في وجهِكِ الحَنون
عَرَفتُ عن حِكايةِ الجُنون
قَرأتُ فيهِ أسطراً
حُروفُها عيون
قَلّبتُ بينَ أصابِعي
.. صفحاتِه
الخمسُ والعشرون
فلمْ أجدْ خاتمةً
في وجهكِ الحنون
في وجهِكِ الحنون
سَكبْتُ كأسَ الحُرقةِ السبعون
واختمرَتْ بمقلَتِي الدموع
وأَبحرَ السكون
وأوصَدَ أبوابَهُ التاريخ
وخبأَ الزمان
وعلّقَ المكان
وأفرَغَ السجون
في وجهكِ الحنون
في وجهكِ الحنون
مشَيتُ في طيّاتِهِ
كشاعرٍ مجنون
فطفتُ في شفاهِهِ
وطفتُ في الجفون
وغُصتُ في رمالِهِ
تُغرِقُني شجون
بحثتُ في فهرسِهِ
!!عنّي .. فمن أكون
ولا أزالُ باحِثاً
في وجهِكِ الحنون
في وجهِكِ الحنون
مكتبتي ومخدعي
وفيهِ طَبعُ أضلُعي
وجُرحُكِ ومِبضَعي
وترجماتُ طلْسَمي
ومَوسمي
... وملعَبي
... ومرسَمي
وكلُّ ساعاتي التي
لَبِستُها في مِعصمي
في تِلكُمُ السنون
في وجهِكِ الحنون
رُقعةُ شطرنجٍ بِلا بيادق
يَعمُّها السلام
فلا قِتالَ فيها أو خَنادق
وجُندُها حَمَام
فيها المُلوكُ حَرّمُوا البنادق
... وفوقَ أيِّ مربّعٍ
وزيرُها ينام
فلا خيولَ أو قلاعَ أو حصون
في وجهِكِ الحنون
في وجهكِ الحنون
مملكةٌ شرقية
يلُفُّها الحريرُ كالهديّة
ويعبَقُ المكانُ من عطورِها النديّة
تغَصُّ بالواحات
وتملأُ شموسُها الساحات
يرتمي في ساحاتها التفاحُ كالشظايا
شظيةً ... شظيةً
وتلتغي فلسفةُ المَنون
في وجهكِ الحنون
دمشق 29/6/2009