَميصي
!!حينَ أذكُرُهُم بِبالي
بل..إلى أينَ تقودُ الدَربَ
تلكَ الخَطَوات!!
!!لمَ أحزن
فالهوى ما زالَ عندي
مثلَ عُنُقِ الكأسِ يأبى الالتِفات
!!لمَ أحزن
والدموعُ نَسَتْ عيوني
والكَرَى يغزو جُفوني
والطُيوفُ هنا تَبَات
!!لمَ أحزن
والصِبا مُلكي
ومُلكي بصمةٌ
من ألْفِ دَهرٍ
لمْ يُمَزِّقْها الشَتات
لمَ تَكسِرُني المرايا
!!حينَ أشتاقُ إليهم
بل تُعزّينِي الرَزايا
بِرحِيلِ الأُمنيات
!!لمَ تُنكِرُني ضُلوعي
إنْ تمُرُّ على خيالي
صورةٌ منهم
ويحنو القلبُ مُرتَعِداً
!!حُنُوَّ الأمّهات
!!لمَ أحزن
دمشق 2/5/2009

Saturday, September 26, 2009

في وجــهـك الحنـــون




في وجهِكِ الحَنون
عَرَفتُ عن حِكايةِ الجُنون
قَرأتُ فيهِ أسطراً
حُروفُها عيون
قَلّبتُ بينَ أصابِعي
.. صفحاتِه
الخمسُ والعشرون
فلمْ أجدْ خاتمةً
في وجهكِ الحنون
في وجهِكِ الحنون
سَكبْتُ كأسَ الحُرقةِ السبعون
واختمرَتْ بمقلَتِي الدموع
وأَبحرَ السكون
وأوصَدَ أبوابَهُ التاريخ
وخبأَ الزمان
وعلّقَ المكان
وأفرَغَ السجون
في وجهكِ الحنون

في وجهكِ الحنون
مشَيتُ في طيّاتِهِ
كشاعرٍ مجنون
فطفتُ في شفاهِهِ
وطفتُ في الجفون
وغُصتُ في رمالِهِ
تُغرِقُني شجون
بحثتُ في فهرسِهِ
!!عنّي .. فمن أكون
ولا أزالُ باحِثاً
في وجهِكِ الحنون

في وجهِكِ الحنون
مكتبتي ومخدعي
وفيهِ طَبعُ أضلُعي
وجُرحُكِ ومِبضَعي
وترجماتُ طلْسَمي
ومَوسمي
... وملعَبي
... ومرسَمي
وكلُّ ساعاتي التي
لَبِستُها في مِعصمي
في تِلكُمُ السنون

في وجهِكِ الحنون
رُقعةُ شطرنجٍ بِلا بيادق
يَعمُّها السلام
فلا قِتالَ فيها أو خَنادق
وجُندُها حَمَام
فيها المُلوكُ حَرّمُوا البنادق
... وفوقَ أيِّ مربّعٍ
وزيرُها ينام
فلا خيولَ أو قلاعَ أو حصون
في وجهِكِ الحنون

في وجهكِ الحنون
مملكةٌ شرقية
يلُفُّها الحريرُ كالهديّة
ويعبَقُ المكانُ من عطورِها النديّة
تغَصُّ بالواحات
وتملأُ شموسُها الساحات
يرتمي في ساحاتها التفاحُ كالشظايا
شظيةً ... شظيةً
وتلتغي فلسفةُ المَنون
في وجهكِ الحنون
دمشق 29/6/2009







Monday, August 10, 2009

... إلى صـــاحبة الأنــف البـــارد




كُفّي عــــنهُ راحتَــــــــيكِ والمــــــواقد
رغمَ أنفِــــكِ سوفَ يبقى منكِ بارد
لـــيسَ بردٌ فــــــيهِ أنتِ يـــــا ذكـــــيّة
بـــل حنيـــناً لـــيديْ يبقى يُجــــــــالد
هو مشتـــــاقٌ لِدفئــي من سنيــــــــــنٍ
وحَريٌ فيـــهِ هذا الشـــوقُ صــــــامد
حَرِّكي كلَّ حـروفِ النّارِ حــــولَــــه
فهوَ "برداً وسلامـــاً" ظــــــلَّ راقـــــد
دَعْكِ عن ثوبِ التكبُّـــــرِ والتعــــالي
والبِــــسي لي في الهــوى كلَّ القلائد
كُفيّ عــــنــهُ راحتَــــيكِ يا فتـــــــاتي
أنا إن كنتُ مــــكانَكِ لــنْ أُعانــــــد
فدَعــــي كَفِّي لـــــهُ فَــبِــــــهِ حريــــقٌ
يـُـــشعِلُ الدنيــــــا ويَبتلـــــعُ المعابـــــد
والثُمِي ما جـــازَ ثَغــــرَكِ من أكُــفِّي
واسمَعي مِنّـــي فليسَ العمْـــرُ عــــائد
واحضُني بينَ شِفاكِ خُطوطَ عُـمْري
ولتعـــــضّي إنْ رَغِــــبتي بالنواجــــــد
واطبعي أسنـــــانَكِ الحمقى بكَـــــفِّي
واصبُغـــي بلُعابـِــــكِ حِـبرَ القصــائد
وافعلي ما شئـــتِ في كَفِّي فـــعندي
كفُّ أخرى..غيرَ أنَّ الأنفَ واحـــد


وعلى خشبة مسرحية الأنف البارد لها أيضاً ...



