Tuesday, October 13, 2009

قـِــــفــا نــبـكـي




قِفــا نبكي مِنْ ذِكرى رِجــالٍ ومَعقِـــلِ
أمـــا آن للجُـــرحِ يا بـــغـدادُ يَنــدَمــــــلِ
تُحَدِّثُ الأطـلالُ عنــكِ عَصرَ نهضتِكِ
وتَنحـَــني في سرايــا الصرفِ والجُمَــــلِ
وتستَفـــيــــقُ بلَفــحَةِ شــمسِــــكِ عِبَــــرٌ
فتستفــــيضُ بمَــــلءِ الجَـــــفنِ والمُــــقــلِ
أمــــا آن للـــجُرحِ يا بغـــدادُ مِنْ ضَـمَدٍ
يُخْبِي الأنــينَ ويُبــرِقُ ومضــةَ الأمَــــــلِ
كَلَّـمتُـــها فاســتــــدارتْ عَنّي بــاكيـــــةً
وأسبـَـــلَتْ سَـــيلَ دَمـــعٍ لــيسَ يُخـتَــزَلِ
بادرْتـُها : محبوبَتي..هل لي بكِ رَمَقٌ ؟
فأومَــأتْ سَــل رِجــالاً مـاتوا في عَذَلـي
يا حبَّــذا المـــوتُ في أحضـــانِكِ أبـَــــداً
صَبراً علـــيَّ إذا مـــا جِئـــتَ يـــــا أجَلي
مَنْ لي ببغدادَ إنْ ضــــاقَتْ على شَفَـتِي
قارورةُ الحُبِّ في الأمــــصــارِ والــــدُّولِ
ما أعـــذبَ الدمـــعَ حتى إن يَمُــرُّ بــكِ
يَـمُــرُّ بالقلـــبِ قَبـــــلَ الجَــفنِ والأسَــلِ
فلتعذُريــــني إذا ما خاطـــبتُكِ ثـَـــــمِــلاً
فليسَ بالسُكْرِ باسمكِ بغدادُ مِنْ جَدَلِ
مُمَــــلَّحٌ فيــكِ جُـــرحي منـــذُ فُرقَـــــتِـنا
وتـــــائِــهٌ في دُروبِ العِـــشـــقِ والغَـــزَلِ
يا قِبـــلَةَ الحُـبِّ والكُتـّــابِ مُذْ خُــلِـقَتَ
ومَــنبـــعَ العِـــشـــقِ والأقــــلامِ في الأزَلِ
!!مُمَــزَّقٌ فـيكِ حُزنـــي كيـــفَ أجمَعُهُ
كَـــدَمِّ عُثـــمانَ أضــحى أو كَــدَمِّ علي
كم ألبَســــوكِ ثيــــابـــاً لا كِمــامَ لـــــها
وتَذرَّعـــوا عن ثــيابِ الأمــسِ بالحِــــيَلِ
بل وارتــدُوا فوقَ وَجــهِ الخِزي أقــنِــعَةً
فــزادَ بــالقُبـــحِ قُبـــحاً مَربِـــطُ الــعِــــلَلِ
يا ويحَـــهُمْ حينَ تُمــسي الشـاةُ يحرُسُـها
دونَ القطـــيعِ ذِئــــابٌ جَــمّةُ النِــحَـــــلِ
ما زالَ للحِــــبرِ زُرقَـــةُ لـــونِ دِجلَــتِنا
مُذْ أُلقـــيَتْ فيـــــهِ حُــورُ العِلمِ والعَمَـلِ
وحُمـــرَةٌ مِنْ دِمــــاءِ السَــفكِ يخلِــــطُها
بطِينــِــهِ الحرِّ مَــــوجُ الدمـــعِ والدُمَــــــلِ
للهِ درُّكَ يـــا منصــــورُ كم عَــــجِــــزَتْ
عنــــها المَنُـونُ وباتـــتْ منـها في وَجَـــلِ
للهِ درُّكَ كــــم أحـــــيـيتَ مِـــــنْ أَمَـــــلٍ
في ذلــكَ الـــوادِ بــــينَ الشَّـــطِّ والجَبَـــلِ
حتى كـــأنَّ صُـــروفَ الدهـــرِ أتعَــبَـــها
صبرُ الجِـــمالِ بغـــيرِ المــــاءِ والظُـــلَــــلِ
دمشق 20/5/2009

1 comment:

Anonymous said...

ها أنا أقف من جديد على رائعةٍ أخرى من روائعك

أتلمس فيها مواضع الجمال فلا أجد فيا إلا نسيجاً متوائماً من الحس المرهف والكلمات الشجية

أبدعت في استخدام فن المعارضة ورقيت لتغدوا منافساً صعباً لإمرىء القيس في معلقته الشهيرة (قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل )

وأسأل الله أن تدرس الأجيال القادمة قصيدتك هذه كما درسنا نحن معلقة امرىء القيس , ويستشهدوا بها على فن المعارضة

أخي حيدر :

أتمنى لك مزيد من التقدم والتوفيق

تقبل تحياتي

reem