حفظنا هذه الأبيات لشاعر الثورة محمد مهدي البصير حين كنّا في مدارس بغداد فلّما كبرتُ أحسستُ بالخجل منها كلّما تذكرتها وهي تقول:
فلـــتَتَّــــسـعْ بيَ للأمـــــامِ خُـــطـــاكــــا | إن ضـــاقَ يا وطـــني عليًّ فـضـاكــا |
فـلـــينـــبُـــذنّيَ إن ثَويــــتُ ثــــراكــــــا | أجــــرى ثــــراكَ دمي فــإن أنا خنتهُ |
روحـي فــداكــا مـتى أكـــونُ فـداكـــا ؟ | بك همتُ أو بالموتِ دونكَ في الوغى |
كي ترتــقي بعدي عُـــروشُ عُــــلاكــــا | ومـتى بحــــبِّكّ للمشـــانقِ أرتـــقـي ؟ |
يــا مـــوطــني أوَلستُ من أبـــناكـــــا ! | هــب لــي بـربِّـكَ مــــوتةً تخـــتارُهـا |
فوجدتُ قلمي يكتبُ له معتذراً ...
|
|
|
قد ضـاقَ يا وطـنـي عليَّ فضاكـــــا |
فاستسلمتْ بكَ للغريبِ خُطاكــــــا |
فاسـأل ثـراكَ فـقـد سـقـتهُ دمـــــاؤنـا |
منذُ السقـوطِ أمــا كفـاهُ ثراكــــــــا؟ |
وتسللــتْ ســوحُ الـوغى لـبـيوتِــــــنا |
فـمـضـتْ مـشـاريعُ الأمانِ فداكـــــا |
داسـتْ بسـاطيلٌ عليكَ فأرغـــــمتْ |
الـبـرلـمـانَ على الـهـــوا يـنـعـــاكـــــا |
كـتـلٌ وأحــزابٌ عـقــيـمٌ نـسـلُــــهـــا |
قد بــاضـهــا المـــحـتلُّ بينَ رُباكــــــا |
إن كنتَ تـطــلبُ للمشـــــانقِ مرتقٍ |
فقد ارتـقـى قممَ الـمـشـانقِ ذاكــــــا |
أو ذائــــــداً بعـــيــالِــــهِ وبــمــــالِــــــهِ |
وبــروحِهِ جــيــلَــيـنِ قـد أعطـاكــــــا |
عــبـــثـاً إذا قـلــــــنـا ولاةَ أمـــورِنـــــا |
تـرجـو الغـريبَ تكلُّفــاً يرعاكـــــا ! |
تغـفــــو بأمريكـــــا الكــلابُ قـريـرةً |
ويُـســــامُ أهـلُ الـرافـديـنِ هـلاكــــــا |
حتى غدت ترعى كلابُ كلابِـــهم |
فـيـــنـا ونـحـــــنُ للعـقــةٍ نـتـبـــاكـــــا |
خــطّـــــانِ للـتـصديرِ أصـبحَ عندنـــا |
فدمٌ ونــفـــــطٌ فـانــــتبــــه لـهــواكـــا |
لا تـخــشَ شـــيـئاً فالسياســــةُ حلُّـها |
وإن امتلــت بالـقـاصـفـاتِ سماكـــا |
تــلكَ الأســـــاطيلُ التي مـا هـمَّـــهـا |
أينَ استقرَّ حــمــيـمُها .. ترعاكــــا |
يا موطني حتى النجــومُ قد اختفت |
وغـدت كــذاكَ الأمنِ من ذكراكــا |
كــتـمت أيـادٍ لـيـسَ منّــا أصلُـــــهــا |
صــوتاً أردتَ وسُمّــلـت عـيناكــــــا |
من هـــــؤلاءِ الــعــــابثــــينَ بأمّـــــــةٍ؟ |
يــا طــالـــمـا دارت لهــــا أفـلاكــــــا |
عاثـــوا بـــذاكَ الشعبِ حتى ما بقى |
فيــمـن بقى للــعــابثيــــــنَ مِــلاكـــــا |
حـتـى الـنســــاءُ خبى هناكَ عويلُـــها |
من هـولِ مــا أزرى بـهنَّ وحــاكـــا |
إن كـنـتُ مـغـتـرباً فـــذاكَ مرادُهـــم |
أو كـنـتُ فـيـكَ فإنـني أخـشـــاكــــا |
هـــل تـرتـضـي أن يـحـكـمــــونا ثلةٌ |
يا مـوطـني جـاســــوا بنا إشراكــــا؟ |
تـركــوا مـراتـعَـهم وسفّــــوا نحونــــا |
تغدو خُطـاهم حـولنـــا أســـلاكــــــا |
حـتـى الـنـشـيدَ غـدا جديداً عندنــــا |
لو أبـدلـوهُ عـــويلَـــنـا لـكـفــــاكــــــا |
قد ضــاقَ يـا وطني عليَّ بوســـــــعِهِ |
ما كــانَ يـحـلــو في عـيونِ فتاكـــــا |
فغدا هناكَ هنا واُشربَ في الحشــــــا |
ذاكَ الـحـنـيـنُ هـنـا فـصارَ هنـــاكـــا |
هــب لـي بربــــــكَ يـومَ أمـنٍ واحدٍ |
يا موطني أوَ لـسـتُ من أبـنــاكــــا؟ |
دمشق 12/12/2009 |
No comments:
Post a Comment