اعتَلي خَشبَ المســـــارحِ في فــؤادي
واحجِزي لي في الهوى كلَّ المقـاعد
لن أُغـادِرَ قاعـــــةَ العَــرضِ فـنـــــامي
بين أجزاءِ الفصــولِ ... والمَــــشاهد
كَرّري كلَّ المَـــشاهدَ في حياتــــــــي
غيرَ هذا العَـــرضِ أبداً لن أُشــــــاهِد
حَرِّفي في النَصِ مــــــا شئـــــــتِ فإني
في نصوصِ الحُــبِ تجذِبـُـــني الفرائد
أخطئي وانـــسي ..ولا تُلْقي لي بالاً
واسـتريحـي ... وأَعيدي ... فأُعاود
غيّـــري كلَّ الكوالـــــيسِ أمــــــــامي
فأنا الجمهورُ في لـــــــغةِ التــــــــواجُد
وارسُمـــي الشمسَ بكَفِّي ولوِّنيـــــها
وانقُـــشي في عُنُقِي قِـــبَبَ المســـاجِد
وابْني من شَفَتِي صوامِـــعَ سَـــرمدية
واصْنَعي لها من شِفـــــاكِ ألفَ عابد
واقتُلي الأبطـــالَ لنْ أبكي عــليــــهِم
وازرَعي الآهــاتِ دمـــعاً في الوسائد
واسـأليني ... ثمَّ لا تُصغـــــي لردِّي
وعِـــدِيــني ... ثم خِـــلّي بالمَــــواعِد
واشـــــرَبيــني مُعتَّقاً طــــــــولَ اللَّيالي
وامضَغيـــــــني فوقَ أغـــطيةِ الموائـــد
دُوْري في مســــرحِ قلــبي وفــــؤادي
جسِّدي الصيّـــــادَ فيهِ والطَرائـــــــــد
والعَــــبي الأدوارَ صيـــــفاً أو شـــتاءاً
فسَيبْقى دوني ذاكَ الأنـــفُ بـــــــارد
دمشق 26/6/2009


Tuesday, July 21, 2009

ســـيدتي الجــميـــلة




سيدتي الجميلة
يا صاحِبة تلكَ العيونِ المستحيلة
"وصاحبة أوراقِ "غسّانَ" إلى "السّمان
و"مستغانمي" ... وأسطرٍ قليلة
"يا صاحبة "درويشَ" و"جويدة
"وصاحبة "نِزار
يا صاحبةَ الفَضلِ والفَضيلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
أكتبُ إليكِ اليومَ يا سيدتي مُستَلهِماً
بِرَغمِ آلافِ الفَوارقِ بَينَنا
ورَغمَ كلِّ هذهِ المسافةِ الطويلة
مُستَلهِماً ذاكِرتي فيكِ وفي الصَّباح
ومُطْلِقاً في حُبِّكِ السَّراح
من بعدِ سِجنٍ دامَ في أروِقتي
فأدمَنَ الوسيلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
.. وحاجِبَينِ كِلَيهِما
كسَوطٍ خَيّالٍ نَأَى بنفسِهِ
بعدَ القِتال
مُرَوِّضاً جِرَاحَهُ
كمُهرةٍ أصيلة
أَكتبُ إليكِ مُترجِماً عن لُغةٍ
هي كلُّ ما فيها وفي حروفِها
... وصروفِها
لا يعني إلا جُملةً واحدةً
قد يصعُبُ النُطقُ بها
لكنَّها ليست بمستحيلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبةَ الجلالةِ الجليلة
تَرضِينَ أنْ يُضامَ عندَ قصرِكِ المُنيف
من يكتبُ الكلام
لقارئِي الكلام
وأنتِ لاتدرينَ أنَّ مُجملَ الكلام
قد كانَ أن تغزَّلَ
بحجلِكِ الجميلةِ .. الجليلة
يا سيدتي الجميلة
وصاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
يا رملَ بحرٍ باردٍ
غَطَّى كُنوزاً مَغربية
وتَعتَّقَ المحّارُ فيهِ إلى الأبد
وبِلا هَويَّة
صارَ منهُ ... بلا بلد
... أشتاقُكِ
والشوقُ صحراءٌ
خُيولُ الشِعرِ فيهِ مَشَتْ ذَليلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
"يا مَن إذا ناديتُها رَدَّتْ ... "عُيُونا
وتمرَّدَتْ فتأرجَحَتْ كالعاشِقينا
وتَنمنمَتْ في مُقلتِي مِثلَ النُعاس
حينَ يَستهوي بأُلفتِهِ الجُفونا
!!أخليلةٌ أنتِ
تُرى أيُّ خَليلة
يا سيدتي الجميلة
ويا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
!!أخليلةٌ أنتِ
تُرى أيُّ خَليلة
تلكَ التي قد أجبَرَتْني
... رَغمَ كلِّ رُجُولَتي
أنْ أَدفعَ الشِعرَ لها
وهيَ عنّي مُستَقيلة
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
والشَّامةِ الغَرّاءِ في الرَّقَبة الطويلة
يا صاحبة صبرِ ليالي
شهرزادَ لشهريار
... وصبرِ ألفَ ليلةٍ وليلةٍ
أزحمْتِ بُوصِلَتي ولم تَتَعمَّدي
فبينَ خرائِطِ العُشّاقِ سيِّدَتي
تُرى كيفَ الوسيلة ؟؟
يا سيدتي الجميلة
يا صاحبة تلكَ العيونِ المستحيلة
دمشق 25/6/2009

