Wednesday, July 1, 2009

بعثـــرة حُــب




!!هل سالَ في وجهِكِ قَمَرٌ أم انسَكَـــبا
أم مِثلَما الشمسُ تروي ضـوءها شُـــهُـــبا
أم كـــانَ للـــماسِ شــــأنٌ آخَـــــرٌ نَـــــزِقٌ
يـَـستعبدُ النـــاسَ سِحــراً كــــانَ أو عجَبا
أم تُنسَبُ الأزهــارُ في واحاتِ مـوسـِـمِها
غيرَ البَنَفــسجِ في جَـــفنَــــيكِ ما نُــسِـــــبا
يا ظُلمَ غــاليةٍ ما اســــتبقى لـــــــنا طرَفـــاً
مــنَ الــفؤادِ وأبـقى الـقلــــبَ مُغتصَـــــــبا
يَجتــاحُ أنفسَـــــنا لـــيـلاً .. يُداهِــمُــــــها
فيَستَحِــــلُّ ويــــــترُكُ فيــــــــنا مــا رَغـــبا
حتــى ننــــــامَ عــلــى أحــــــلامِ رغبـــــتِه
ونستفــــيقَ وفيــــهِ العقـــــلُ قد ذهبــــــــــا
لكـــأنَّ إعصــارَهُ يَلـــــوي بنــــا طَرَفــــــــاً
فيلــــتوي فيـــهِ باقـــي الكـــــلِّ مُنــقَلِبــــــا
كـم خِفــتُهُ زمنــاً وطمــــــرْتُ أورِدتـــــي
في شـــاطئِ الـحُــبِّ حــتى خِلتُــهُ كذِبـــا
فنذرتُــــهُ وَلَــــــداُ للــشَّـــــــيبِ يقتُلُـــــــــــهُ
فعـــادَ بالــشَّــيبِ طفلاً بل .. وزادَ صِبــا
يـــا ظُلــمَ غـــاليةٍ في الــحُــبِّ إذ عَبَــــثَتْ
في صـدرِ مــــسكينِ حتــى خَــــرَّ مُنتَحِـبا
هــلّا عَدَلــتِ ولاذَ الصمــتُ في شَــــفَتِـي
ولتَــعْتِــقي كالجــواري بيــــــننا الكـُــــتُبا
أم ضـــاقَ بالظُّلمِ ذَرعـــاً صبرُ غـــالـــــــيةٍ
فاجتاحتِ الخوفَ تشدو الموتَ إن رَغِـبا
صُبّي الجنــــونَ بقلـــــبي يـــــــا سُـــــنونوةٍ
ما استحــكمَ العِــشُّ أمَّــــاً عِندَهــا وأبــــا
بل حلِّقي في سمــــائي واغــزي يابِسَتـــي
وليَغــرقِ الكـــونُ إنّي بِــــــتُّ مُنسَحِبــــــا
واســتملكي لي حروفي واحـــضُني لُغَـتي
واسترخصـي العُمرَ منّي فيـــكِ إن صُلِبــا
واغرَورِقي في عيـــوني كُلَّمـا ضَــعُفَــــتْ
منّي قِوايَ فكونـــي الــدَّمعَ والهُدُبــــــــا
ولتُرْسَمـــي في ثــــــــــنايــــا جَبهَتي نُدَبـــاً
ما أروعَ الجُـــــرحَ إن ما كُنتِــــــهِ النُدَبـــا
ولتُشــرِقي في حنـــــايــا أضلُــعي قَمَـــــــراً
ولتَطْـرُدي عن هوايَ الخوفَ والسُّحـُبـــا
ولتَشخَصــي في صحارى قلبي شــــــامخةً
كنخـــــــلةٍ لا تَمـــــــلُّ التمــــرَ والرُطَبـــــا
ولتُتقِـــني دورَ أمّــــــي حيـــــنَ يُقلِقُـــــــها
عن عودتــي ألفُ هـــمٍّ حـينهــا ارتُكِبــــا
ولتَلبَســي رغمَ حُــزنِ الــــروحِ جوهـــرةً
ما رَصَّعَـــتْ قــبلُ تــــيجـاناً ولا ذهـــــــبا
يا ظُـلــمَ غـــــاليةٍ في حُــــزنِـــــها تَــــــرَفٌ
يَستلهِـــمُ الشِـــعرَ من أعمــاقِ من نَضَبا
أَجرمتُ بالشِــــعرِ حتى خِلــتُ خمــــرتَــهُ
قد أَثملتْ في ســـــطوري التـوتَ والعِنَبــا
!! ما سِــرُّكِ بيــنَ كلِّ النــاسِ ســــيِّدَتــي
!! ما سِـرُّهُ فيــــكِ ذاكَ القلــــبُ مُكتئِبــا
22/6/2009 دمشق

2 comments:

Khaldoun Ltieff Nassier Hussien said...

جميلة ...تفيد بدرس الجغرافيا والتأريخ

Haider alSoodanee alIraqi said...

بل و حتى التشريح ... على ما أظن ... كل ما يهمني أنها حازت على إعجابكَ أستاذي الكبير خلدون ... بإنتظار تعليقاتكَ على بقية ما نشرت