Wednesday, October 27, 2010

هـــــدايــــــا


كأنَّ الكونَ لا يهـوى سِـــوايَ فتى

فأهداني شـــذى عـــينيكِ مُنصَلِــتا

فرِحتُ بهنَّ كالاطفــــالِ مغتبــطـــاً

فغصَّ بخاطري صــوتٌ يقـــولُ متى

هدايــا لستُ أعرفُ كيفَ أشكُرُها

على جفنيكِ مسكُ العمرِ حينَ أتى

غزاني الـوجـدُ لا منـــأى ألــــوذُ بهِ

ولا من عــــطركِ المجنـــونِ مُــنفَلَــتا

فكم نجمٍ يغــــارُ إذْ الــسمــــاءُ لــنـــا

وكم قمرٍ بـهـــا جِزنــــاهُ فالــتفـــتــا

كَويتُ على جــدارِ القلبِ أحرُفَكِ

عســـــاهُ يَــئــنُّ بالأسمــــاءِ حينَ نــتا

شكوتُ النبــضَ لا يعلـو فيفضَحُني

وكم شــاكٍ على شكــواهُ قد مُـــقِتا

سرى من حولِـــنا القِــدّاحُ لـيـسَ لهُ

كـــلامٌ قد يقــــالُ فظــلَّ مُنكَـــبِــــتا

تكلَّمَ فـــيكِ شِــــعري مُــذْ أذِنتي لهُ

كملهِمةٍ وكم من قـــبلُ قد صمتا

لكِ في أضـــلعي حُكـــمٌ أنــــــاخَ لهُ

مناطُ القلبِ مهما في الضلوعِ عتى

مُنى الـفرســـانِ والـفتيـــانِ كلــِّـــهِمِ

فهــل نــــالَ المنى بهـــــواكِ غيرُ فتى


دمشق 1/3/2010

Sunday, October 17, 2010

يَــــــــدُك


حــــامــت على يَـدِكِ فـراشـــاتـي

والعــطــرُ يـــروي ســـرَّ آهــــــاتي

كيفَ استفقتُ وقد غفت بيدي

يــدُكِ وأدمــــنَ طــعــمَــهــا ذاتـي

والـــتـــفَّ كالأقــــدارِ إصــبَــعُـكِ

حولـــي فـــأيقـــظَ فيَّ أبــيــاتــــــي

كــــانت خــطــانــا أحرفاً كُتبت

فلــتـــــقرَأي جــهــراً مــســــاراتي

كـــــنّا الـــتــقــيــنــا لـــيسَ يمنعني

عــن أدمــــعـــي غـــيرَ ابــتساماتي

ســرٌّ فـــلا الـعــــشّـــاقُ تَــعــرفــــهُ

عــــنّـا ولا تــــدري خــــرافــــاتي

ضـــلّـــت ســـنـيـنُ العمرِ في يدِكِ

واســـتـنــزفـتْ لغــــتي وأصــواتي

كيفَ اعـــتـــــرفتُ بأنَّني طــفـــلٌ

حــــيـــنَ الـــتـــقــت يــدُكِ ممراتي

بل كـــيـــفَ ســــافرَ نحوكِ زمني

حــتـى تــــبـرّأَ من محــــطّـــــــاتـــي

سُحُبي تلاشـت فيكِ واعـتـنـقتْ

ســــبـبــاً وضـــاعت في متــاهـاتي

واســتــســلمَ السـجّانُ من شغفي

فــيــكِ فــأطـــلـقَ كــلَّ أمـــــواتي

كوني الــــنـــجـــومَ فـلا أطالعاها

إلا وأدنــــــو مــن مـــســــافــــاتـي

كوني لـــشِعـــري بـعـضَ أسـطرهِ

وبدفـــتــــري أشـــهــى كتــابــاتي

كونــي الجــدالَ إذا عــلا صـوتي

والطـــوقَ في إحـــدى حـماماتي

كونــي ليَ التـــاريــخَ مجــتـمِـــعــاً

ولأمّـــتـي الـثـكـلــى حــضــاراتي

كونــي الدراهمَ لــســتُ أعـبدُها

لكنّــــهـا دومـــــاً بمـــخــبــاتــــــي

كونــي لـبعضي في الهوى بعضي

ولمــجــمَلــي إن شـئــتِ أوقــــاتي

كونـــي الثــوانــي في دقـــائِــقــهـا

ولمـــعــصــمــي المــذبوحِ ساعاتي

لا الحــبــرُ حــبــري دونَ مــوطنهِ

فــيــكِ ولا الــدمــعــاتُ دمـعاتي

رمـــلٌ على شــفتــــيكِ يأسِــــرني

والريـــقُ في الـصـــحــراءِ واحاتي

لــيــتَ الهــوى بحــرٌ فـــــأركـــبـــهُ

يـــومـــاً فـــأعــلـو كـــلَّ مـوجاتي

أو لــــيــتــــهُ ســـــبـبـــاً أعـــلِّــلُـــــهُ

فـيـهـونُ عــنــدي فـيــكِ مـيقـاتي

الــصــمــتُ في عـــينيكِ أغــرقني

فــتكلَّــمـي مــــا شـئـتِ مـــولاتي

ســـــجــــنٌ على شـــفتيكِ محتكمٌ

سُـــجــنــاؤهُ كــلُّ انـفـعـــــالاتـــي

قــضـبــانُهُ الحمقى خطـوطُ يدي

وحــــدودُ مـــوطــنــهِ مـســامـاتي

حـــرّاســــهُ لا شــــيءَ يــمـنـعُـنــي

عــن قـتــلــهــــم إلا عـــلامـــــاتي

أنا لـسـتُ أخـشى إن قضيتُ بهِ

مـا مــرَّ من عــمــري ولا الآتـــي

مـــاذا أقـــولُ ولــيـــسَ في لـغــتي

حرفٌ ولا يشكو احــتـضــاراتي

ما عــدتُ في عـيـنـيـكِ أعــرفـنـي

إنّــي عـشـقـتُ وتــلكَ مـــأسـاتي


دمشق 23/2/2010

Sunday, October 10, 2010

!أيــنَ الرحــــــيـل

إلى أحدِ رفقاءِ الدربِ إلى المسجد .. إليهِ بعدَ أن أسكتهُ الرَّصاص .. إليهِ بَعدَه .. إلى أبي مُنذر ...


أبا مــــنــذر تُرى أينَ الرحــــــيـلُ

فإنَّ البُعـــــدَ مــوطِــــئُه ثقـــــــيــلُ

تَصــبَّرنا عـــليـــكَ هدىً وتقوى

ولـــولا اللهُ لانفــــرطَ الدلــــيــــلُ

فكـــم من يُوســـفٍ أمـسى فقيداً

وفي يعقـــــوبِهِ صـــبــرٌ جمــــيـــــلُ

وكم من غـــــائبٍ بــينَ المنــايــــا

وبــــينَ قــلــــوبِــــنا أبداً نَــزيــــــلُ

قضيـــتَ الدربَ مختَــصِراً خُطانا

ونحنُ أمَــــــامَـــنـا دَربٌ طويـــــلُ

سئِمـــتُ الصـــبــرَ منكفِـئاً كأنّي

على دمِ إخـــوتي جَلِـــدٌ صـــقيلُ

بَكَيتُكَ والفـــــؤادُ يــــئـنُّ شـــوقـاً

وهذا القلبُ مــضطرِبٌ مـلــــولُ

لـــنا في اللهِ رَكـــعـــــاتٌ أراهـــــا

تهـــونُ بها لفرقتـِــــكم فصــــولُ

يمـوتُ النخــلُ في وَطَني وقوفاً

فكــيـفَ بمـــوتِهِ حُـــرٌ أصــــيــــلٌ

أبا مـــنذر تُرى أيــــنَ الأمــــــاني

بلُقيـــاكُـــمْ وقد ســــبقَ الأفـــولُ

وأينَ إلــــيكَ أحـــــلامٌ جِــــســـامٌ

وقد أودى بكَ الخَــــطبُ الجليلُ

وأيــــنَ على محيّــــــاكَ ابــتســــــامٌ

عـَـــهِدْنــاهُ وهل يُغــــني بديــــــلُ

غـــــدا كلُّ الذيــنَ نحـــبُّ قـــتلى

وكم شـِـــئــنا حـــبيبــاً لا يـــزولُ

لَكُـــــمْ فــــيـــنا يدٌ تأبى لِـــــــواذاً

فإن مــــــالت فــــــإنّا لا نمـــــيــلُ

وفيكم قد جَرت تبكي حـروفي

فدمعــي وحدَهُ فيكــم بخــــيـــــلُ


دمشق 20\2\2010