Wednesday, July 8, 2009

لـــكِ كـــلّ الهـــوى




لكِ كلُّ الهــوى يَجـري بـأوصـــالي

فمهلاً إن مَــــررتِ فــــوقَ آمــــــالي

ليشكو القلـــبُ لي دقّـاتَـــهُ وَجِـــــلاً

وتهتِفُ لي دمـوعي باسمكِ الغـالـي

لكِ كلُّ الهــوى مذ صـــارَ يعرِفُـــني

(نزارٌ)  وبكتْ (سمّانُ) من حـــالي

ومذ أرخَــتْ على التاريخِ مِقصلَتي

سِتاراً وارتــدتْ لهــــــواكِ أغــــــلالي

ومذ حَامَـتْ على أبــــوابِ محكمَتي

فَـــراشــــاتٌ لكِ فنســـــيْتُ أقـــوالي

لكِ كلُّ الهـــوى مــا عــــادَ يمنَـــــعُهُ

سكوتـــي واحتـــراقي بــينَ أعمــالي

فعيفي الصمتَ ولتـــــأتـي مُهــــروِلةً

فما للـــصمتِ عــندَ الحُبِّ من والي

ودُوري بـــينَ أحضــاني بلا خَـجَـلٍ

لكِ الأضلاعُ هَـيـــتاً فاسفَـحي بالي

وصُبّي من حــنيني الخمرَ واغـتَصِبي

حُدودي واسكَري في عمقِ أحوالي

وجوري بالهوى ما شِئتِ واعتَذِري

أما عَرِفَ الهــوى! أم خــالَهُ خـالي!

