Tuesday, January 26, 2010

مســاعدة على البــكـــاء


دعـــينـــي أســـاعــدْكِ البــكــــــاء
لن يُلـــــــغي دمـــــعي الكبريـــــاء
دعــينـــي أســـاعـــدْكِ الـدمــــوع
فــكــــم تَـشــــــاركنــــــا الغنـــــاء
دعـــــيـــني أســــاعــدْكِ الهــمـــوم
لــــــوحـــدِكِ الهــــــــمُّ عــنـــــــــاء
حُـــزنــي وحُـــزنُـــــكِ أَيــنــعــــــا
وقِـــطــــــافُ ذاك الآنَ شـــــــــاء
كـــلُّ الــدمــــوعِ ســتنـجـلــــــــي
حتــــــى دمــــــوعُ الأنــــبيـــــــــاء
إلّا دمــــــــــــوعُ أحــــــبّـــــــــــــــةٍ
عــشـقــــــوا فــظــلّـــــوا غربــــــاء
دعــينـــي أقـــاسـمــكِ الـحــنـــين
فلــــقــد تــــقـــاسـمْــنـــا الـــــولاء
لــن أمـــحو عــنـــــكِ دمــــعــــــةً
فالــدمـــــعُ قيــعــــــانُ الصـفـــــاء
أو أرتـضـي مـنـــكِ الســكــــوتَ
وأُثـــقِـــــلَ الــصـــمتَ شـــقــــــاء
لن أغـــتسِــل فـــي وجــنتَـــــــيكِ
إن اســــتقَيـــــتِ يــــدَ الــســمــاء
دعــيــــنــي أشــــــــاركُ وَحــــــدةً
مــحــــــــزونـــةً ذاكَ المــــســــــــاء
فـــــــإذا بــــــكَيــــــــنا أدمُــــــعـــــاً
تبـــــكـي قـــصـــائـــدُنــــا رِثـــــاء
وإذ اغــــتـــــــربـــنــــا بَـــعـــــــــدَهُ
ســــيلُــــفُّ غـــــربــتَـــنـــا الــبقــاء
واذا أنِـــــــسنـــــــــا وَحــــــــــشـــةً
فالــمــــاءُ يَـــرســـــمُـــهُ الإنـــــــاء
وإذا بـــكَـــيـــــنـــــــــا ســـــويــــــةً
حتـــمــــــاً سنـــبكــــي سـعـــــداء
دعـــينــــي أســـــاعــــدْكِ الـفِـراق
ولـــكِ التـــــفرّدُ بــــاللــــقــــــــــاء
دعــينـــــي أســــاعــــــدكِ النــوى
فلـــــقــد كبُــــرنــــا ... أوفيـــــاء
دمشق  19/7/2009




