إن كنتَ عن نسـبي
لفــخرٍ تـــســـائلُ
فعليكَ بالشعـــرى
ومــــا هوَ حـامـــلُ
ودع عنكَ جذرَ الفخرِ
عندَ أصـــولهِ
فلــيسَ بغيرِ الـقمـحِ
تعلـــو الســـنابــلُ
فـإن كـانَ بينَ
النـــاسِ من هم أنجـــمٌ
ســمــــاءً غـدونـــا
فابتغتنا الـشمـائـــلُ
شموســــاً إذا أضحــوا
تنــيرُ بعــزهـــــا
فَكُـــلُّ
ضِيــــــــاءٍ حينَ نُشـــرقُ آفـــــلُ
فمن جلدتـي العلياءُ
شقّت حصونها
وتعـلــمـتِ الـجـودَ
منـهـا الهـواطــــــلُ
ومن بيـــنِ أظهـــرنـا
تعـالت حروفــنا
يــــــدوَّنُ
تــاريــخٌ وتـبنـــي مــــعـــاولُ
أنا من بنــي كنعـانَ
والعُربُ صهوتي
ولي من بلاد
الــيُمـــنِ أصلاً منــــازلُ
وما زالـتِ الاوتادُ من
صلبِ خيمتي
بصحـــراءِ نجــــدٍ
للنجــــومِ تـطـــــاولُ
فلا تســـأل
التـاريــــخَ عـنّيَ من أنــــــا
فلا يذكــرُ التــاريخُ
مـــا أنتَ ســائــلُ
أنــا فـي بـــلادِ
الرافديـــنِ مـلامـحـــي
وبمـقـلــتــــي لــلآنَ
تجـــري جــــداولُ
وفي جبهــتي تأبى
الـخــيــــولُ أعنّـــــةً
عـراقيــــةٌ صهــــباءُ
تــــلكَ الجــدائــــلُ
تلـــوذُ بظلــي فـي
الهــجـــيرِ شـــــواردٌ
وتنــيرُ جــنـــحَ
اللــــيلِ مني مشــــاعلُ
فتأمــنُ عندي الرحـلُ
إن عـزَّ مـلــجـأٌ
وتهجعُ مـــلءَ العــينِ
عندي القوافــلُ
فأرضُ الســوادِ أنا
وتــلكَ مـعـاقــــلي
وقـد تنهــدتِ
الــلأواءَ منــها مـعــاقـلُ
شموخــاً بنضـحِ الدمِ
سـطــرتُ عزتي
فلا تنطــقُ الأهــواءُ
والحــقُ قــــــائـــلُ
وأرضي كما الرمضــاءُ إن
ظنَّ طامعٌ
فتمــري بهـــامـــاتِ
النخـــيلِ يقاتــــلُ
فما غابَ من مجدي عن
الدهرِ مطلعٌ
ولا غــابَ عن نقعي
سيـوفٌ تصاولُ
ولي في الحـــروبِ يدٌ
تشيــرُ بـــنانـــها
إذا في يــدِ
التـــاريــخِ عــزّت أنــامــــلُ
أنا مَــن ذرَ كـســــرى
لسـيفـيَ مـلكـهُ
وانــشــــقَّ من
إيوانــهِ بالحــقِّ باطـــــلُ
هنـا لـم تــزل أكـدٌ
بـعـمـبقــها الــذي
توارثَ فـي الاصـلابِ
نحـوي وبابــلُ
تـدورُ لـيَ الدنـيــــا
بديـنــي عــزيـــــزةً
وتخضــعُ مـن خلـقِ
رسـولي الجحافلُ
أنــا المـجــدُ مـن أي
الـجـهــاتِ أتيتني
فــلا فـخــرَ بعــدي إن
تـــرومُ المحــافلُ
بلادي بـــلادُ
العُــربِ شرقـاً ومغربـــاً
وهمّـي رواهُ
الـمـسـلـمـــونَ الأوائــــلُ
تشاطرني الصحـــراءُ في
الصبرِ بأسها
ولي في كلِ بــابٍ
للجهــادِ مـداخــلُ
تجرجرنــي العـليــــاءُ
للتيـــــهِ باسطـــــاً
ردائـــي على كتــفِ
الثريـــا أُخـــايــلُ
أنا عنـدَ قومــي
الـرومُ خــرّت ذليلــــةً
تعثّـرهـا الأغـلالُ
والجـهـــمُ مـــائــــــلُ
وأضحـت ربـوعُ الصـينِ
تحتاطُ غلّتي
فما غابَ جبلٌ تحتَ شمسي
وساحلٌ
وأضحـت بأنـدلـسي
القبابُ ســجــيةً
غـدا كـلُّ سبـطٍ في
النقـوشِ يـمـاطـلُ
فتــلكَ طلــــيطــلةٌ
تغــرّدُ باســــمــهــــا
زهــــورُ البنفســـجِ
والطيــورُ تغــــازلُ
وإشــبيـلـيــةُ
الفيحـاءَ تعــرفُ لهـــجـتي
وتـشـتـــاقنــي ببلــدِ
الـوليـــدِ الخـمـائلُ
كفانـي مـنَ الـفخــرِ
سمـوُ عـقيــدتــي
وبأنـنــــي
عـــــبـــدٌ وربـــــيَ عـــــــادلُ
فالنـــاسُ أشغــلـهــا
عـن الحقِ شـــاغلٌ
ولنفسي عن نفسـي من
الناسِ شاغلُ
فإن كنـتَ يا هـذا
بفخـركَ جـئـتــــني
فأنبـئكَ عـلـــماً
عـنكَ أنكَ جـاهــــــلُ
دمشق 13/8/2009