ولا تَدَعــــي لِحِــبــــري أو لمحــبَــرَتي

حروفــاً وارقُــصي طَرَبـــــاً بأوصالي

ولُـمِّــــيني فقدْ بَعـــــثـرْتِ أورِدَتـــــي

وغَطِّيـــني بكِ واحتـــلِّي أطـــــــوالي

وعُــودي بَعثِريـــني فيكِ ســـيـــدتــي

كألـــعابٍ فأنـــتِ كـــلُّ أطفــــــــالي

وجُرّيـــني إلى المجـهــــولِ وانسَحِــبي

متى مــا أرَّقَــــتْ عَينـــيكِ أفعــــــالي

فهِدّي بالجــــفا أركـــانَ مملَـــــكَـــتي

وزُورِي بعدَهــــا إن شِئتِ أطـــلالي

لكِ كلُّ الهــوى يا أَلْـــــفَ مُعـــــتَزِلٍ

ذَواهُ الصَــمتُ آجـــــــالاً لآجــــــــالِ

فـــما عَرِفَتْ ذُنوبُ العـــشقِ جُـبَّـــتَهُ

ولا هالَـــتْهُ حتى شـــــافَ أهـــــوالي

أراني فيــكِ مصلوبـــاً بلا خَـشَــــبٍ

أُداعِبُ سِجـــنَكِ ونســـيتُ أقفـــالي

فارْخـي لي حِــبـــالَ الوِدِّ واعتــــرفي

فـما نَقَـصَ الهوى من رُكنِكِ العالي

لكِ كلُّ الهــوى يا بعـــضَ خاطِــرِكِ

ولي بعضُ الهـــوى يـــا كلَّ أجــيالي


دمشق  24/6/2009




Wednesday, July 1, 2009

بعثـــرة حُــب




!!هل سالَ في وجهِكِ قَمَرٌ أم انسَكَـــبا
أم مِثلَما الشمسُ تروي ضـوءها شُـــهُـــبا
أم كـــانَ للـــماسِ شــــأنٌ آخَـــــرٌ نَـــــزِقٌ
يـَـستعبدُ النـــاسَ سِحــراً كــــانَ أو عجَبا
أم تُنسَبُ الأزهــارُ في واحاتِ مـوسـِـمِها
غيرَ البَنَفــسجِ في جَـــفنَــــيكِ ما نُــسِـــــبا
يا ظُلمَ غــاليةٍ ما اســــتبقى لـــــــنا طرَفـــاً
مــنَ الــفؤادِ وأبـقى الـقلــــبَ مُغتصَـــــــبا
يَجتــاحُ أنفسَـــــنا لـــيـلاً .. يُداهِــمُــــــها
فيَستَحِــــلُّ ويــــــترُكُ فيــــــــنا مــا رَغـــبا
حتــى ننــــــامَ عــلــى أحــــــلامِ رغبـــــتِه
ونستفــــيقَ وفيــــهِ العقـــــلُ قد ذهبــــــــــا
لكـــأنَّ إعصــارَهُ يَلـــــوي بنــــا طَرَفــــــــاً
فيلــــتوي فيـــهِ باقـــي الكـــــلِّ مُنــقَلِبــــــا
كـم خِفــتُهُ زمنــاً وطمــــــرْتُ أورِدتـــــي
في شـــاطئِ الـحُــبِّ حــتى خِلتُــهُ كذِبـــا
فنذرتُــــهُ وَلَــــــداُ للــشَّـــــــيبِ يقتُلُـــــــــــهُ
فعـــادَ بالــشَّــيبِ طفلاً بل .. وزادَ صِبــا
يـــا ظُلــمَ غـــاليةٍ في الــحُــبِّ إذ عَبَــــثَتْ
في صـدرِ مــــسكينِ حتــى خَــــرَّ مُنتَحِـبا
هــلّا عَدَلــتِ ولاذَ الصمــتُ في شَــــفَتِـي
ولتَــعْتِــقي كالجــواري بيــــــننا الكـُــــتُبا
أم ضـــاقَ بالظُّلمِ ذَرعـــاً صبرُ غـــالـــــــيةٍ
فاجتاحتِ الخوفَ تشدو الموتَ إن رَغِـبا
صُبّي الجنــــونَ بقلـــــبي يـــــــا سُـــــنونوةٍ
ما استحــكمَ العِــشُّ أمَّــــاً عِندَهــا وأبــــا
بل حلِّقي في سمــــائي واغــزي يابِسَتـــي
وليَغــرقِ الكـــونُ إنّي بِــــــتُّ مُنسَحِبــــــا
واســتملكي لي حروفي واحـــضُني لُغَـتي
واسترخصـي العُمرَ منّي فيـــكِ إن صُلِبــا
واغرَورِقي في عيـــوني كُلَّمـا ضَــعُفَــــتْ
منّي قِوايَ فكونـــي الــدَّمعَ والهُدُبــــــــا
ولتُرْسَمـــي في ثــــــــــنايــــا جَبهَتي نُدَبـــاً
ما أروعَ الجُـــــرحَ إن ما كُنتِــــــهِ النُدَبـــا
ولتُشــرِقي في حنـــــايــا أضلُــعي قَمَـــــــراً
ولتَطْـرُدي عن هوايَ الخوفَ والسُّحـُبـــا
ولتَشخَصــي في صحارى قلبي شــــــامخةً
كنخـــــــلةٍ لا تَمـــــــلُّ التمــــرَ والرُطَبـــــا
ولتُتقِـــني دورَ أمّــــــي حيـــــنَ يُقلِقُـــــــها
عن عودتــي ألفُ هـــمٍّ حـينهــا ارتُكِبــــا
ولتَلبَســي رغمَ حُــزنِ الــــروحِ جوهـــرةً
ما رَصَّعَـــتْ قــبلُ تــــيجـاناً ولا ذهـــــــبا
يا ظُـلــمَ غـــــاليةٍ في حُــــزنِـــــها تَــــــرَفٌ
يَستلهِـــمُ الشِـــعرَ من أعمــاقِ من نَضَبا
أَجرمتُ بالشِــــعرِ حتى خِلــتُ خمــــرتَــهُ
قد أَثملتْ في ســـــطوري التـوتَ والعِنَبــا
!! ما سِــرُّكِ بيــنَ كلِّ النــاسِ ســــيِّدَتــي
!! ما سِـرُّهُ فيــــكِ ذاكَ القلــــبُ مُكتئِبــا
22/6/2009 دمشق

Sunday, June 28, 2009

فلسفة سقف




ثــَـــمَـنٌ صَعــــبٌ ومُــــــٌر
كــــنتُ أدفَــــعُه بظــنّـــي
إنما ما كانَ أصعبَ منهُ
لــيسَ الذنـــــــبُ مِنّـــــي
ثَـمَـــنٌ مــا كـانَ عنـــدي
نِصفهُ في كـــــلِّ بـــــــالي
كم مضــتْ فوقــي ليـالٍ
حالكــــــاتٍ وليــــــالــــي
مـــــا توقَّـــعتُ بأنّــــــــــي
سـَــــأُجاذِبُـــــــهُ لحالــــــي
كلُّ مـــــا كـــانَ بظـــنّـي
ثـَـــمَنٌ قــد نــــــالَ مِنّـــي
ثــَـمَنٌ صَــــعــبٌ ومُـــــــرٌّ
كُنـــــتُ أدفعـــــهُ بظـــنّي
ثــَـمَنٌ أجهــــشْتُ لكـــنْ
ليـــسَ مــــنهُ..بل إلـــــــيهِ
لامـــسَ القَلــــبَ فَجَــلّى
كلَّ مـــــــا رانَ علـــــــــيهِ
وتغلـغلَ فــي ضلــــــوعي
قابـِــــضـــاً كِلــــتا يديــــهِ
فَتلمَّــــسـتُ فـــــــــــؤادي
وتَعـــثــَّــرتُ بــــحُــزنــــي
ثــَـمَـنٌ صَــــعــبٌ ومــــــرٌّ
كنـــتُ أدفعُــــــهُ بظنّــــي
ثــَـمَــــنٌ لســــتُ أُبـــــالي
دفعَــــهُ عنّـــي بســـــوءْ
إنـَّـــما كنـــتُ كسَــــقفٍ
حولـــــهُ الجـــــو يـــســـوء
وبداخِـــــلــهِ حــــنـــــــــينٌ
لفَّــــــهُ دفءُ الهــــــــــدوء
إيـــــــهِ يا سـقـفُ كأنـّــي
صِــرتُ أقـــرأُ فـيـكَ عنّي
ثــَمَــــــنٌ صــــعبٌ ومــــرٌّ
كنــــتُ أدفــــعــهُ بظنّـــي
28/6/2009

