يا من مضى ضائعـــاً في وصف مهجتهِ
كلُّ الذي في فنــــونِ الــــشّعرِ صغنـــــاهُ
حتى غدا مـــثلَ قفـــــــرٍ لو تــــمرُّ بــــهِ
كأنـــــهُ من قبـــــورِ القـــــــومِ مــــــثواهُ
أو كـالذي ضــــــــاقَ ذرعــاً فيه ســــيدهُ
كم يرتجي مـــنهُ خـــيراً لـــــيسَ يلقـــــاهُ
أو كالذي فضَّ غــــزلاً بعدمــــا ضعُفـت
طولَ الليالي من نــسيجِ الغـزلِ عينــــــاهُ
يا من مضى نحوَ هــجرٍ لــــيسَ محتسبـاً
في ما ذوى من شحـــــوبٍ في محيــــــاهُ
كم كنتَ قاسٍ وتــــلكَ الركـــــبُ راحــلةٌ
ولـــيسَ تمــــلأُ مــــــا في صـــدركَ الآهُ
كم كانَ بي أمــــلٌ في غـــيرِ موضـــــعهِ
ما خلتُ أنّ المــــــوتَ نحوكَ فاغــراً فاهُ
ضاعَ الحبـــيبُ وضــاعت فـــيهِ أسئلــــةٌ
ردّدتُـــها فــــيهِ دهــــراً سـائلاً ما هو ؟؟
قل للذي عن رفــــيقِ الأمـــسِ يســــألني
لا تسألــــنَّ فـــكم من رفـقــــةٍ تاهـــــــوا
هــــــذي الجراحُ وهـــــــذا كلُ موضعها
مـا أخطــأت من ســــنينِ الــــعمرِ سكناهُ
يـــا صاحبَ القـلبِ هوّن عنكَ من رحلوا
قد يـــنطوي في صحـــافٍ ثمَّ تنســــــــاهُ
واسترخــصِ الدّمـــعَ فيهـــم كلّما ذكـروا
قد يبلـــغ الدمـــعَ في ما عــزَّ مبغــــــــاهُ
يا من لهُ زادَ شــــــوقي كلّــما طرُفـــــت
عينــايَ أو كلّـــــما تـــغفو فــــــــألقـــــاهُ
زد في النوى ما عادَ لي شيئاً فأخســـــرهُ
ما عدتُ أخشى في الهوى ما كنتُ أخشاهُ
22/11/2008