Monday, January 18, 2010

ممـــنوعةٌ أنــــتِ


ممــنــــــوعــةٌ أنــتِ مـنَ الصـــرفِ

ومــن حــــروفِ الجــرِّ والـعطفِ

ممـــنــــــوعـــةٌ مـن فعـلكِ المـاضي

فجــهــلُ ماضــيـــكِ بـهِ ضعـــفي

أتعـــبْــتِــني ... كــم للهــوى لغةً

تفضــحُ فــي عـينــيًّ مــا أُخــــفي

فتـــدورُ فــي وجــهـــي مُتـرجِـمَةً

ما دارَ بــينَ الطـــرفِ والطـــرفِ

حتــى لَتُقـــرأَ فـــي مـــلامــحِــــنا

قصصُ الهوى الممهورِ بالحَـــرفِ

لا تــبنـي للـمـجـهــولِ سيّـــدتــي

فبريـــقُ عينِــــكِ قلَّـــمـا يُخـــــفي

وتجــرَئي وابـــني لنــا جُمــــــــــلاً

 ولتُــعرِبـي للنَــصِّ أو فاعــــفــــي

لكِ في الـهــــوى جمـــعٌ وتــــثـنـيةٌ

والعشــقُ مفـــردُ عِــشقــهِ يكـفي

ما خِلـــتُ يـومــــاً أنَّ فـي لغــتي

سبعـــــينَ حرفـــاً فيـكِ مُستخفي

ممنــــوعــةٌ يـــا كـــــــلَّ ذاكــرتــي

من صِيَـــــغِ الـتــشبـيـهِ والوصـفِ

ممــنــــوعــةٌ أنــتِ مـنَ الصـــــرفِ

ومــن حــروفِ الجــرِّ والـعــطفِ


دمشق  1/7/2009




Saturday, January 9, 2010

الخيــط الأســود

أيا ليــلُ مهــلاً في مَــــــنـيّــتي مـاضـــيا
ويا صبحُ هلاّ كـنتَ في الغــدِ داجــيا
يعِـــزُّ على قلــــبي فِــــراقُ رفيــــقِـــــــهِ
ويأســى علـــيَّ أن يَهـــيـــمَ الليــاليـــــا
ويبقــى وحيـــداً بــيــنَ غُــربٍ يرَونــهُ
كـعاني حِـــرابٍ قـــيَّدَتـــــهُ المَــــواليـــا
مالي وحُـــبٍّ لا أُطـيـــــقُ فِـــراقَـــــــــهُ
يومــــاً بلا شــــــوقٍ كـبيــرٍ ومـــالــــيا
زِدنـــي شُـــــجـــوناً في هــواكَ فإنَّـــني
أَمسَـيتُ بـــعــدَ هــواكَ لا ذكـرى ليـا
زِدنـــي مـــــنَ الحُـــبِّ المقــدَّسِ حُرقةً
وأزدكَ شِـــعــــراً قـــــدَّســتهُ القـوافيــــا
زِدنــي حـــنيـــناً لكَ فــما بيَ مُــــزعةٌ
إلاّ وفيــــهــا إلــيكَ ألــــفَ مُنــــاديـــــا
عَلّــقـتُ دمـعي في ســـمـائِكَ أنـجــماً
فلعـــلَّ ليــــلَكَ يسـتــــثــيـرُكَ بــاكيـــــا
ولعـــلَّ  آمـــالاً يــنــــــوءُ بـــها الجَـوى
تغــفــو .. فأغـفــو .. فتَكفُّ المـــآقيـا
يا رُبَّ بعــضِ الــــروحِ في غَـمَــراتِـها
ولَــرُبَّ بـــعــــضٍ كــانَ مــنهُ البــاقــيا
زِدني فـما أغــــنى الهـضــابَ سَحابُها
عطــشــاً ولا أغنـتْ فِـراقَـكَ شـــامــيا
ومضتْ حُقولُ الصمتِ تَزرعُ لونَها
في خاطــري والحــزنُ فيــها ســـاقيــــا
أيا ليــلُ مهــلاً مـا ذوتْـــكَ بـعشـقِنــــا
زفراتُ وَجــدٍ !! أم تُـراكَ مُغاليـــا !!
أتُــراكَ تَصبـرُ !! أم تَـــمـرُّ فتـنتـهي !!
فيــلوحُ بعـدَكَ في الصــــبــاحِ عزائـيــا
أَمسِكْ عليــكَ ســوادَ ظُلمـتِكَ الـذي
أَخـــفى جِــراحـاً أثخَـــنتْ بـفــؤاديـــا
ولتمــتطي الصهــواتُ كـلَّ خـيـولِــها
ليلاً فيُربِـكُ ضَـــبــحُهُــنَّ الأعـــاديـــــا
نقـــعٌ تَتيـــهُ بــهِ الـــــقـــوافــلُ مبــهَــــمٌ
كاللُّــــجِّ حـتـــى إنِ اعتـــراهُ التــنائــيـا
أيا لـيــلُ .. هلاّ دُمـتَ عمـريَ كــلَّـهُ
ما الــعـــمْــرُ إلا في لِحـــاظِ وِصــاليـــا
أسهرتَــــنـــي والحــزنُ يَـــرســمُ ظِلَّــــهُ
فوقي فـــبِتُّ على رسومِـــــــهِ مـاضيـا
رِفقاً .. ألا ليـتَ الذي فـي خــاطري
يدنــو فأستجــدي الحــروفَ لـحاليـــا
وأُلمـــلِـــمُ الواحــاتِ مــن صحرائِـــــها
لي فالقـــصــيدُ جِنــاسُهُـــنَّ طِبــــاقيـــا
زِدني رمــــالاً أشـــــقـــرتْهــا رَمــضـــةٌ
فجِمـــالُ عِشقـــي ليسَ منــها الحـانـيا
جفَّــتْ خُطـــايَ على رِمـــالِ مـآربي
والليــلُ يمضــي رغــمَ شِـعريَ عاديا
أَرثي لحــالــي بعــدَ صُبــحِ فِــراقِـــهــم
ومن الرثــــا مـــا لم أقــــــلْـــهُ علانـيــــا
أيا ليلُ مـــهــلاً هل تُـراكَ عَرَفــتَني !!
فـــأنا الذي من بعـدِ هـجــركَ قاضــيا


بغداد  1999