Saturday, June 6, 2009

صـَــبْ




صبٌ غريــــبٌ يا ملاكــي فارحـــمي
وتعطَّفــي في خــــــافــقِي وتكـــرَّمـــي
وترنّـمي باســــــمي وإن لــم ترغــــبي
فالعشـــــقُ كلُّ العشـــقِ أن تتـــرنَّــمي
وتلاعـــبي بـــمقـــــدراتــــي كلِّــــــــها
لا ضــيرَ حــتى بعـــدُ إن تتبــــــرّمــــي
أنا مؤمــــنٌ أنّـــي عتـــــــيقٌ في الهــوى
والقلــبُ في الأوشــــاجِ نبضُ مخضرَمِ
لكـــــنَّني حــــــينَ المـــــودةِ واللــــقـــى
غـــــضٌّ صبـــيٌ بالجــــمــالِ مُــتيَّـــــــمِ
والحبُ في صــــدري كَثــــيبُ رمالِــهِ
قد فاضَ في الأطرافِ حتى معصمي
فـــتـرَفَّــقي حيــناً وحيـــناً أعــــرِضـــي
فالحبُّ مـــــثلُ الحربِ نصـــرٌ بمــغـرَمِ
وإن كـــانَ إعـــراضٌ فصبــــراً طيـــباً
وإن كـــانَ وصلٌ يا مــلاكي فاغنمي
لا تُطــــرِقــي إنَّ الحـــــــياةَ قصــــــــيرةٌ
فعناقُ لحــــظاتٍ كمـــسِّ الأنـــجـــمِ
ويــــداكِ إن حنَّـــــتْ علـــيَّ بقُبــــــــلَةٍ
أشــــهى منَ الــــرُّمــــانِ عنــدَ الموسِـم
من لا يحبُ المــاسْ..! وثغرُكِ منجمٌ
والمـــاسُ كلُّ المــــاسِ بـــينَ المنجـــــمِ
ولترعَوي .. فالعـــاشــــقونَ ترجَّـــلوا
عــن خيلِــــهم فالخـــيلُ لـــيسَ لمُـــغرَمِ
أنا في هـواكِ لــستُ أعــرِفُ مــذهبي
وبــلا هــواكِ لــستُ أعــرفُ مبسَمي
لا شـكَّ عنــدي مــــا لقلبـــكِ ســــيّدٌ
فالحبُ عنـــدكِ لهــوُ صـــيفٍ أغــــــيَمِ
لكـــــنَّني أحـــببتُ حــــتى كِذبَـــــــكِ
ورضيتُ منكِ المرَّ عذبـــــاً فـي فــمي
لو تعرفينَ بـــما تُكــــنُّ جــــوارحــــي
لكِ ما كـــفى يرويـــهِ ألــــفُ مترجـمِ
وحـــروفُ حـــبي فـــيكِ لو أفرغـتُـها
لتـــــهادتِ الأوراقُ بــــينَ المُعجَــــــــمِ
ميلــي فكــم ميَّلـــتِ معــكِ مُعـــذَّبـــاً
طرَباً وفيكِ تخــــــــالطَ الدمُ فـــــي دمِ
أنا يا ملاكي فيكِ عِفْتُ عن الــورى
وهجرتُــــهم أعلــــمتِ أم لم تعلَــــمي
وسكــــنْتُ عيــنيكِ اللّــــــتينِ كليهـما
لم تلحــــظا حُبّـــي ولبــــسَ تلـــعثُـمي
أأنـــا الأديـــبُ تغــــيبُ عنّي قوافـــــيٌ
!!ويجـفُّ فـي الأشعــارِ عنّي مُلهِمي
وتَضِلُّ عن رَكبِ الكـــلامِ حـــروفُهُ
ويزيــغُ شِعــري فيكِ حتّـــى يرتــــمي
ماذا اعتـــراني فيكِ ســـيّدتــي ومــــــا
!أجرى دموعــي فيكِ بدلاً من دمـي
صُــبّي بكأسي الحزنَ إنْ شئــتِ فــما
أنا تــــاركٌ كأســـي لغـــيركِ ينـــتـــمي
أنا لن أبـــوحَ لــــكِ بحُــــبِّيَ مـــا أوى
في خافـــقي دهـــراً ولــــستُ بمُرغَــمِ
فالحـبُّ ســـــيّــدتي لغــــــاتٌ أربـــــــعٌ
فلتــحفَظي عنّي وإن لــــــم تفـــــهَمي
خلساتُ عـــينٍ واضطـــرابُ تنــــفُّـسٍ
ونحولُ جِـــسمٍ في الهــــوى وتبسُّــــــمِ
دمشق 6/6/2009

Thursday, May 21, 2009

بيســــان

...إلى بيسان .. التي ترقدُ في عمقِ أراضينا وفي قلوبنا وبإيدي غيرنا .. وإليها وهي بيننا صديقةً وأُختاً .. وإليها حين أرى في عينيها بغداد




بكِ قــــد تنثــــــني للبـــعدِ أزمــــــانُ
أرى بـــغــــدادَ في عينيــكِ بيســـــان
سل التــــــاريخَ هـل مرّت بهِ امــرأةٌ
على أهدابِــــــها تستلـــقي أوطـــــانُ
أرى في شَعــــركِ الغجريِّ مدرستي
وألوانَ الصِبــا كم فيــــــهِ ألــــــــوانُ
ينـــاغي صوتُكِ المخنـوقُ ذاكـــرتي
كمـــوجِ البحرِ تستهويـــهِ شطـــــآنُ
وأنفــــاسٌ تَرقـــرقُ خلفَـــهــــا لغـــةٌ
فكانت قد تجلّــت أينــــما كانــــــوا
أرى بلدي بوجهكِ كلّما عَـــبستْ
جبــاهُ وأثقلت بــالحـــزنِ أجفـــــــانُ
تضـــجُّ بريــحةِ الثّـــــــوارِ يـــــــاقتكِ
ومن أزرارهـــــــــا يحتـــــجُّ بركــــانُ
وأيـــامُ الحــروبِ بــلونــها ســـكنت
على أظفــــــاركِ الحمـــــراءَ نيـــــرانُ
أرى الأطفــالَ تلهـوا فـوقَ وجنتكِ
وملءَ الامــسِ كـم أعيتـــها أحـزانُ
غريـــبُ الـــــدارِ إلا فيــكِ يـــا قمراً
أنـــيرت منــــــهُ بلــــــدانٌ وبلــــــدانُ
وفي كفّيكِ كم خــطّتْ شـــوارعُنا
دروبــــاً ما مشــــاها قبلُ إنســــــــانُ
قضيتُ ســـنينَ بُعدٍ لسـتُ في بلدي
ومالي دونـــما بـــغــــدادَ عنــــــــوانُ
عراقيٌ أنـــــــــا .. لكـنَّ قافـــــــــلتي
تخــــافُ رحــالَـها فالرمـــلُ سجـّـانُ
فهزّي في ســـحيقِ الروحِ صبوتـــها
عسى رُطبـــاً تُساقِطُ منـها أغصــانُ
دعي سِربَ الفراشِ يجوبُ بسمتكِ
فقد خنـــقَ الفراشَ هنـــــاكَ دخّــانُ
ولا تمحـي وروداً فيكِ قـد رُسمت
ففي بلـدي امتـــلت بالنــارِ جدرانُ
أســافرُ كلّــــما جابت لــكِ ســــفنٌ
منَ الآهـــاتِ والتسهـــيدُ سفّــــــــانُ
لعـلَّ البـحــــــرَ في عينيكِ يرحمـــــني
فيلقيـــني ويمحــو الفـكرَ نسيـــــــانُ
أرى بـــغــــدادَ في عينيــــكِ نـــــائمةً
وكم طـارتْ وحَطّتْ فـــيَّ أشجانُ
بكِ الأزمــــانُ قد تُقتـــــــادُ مجبـــــرةً
تُكبّــــلُ معصميــها مــنكِ أزمــــــانُ
أنيــري الشمسَ في كفّيــكِ سـيّدتي
ففي بلــدي تُغطّــي الـشمسَ أكفانُ
وعُدّي أشــهرَ الأعــــوامِ كــــــــاملةً
ففي بلــدي خَبـى منهُـنَّ نيــــــــسانُ
دمشق 21/5/2009

Tuesday, May 5, 2009

وطــنُ الصـــمـت




غصّت بِريقي حُروفٌ كِدتُ ألفِظُـــها
بينَ الـــسطـــورِ وأَخْبـَـى صوتَــهُ القَلَـــمُ
وتَحَشْرَجَتْ في جُـفــونِ العَيـنِ أدمُعُـها
وجاشَ في الصــدرِ حُزنٌ جـارفٌ هَرِمُ
وراحَ يَعــصِرُنــي هَــمٌ عِشــــتُ آلَـــفُــهُ
كمــوجــةِ البــحــرِ تغمُــــرُ ثُمَّ تنــهَـــزِمُ
والتفَّ حَـوليَ صمتٌ كِدتُ أصـــرُخُهُ
يا أيــها الصمــتُ صمتـاً للجُمُـوعِ فمُ
يا أيــها الصمتُ صُغْنــا منـكَ مــلحمةً
تـُــؤذي الرفـــاقَ ومنـــها النِّــــدُ يبتَــسِمُ
يا أيـــها الصمـــتُ لُذنـــا فيكَ أزمـــــنةً
حتى تلبَّــــــسَ في أرواحِــــنا السَـــــقَـــمُ
واستنـــزفَ الجُـرحُ شَوطـاً من مروءتِنا
وتهـــرَّأتْ في حنـايـــا عِــــزِّنــا القِــــيــمُ
وأضْحَت الشمسُ تغرُبُ وهي مـشرِقةٌ
ويستـــحي أن يرفرفَ فوقَــــــنا العَـــلَـمُ
يــــا أرضَ غــــزّةَ لــمْ أحــزنْ لأنَّ بــكِ
يذبَّـــحُ النـــاسُ جَمـعــــاً أو يُـــــراقُ دمُ
فهيَ الشهـــادةُ يزهــــو رأسُ حامِـــلِـها
ما أحزنَ القلــبَ إن مــــا مـسَّكُمْ ألَـــمُ
بل أحزنَ القلـــبَ حـقّاً صمتُ نخوتِــنا
يا ليتَ شِعــريَ هلاّ جــــاشَتِ الـــهِمَمُ
يا أُمَّــــــةً قــــالَ عنــــــها اللهُ في كُتُــــبِـهِ
خيـــرَ الـــكلامِ أَتَبـلَى هكــــــذا الأُمَـمُ!
أُفجِـــعْتُ من هَولِــــها والنّـــارُ مُضرَمَةٌ
وتِلْكُمُ الأجــسادُ تُمطِرُ فوقَـــها الحِـمَمُ
ولرُبَّـــمـــا مَــــــــرَّ ليـــــلٌ دونَ أنجــــــمِهِ
مـن حَــولِ غــزّةَ والأهــــــوالُ ترتـســمُ
ولرُبَّــــما مَــــــرَّ صُبـحٌ دامِــسٌ عَـــــبِسٌ
ما غرَّدَتْ فيــهِ طَيــرٌ واستــــــوى أكَــمُ
قاتلـــتُمُ المـــــــوتَ حتى فـــرَّ مُنهَزِمــــــاً
يا وَيحَهُ المــــــوتُ يخــــطِفُ ثُمَّ ينهَـــــزِمُ
وابيضَّتِ السُـــودُ ممّـــا طـــــالَهُم فَرَقَــــاً
واســودَّتِ البـِـيضُ ممّــــــا كـانَ يُحتَـدَمُ
وتَخالَطَتْ كَم قُلـــــوبٌ في حناجِرِهــا
وتنـاثرَ الخـوفُ حتى صـــــارَ يُـقـتَــــسَمُ
حتى غـــدا مِثــلَ يـومِ الحَـــــشرِ مظهَرُهُ
بل زادَهُ, لــــيسَ عــدلٌ فيهِ يُــحـتَـــكَــمُ
للهِ درُّ امــــــــــرئٍ الهَــــــــــمُّ أرَّقَـــــــــــــهُ
وشعوبُنا من سُبــــاتِ الذُلِّ مـــا سَئموا
!!هل يا تُـــرى ظلَّ شيءٌ فيكِ نأمَـــــلُهُ
!!يا أُمَّــتي!! أم يا تُرى خــانَنـــا الحُلُــمُ
دمشق 5/5/2009


