...إلى بيسان .. التي ترقدُ في عمقِ أراضينا وفي قلوبنا وبإيدي غيرنا .. وإليها وهي بيننا صديقةً وأُختاً .. وإليها حين أرى في عينيها بغداد
بكِ قــــد تنثــــــني للبـــعدِ أزمــــــانُ
أرى بـــغــــدادَ في عينيــكِ بيســـــان
سل التــــــاريخَ هـل مرّت بهِ امــرأةٌ
على أهدابِــــــها تستلـــقي أوطـــــانُ
أرى في شَعــــركِ الغجريِّ مدرستي
وألوانَ الصِبــا كم فيــــــهِ ألــــــــوانُ
ينـــاغي صوتُكِ المخنـوقُ ذاكـــرتي
كمـــوجِ البحرِ تستهويـــهِ شطـــــآنُ
وأنفــــاسٌ تَرقـــرقُ خلفَـــهــــا لغـــةٌ
فكانت قد تجلّــت أينــــما كانــــــوا
أرى بلدي بوجهكِ كلّما عَـــبستْ
جبــاهُ وأثقلت بــالحـــزنِ أجفـــــــانُ
تضـــجُّ بريــحةِ الثّـــــــوارِ يـــــــاقتكِ
ومن أزرارهـــــــــا يحتـــــجُّ بركــــانُ
وأيـــامُ الحــروبِ بــلونــها ســـكنت
على أظفــــــاركِ الحمـــــراءَ نيـــــرانُ
أرى الأطفــالَ تلهـوا فـوقَ وجنتكِ
وملءَ الامــسِ كـم أعيتـــها أحـزانُ
غريـــبُ الـــــدارِ إلا فيــكِ يـــا قمراً
أنـــيرت منــــــهُ بلــــــدانٌ وبلــــــدانُ
وفي كفّيكِ كم خــطّتْ شـــوارعُنا
دروبــــاً ما مشــــاها قبلُ إنســــــــانُ
قضيتُ ســـنينَ بُعدٍ لسـتُ في بلدي
ومالي دونـــما بـــغــــدادَ عنــــــــوانُ
عراقيٌ أنـــــــــا .. لكـنَّ قافـــــــــلتي
تخــــافُ رحــالَـها فالرمـــلُ سجـّـانُ
فهزّي في ســـحيقِ الروحِ صبوتـــها
عسى رُطبـــاً تُساقِطُ منـها أغصــانُ
دعي سِربَ الفراشِ يجوبُ بسمتكِ
فقد خنـــقَ الفراشَ هنـــــاكَ دخّــانُ
ولا تمحـي وروداً فيكِ قـد رُسمت
ففي بلـدي امتـــلت بالنــارِ جدرانُ
أســافرُ كلّــــما جابت لــكِ ســــفنٌ
منَ الآهـــاتِ والتسهـــيدُ سفّــــــــانُ
لعـلَّ البـحــــــرَ في عينيكِ يرحمـــــني
فيلقيـــني ويمحــو الفـكرَ نسيـــــــانُ
أرى بـــغــــدادَ في عينيــــكِ نـــــائمةً
وكم طـارتْ وحَطّتْ فـــيَّ أشجانُ
بكِ الأزمــــانُ قد تُقتـــــــادُ مجبـــــرةً
تُكبّــــلُ معصميــها مــنكِ أزمــــــانُ
أنيــري الشمسَ في كفّيــكِ سـيّدتي
ففي بلــدي تُغطّــي الـشمسَ أكفانُ
وعُدّي أشــهرَ الأعــــوامِ كــــــــاملةً
ففي بلــدي خَبـى منهُـنَّ نيــــــــسانُ
دمشق 21/5/2009
7 comments:
حيدوري...يسلم فمك
شكرا حيدر على هالكلمات الرائعة الله ينور دربك ويخليك لبغداد بلدك حبيبك.اختك سلمى زيدان من الجزائر -وادي سوف-
كم جميل وصفك لبيسان كإمرأة جميلة مليئة بالأمل لعلك تأمل من وصفك هذا بأن ترى فلسطين والعراق في يوم من الايام يزهوان بالسلام مثل هذه المرأة التي يتلاعب الاطفال على وجنتيها بكل طمأنينة وحب وسلام
شيرين الصغيرة
لكِ كل التقدير للمرور و لوقتكِ الذي أعطيتِ منه شيئاً لشعري شكراً لكِ " بطّتنا الجميله" , "سلمى" كم أنا فخور أن تكون لي أخت من الجزائر , ومن لا يأمل "شيرين الصغيرة" و من لا يأمل ..!
ممتازة جداً وأحلى ما كتبت أنت ...وكافي إعتزل الكتابة ترى أنجح قصيدة هذه
أجمل قصيدة لأنها عن بيسان ...
ما أجملكن ...!!! حتى مع الغرور
Post a Comment