Sunday, September 2, 2012

مع سبق القافية





شُدّوا يَديَّ وأعدِموا أقلامي
إنّي قَتلتُ قَصيدَتي وكلامي

أنا مجرمٌ بالشِّعرِ مُنذُ ولادَتي
وجَرائِمي تطفو على أحلامي

ها قد نَدِمتُ وجِئتُ مُعتَرِفاً بِها
فَتَجاوَزوا التَّحقيقَ في آلامي

ما كنتُ أنجو والدليلُ على فَمي
والشِّعرُ لطَّخَ حِبرُهُ إلهامي

بَصماتيَ الحمقاءُ غطَّتْ جَفنَها
والدمعُ محفورٌ على إبهامي

أمشي وأبياتي تَشي بجريمَتي
والسَّطرُ خَلفي، والبُحورُ أمامي

وَدَماثةُ الغُرباءِ تَهزِمُ جُرأتي
وتجولُ خاطِرَتي بلا أقدامِ

هاكُم إذا شِئتم بقايا مِعصَمي
ودَعوا بقايا لَوعَتي وهَيامي

فأنا نذيرُ العِشقِ في مُدُنِ الهوى
والحبُّ تجديفٌ على أوهامي

صَفَحاتيَ البيضاءُ لا شِعرٌ بِها
يَرثي الحياةَ ولا يَزُفُّ غَرامي

قَلَمي يَمُرُّ على رِقابِ قصائِدي
يُدمي السُطورَ بها ويَذبَحُ هامي

شُدُّوا يديَّ وقيّدوا باقي الخُطى
فَهُنا سَتَفنى كالهوى أيّامي


دمشق  12\5\2012