Wednesday, July 14, 2010

عذراً أيها البصير

حفظنا هذه الأبيات لشاعر الثورة محمد مهدي البصير حين كنّا في مدارس بغداد فلّما كبرتُ أحسستُ بالخجل منها كلّما تذكرتها وهي تقول:

فلـــتَتَّــــسـعْ بيَ للأمـــــامِ خُـــطـــاكــــا

إن ضـــاقَ يا وطـــني عليًّ فـضـاكــا

فـلـــينـــبُـــذنّيَ إن ثَويــــتُ ثــــراكــــــا

أجــــرى ثــــراكَ دمي فــإن أنا خنتهُ

روحـي فــداكــا مـتى أكـــونُ فـداكـــا ؟

بك همتُ أو بالموتِ دونكَ في الوغى

كي ترتــقي بعدي عُـــروشُ عُــــلاكــــا

ومـتى بحــــبِّكّ للمشـــانقِ أرتـــقـي ؟

يــا مـــوطــني أوَلستُ من أبـــناكـــــا !

هــب لــي بـربِّـكَ مــــوتةً تخـــتارُهـا

فوجدتُ قلمي يكتبُ له معتذراً ...


قد ضـاقَ يا وطـنـي عليَّ فضاكـــــا

فاستسلمتْ بكَ للغريبِ خُطاكــــــا

فاسـأل ثـراكَ فـقـد سـقـتهُ دمـــــاؤنـا

منذُ السقـوطِ أمــا كفـاهُ ثراكــــــــا؟

وتسللــتْ ســوحُ الـوغى لـبـيوتِــــــنا

فـمـضـتْ مـشـاريعُ الأمانِ فداكـــــا

داسـتْ بسـاطيلٌ عليكَ فأرغـــــمتْ

الـبـرلـمـانَ على الـهـــوا يـنـعـــاكـــــا

كـتـلٌ وأحــزابٌ عـقــيـمٌ نـسـلُــــهـــا

قد بــاضـهــا المـــحـتلُّ بينَ رُباكــــــا

إن كنتَ تـطــلبُ للمشـــــانقِ مرتقٍ

فقد ارتـقـى قممَ الـمـشـانقِ ذاكــــــا

أو ذائــــــداً بعـــيــالِــــهِ وبــمــــالِــــــهِ

وبــروحِهِ جــيــلَــيـنِ قـد أعطـاكــــــا

عــبـــثـاً إذا قـلــــــنـا ولاةَ أمـــورِنـــــا

تـرجـو الغـريبَ تكلُّفــاً يرعاكـــــا !

تغـفــــو بأمريكـــــا الكــلابُ قـريـرةً

ويُـســــامُ أهـلُ الـرافـديـنِ هـلاكــــــا

حتى غدت ترعى كلابُ كلابِـــهم

فـيـــنـا ونـحـــــنُ للعـقــةٍ نـتـبـــاكـــــا

خــطّـــــانِ للـتـصديرِ أصـبحَ عندنـــا

فدمٌ ونــفـــــطٌ فـانــــتبــــه لـهــواكـــا

لا تـخــشَ شـــيـئاً فالسياســــةُ حلُّـها

وإن امتلــت بالـقـاصـفـاتِ سماكـــا

تــلكَ الأســـــاطيلُ التي مـا هـمَّـــهـا

أينَ استقرَّ حــمــيـمُها .. ترعاكــــا

يا موطني حتى النجــومُ قد اختفت

وغـدت كــذاكَ الأمنِ من ذكراكــا

كــتـمت أيـادٍ لـيـسَ منّــا أصلُـــــهــا

صــوتاً أردتَ وسُمّــلـت عـيناكــــــا

من هـــــؤلاءِ الــعــــابثــــينَ بأمّـــــــةٍ؟

يــا طــالـــمـا دارت لهــــا أفـلاكــــــا

عاثـــوا بـــذاكَ الشعبِ حتى ما بقى

فيــمـن بقى للــعــابثيــــــنَ مِــلاكـــــا

حـتـى الـنســــاءُ خبى هناكَ عويلُـــها

من هـولِ مــا أزرى بـهنَّ وحــاكـــا

إن كـنـتُ مـغـتـرباً فـــذاكَ مرادُهـــم

أو كـنـتُ فـيـكَ فإنـني أخـشـــاكــــا

هـــل تـرتـضـي أن يـحـكـمــــونا ثلةٌ

يا مـوطـني جـاســــوا بنا إشراكــــا؟

تـركــوا مـراتـعَـهم وسفّــــوا نحونــــا

تغدو خُطـاهم حـولنـــا أســـلاكــــــا

حـتـى الـنـشـيدَ غـدا جديداً عندنــــا

لو أبـدلـوهُ عـــويلَـــنـا لـكـفــــاكــــــا

قد ضــاقَ يـا وطني عليَّ بوســـــــعِهِ

ما كــانَ يـحـلــو في عـيونِ فتاكـــــا

فغدا هناكَ هنا واُشربَ في الحشــــــا

ذاكَ الـحـنـيـنُ هـنـا فـصارَ هنـــاكـــا

هــب لـي بربــــــكَ يـومَ أمـنٍ واحدٍ

يا موطني أوَ لـسـتُ من أبـنــاكــــا؟


دمشق 12/12/2009

No comments: