Monday, January 2, 2012

وَشــمٌ على الرَّاح


وَشمٌ على الراحِ يَكوي من أمانينـــــــــا

نَستَلهِمُ الحُــــزنَ، ما هذا الذي فينـــــا!

نستَنطِقُ الشِّعرَ علَّ السطـــرَ يُسعِفنـــــــا

إذ كفَّنَتْ أوراقُنــــا البيضــــاءُ أيدينـــــــا

نَستَرضِعُ الحَرفَ حِبرَاً مِنْ محـــابِرِنــــــــا

ما غالبَ الصمتُ يَهمي من أغانينــــــا

نستَودِعُ العُمـــــرَ والأحزانُ تُبعِدُنـــــــــا

عن ذلكَ الحُلمِ، والأشـــــواقُ تُدنينــــــا

ما أيــــنَعَ الصَّمــــتُ في أرواحِنــــا بَطَراً

بل أكرَمَ الدَّمـــــــــعَ لمّا كانَ يَروينــــــــا

يَسْوَدُّ في العَينِ لونُ الحالِمـــــــــينَ عـــدا

أطيافَهُم، حَيثُ شــــــــابَتْ في مآقينـــــا

إنْ أبلغَ الصَّمتُ زَيفاً طيبَ حاضِرِنـــــا

فلأنَّهُ كــــــــانَ أخــفى مُرَّ ماضينــــــــا!

يَسقينَنا الدَّهرُ هَمَّــاً ما تَسقي أدمُعُنــــــا

ما أعدلَ الدَّهــــرَ!، ما نَسقيـهِ يَسقينــــا

وشمٌ على الراحِ لا النسيـــــــانُ يَقتُلُـهُم

فينـــــــا، ولا ذِكريــاتِ الأمسِ تُحيينـــا

ما بالهُ الشوقُ كالنيـــــرانِ في دَمِنـــــــا!

أو جَذوَةٍ ليـــــسَ تخبــــو في ليالينــــــــا!

أو غُصَّةٍ لا تنـــــــالُ الروحُ عَبرَتَهـــــــا!

أو خطوَةٍ ليسَ تُـنسى من خَطاوينــــــا!

ما زالَ في الدمعِ شيءٌ من قصائِدِنـــــا؟

ما زالَ في الراحِ وشـمٌ من أسامينـــــــا؟

ما زالَ في الروحِ ذكرى مِنْ مَلامِحِنا؟

أم ضيَّعَ الهَجـــرُ ما قد كانَ مَكنونـــــا!

لو كانَ للشِّعـــــــــرِ ثغرٌ غيرَ أضلُعِنـــــــا

ما خِلتُهُ جازَ سَطـــــــراً كانَ يتلونــــــــا

أيامُكم ليسَ تَطفــــــو مِنْ حَــــقائِبِنـــــــا

ما بالــغَ الموجُ يَدنـــــو من موانينـــــــــا!

لو غَيَّرَ الأرضَ شــــيءٌ من زَلازِلِهـــــــا

ما غَيَّرَ الهَجرُ عِشقـــــــاً كانَ يَعلونـــــــا

يا طارقَ القلبِ إنَّ القلبَ ليـــسَ هُنــــا

فاطرُقْ على العينِ علَّ الدمعَ يُشجينــــا

راحتْ بهِ السودُ جَمراً لا يُضيءُ بِهــــا

واستَودعَ النبضُ قلبــاً كانَ مَسكونـــــا

لا الجَهلُ في الحُبِّ يَروي صبرَ أنفُسِنـــا

عَــــنهُم، ولا ما قرأنـــــــا في المُحبِّنــــــــا

دمشق 15\11\2011