Thursday, April 9, 2009

هُـــنا بــَغـــــــداد


هنا بغداد

حيثُ الدمعُ لا يَنْضُب

ولا تَنْضُب مع الدمعِ شموسُ الفكرِ والأمجاد

هنا بغداد

..

هنا تاريخُ كلِّ النخل

منذُ سُقوطِ هولاكو وحتى ثورةِ الأعثاقِ

والتَّمرِ المخبّأ في لَهى الأجداد

هنا بغداد

..

هنا شَمَخَتْ جِباهُ السُّمر

وانطَبَخَتْ عُروقُ الصَّبر

واختَنَقَتْ سِنينُ القهرِ، فوقَ القهرِ فوقَ القهرِ

رغمَ تعاقبِ الأوغاد

هنا بغداد

..

هنا حيثُ الدروبُ تَئِنُّ ملحمةً

مُشرَّدَةً ومُعدَمَةً .. ومُلهَمَةً،

كجِلجامِشْ وأنكيدو

فإكسيرُ الحياةِ هنا تجلّى يرفُضُ الأضداد

هنا بغداد

..

هنا مرّتْ سِنينُ العُمر

هادئةً كطعمِ الفجر

واسعةً كقاعِ البحر

يملؤها حنينُ الأهلِ، دفءُ الصيفِ

زادُ الضيفِ يملؤها،

وتملؤها شناشيلٌ تدلّى منها حرفُ الضاد

هنا بغداد

..

هنا حيثُ الرَّصافةُ إن غَفَتْ عِشقا

تُغازِلُها عُيونُ الكَرخِ والجِسرِ

والعشّاقُ صاروا في هوى العشّاقِ

يَغلي العشقُ في دمِهِم كغلي الشايِ في الجمرِ

وليلُ الياسمينِ المختفي في النخلِ،

والسُّمّاقِ والشِّعرِ

ونَكهتُهُ أبو نَوّاسُ

في البُنيِّ، في القَطّانِ، في النَّهرِ

فسِحرِي منكِ أعرِفُهُ،

وما من بابلٍ سِحري

وأكمامٌ منَ السَّيَّابِ تبكي ساحةَ الفِردوسِ

والشهداءِ

والتحريرِ

والأعياد

هنا بغداد

..

هنا أمواجُ دَجلةَ ترتَوي عَطَشا

فلا تَعطشُ ولا تُروى

ولا من غيرِنا تُهوى

ولا تُحصى قوارِبُها

ولا نسماتُها تُحوى

وتَبتَلِعُ الحجارةَ وهيَ باسِمةٌ

إذا ما لاعَبوها صيفاً الأولاد

هنا بغداد

..

هنا تلكَ الجسورُ تمُدُّ فوقَ النهرِ أذرُعَها

كأمٍ قد حَنَتْ شوقاً تُكَفْكِفُ قَطْرَ أدمُعِها

كعاشقةٍ تَوسَّدَ بينَ جنبيها حبيبٌ لفَّ أضلُعَها

كأقراطٍ منَ الياقوتِ صُفَّتْ فوقَ ثوبِ حداد

هنا بغداد

..

هنا حيثُ الكرامةُ في بقايا الخبزِ نأكُلُها

وبينَ ملاعبِ الأطفالِ نَعقِلُها

ونحمِلُها ..

بملحِ الدَّمعِ نحمِلُها

بصَنفِ الدّمِ

بطَعمِ الهمِّ

تحتَ الجِلدِ نحمِلُها

كأوراقٍ مجفَّفَةٍ إلى التاريخ

فيَكتُبُ، والدموعُ مِداد

هنا بغداد

..

هنا دارُ القصيدِ ودارُ ليلى والمثنَّى والكَرَم

يا دارَ شِعري أقبِلي، سيفٌ ورُمحٌ وقَلَم

تَروي الشموسُ حضارةً عنها وتعرِفُها القِمَم

كجَزيرَةٍ أزليَّةٍ بركانُها عَذبُ الحِمَم

كرِوايةٍ غزليَّةٍ أبطالُها قلمٌ وفمُ

كأميرةٍ مسحورةٍ وأميرُها قيدَ الصَّنَم

مَلَّتْ بِنا أصفادُنا

ياطولَ غُربَتِنا ويا طولَ الرُّقاد

هنا بغداد

..

تلكَ القصيدةُ في فمِ الأزمانِ تحبَلُ بالرِّثاء

تجري بحورُ الشِّعرِ خلفَ قميصِها، وبِلا رِداء

ومحابرُ الأُدَباءِ جَفَّتْ فَوقَها،

وما جفَّ بعدُ الأُدَباء

وعلى يديها كم تكفَّنَ عاشِقٌ

وكم تكفَّنَ أدعياء

هي لا يموتُ الحُرُّ فيها

ليس بالإعدِامَ

لا بالشَّنقِ

لا بالكهرُباء

لا يموتُ بها تُراثُ الكِبرِياء

لا يموتُ بِها الوفاء

لايموتُ بها الخُزامى

ولا تُعَدُّ الأنبياء

لا يموتُ بها سوى ضوءُ القمر،

والأبرِياء

لكن هُنا،

وفقط هُنا،

دوماً سيولَدُ كلَّ عامٍ سندباد

هنا بغداد

دمشق 9\4\2009

Wednesday, April 1, 2009

جــــادتْ بــها


جــــادتْ بها الشـــامُ لنا والجُــــودُ

من شـــامِـنا مُـــنذُ الأُلى مـــعهُـــودُ

ألـــقتْ إليـــنا من حــنــايــا قلبِـــها

لحـــناً فأُشْجِيَ من صــــداهُ العــودُ

هي لـــفتةٌ للـــــدّهرِ إن نـــاظَرْتُــها

أدركــتُ مالي قبـلُ فيـــهِ وجـــودُ

وأقولُ أصبِــرُ عن هواهــا مُرغَــماً

والصبــرُ في لـــغةِ الجُمــودِ جُمـودُ

هيَ حُــــرَّةٌ عَـــرَبيّةٌ فـــي طَرْفِــــهـا

وطــــنٌ كبـــــيرٌ لا تَلــــــيهِ حُــدودُ

تجري خيولُ اللهِ بيــــنَ جُــفونِـــها

وسِــوارُ كسـرى خَـصرُها المعقودُ

في صوتِــها حُزنٌ كــأنَّ كلامَــــها

غَـــزَواتُ رومٍ نَقعُـهُــــنَّ السُّـــــودُ

هي أمُّ طِـــفلٍ في غَزيــــرِ حَـنينـِـها

وخُـــــرافةٌ صِــــينـــــيّةٌ وجُنــــــــودُ

ولِشهرَيـــــــارَ منَ الــــــرّواةِ قوافيٌ

من قَصرهِ مــــــالَتْ لها وقَصــــــيدُ

وتَتوهُ من دربِ النجـومِ كواكِبٌ

في جيدِها دومـــــاً فلــــيسَ تَعـــودُ

يا سِحرَ تلكَ الزهرَتــــينِ كلَيهِــما

يَلـــتـــفُّ في أترابِـــــــها عُـــنقـــــودُ

فرحيقُـــها الأمويُّ ســــالَ مؤرِّخاً

أقباطَــــــها ... متبـــــغدِدٌ وعنــــيدُ

متبرمِــــكٌ حُلَلَ الجمــالِ ومُغـدِقٌ

يا حــبّذا تـــلكَ النّحـــورُ الغــــــيدُ

أنهـــارُ فرعـــونَ إليـــــها أسبَلَــــتْ

بل كــــــادَ يَتركُ نيلَـــهُ الأُخـــدودُ

وجيوشُ هولاكـــو لَتُطرِقُ دهشةً

من معصَمَيــها في القُيـــودِ تَبـــــيدُ

يا شــــــامُ مهلاً فالعيـــونُ كثيـــرةٌ

وجَمالُــــــها بالناظرِيـــــــنَ يَزيـــــدُ

لو كانَ لي حُكمٌ عليها في الهوى

في قُـــــمقُمٍ خبّــــأتُــــها وأَزيــــــــدُ

وبَنيتُ من مــوجِ البحارِ قوارِبــــاً

فنضــيعُ فيـــها وما إليـــها نعـــــودُ

هي كالسطــــورِ قرأتُ فيها عِلَّتي

فعـــرِفتُ أنّــي بِعلَّـــــتي موعــــــودُ

جـــادتْ بها الشـــــامُ ويــالِعطائِها

من ذا يباري الشامَ فيما تجودُ !!


دمشق 1/4/2009