ســـئمتُ تــضرّجي بالصمتِ والأشـــواقُ تعتَمِلُ
ومـــا أغنى ضروبَ الـــــراحِ عنـــهـا أنَّني ثَمِــــلُ
أتيهُ على حواري الـمجـــدِ حينَ أضـــــمُّ قِبلَتَـــها
وتُســـلكُ في رَحى كفّي ســـبيلاً والهوى سُــــبُلُ
على أعــتابــِــهـــا السمــــــراءَ لا أرضٌ أقبِّـلُـــــــها
ولا شـمسٌ كـتلكَ الشمـــسِ تحرقُني فأشـتــَــــعِلُ
تُكبِّلُــني خُطىً خــرســـــــاءَ لا أقــوى فـأُرسِــلُـها
ولا منــها بـجــوفِ اللــــــــيلِ كالـــعُبّادِ أبـــتَهِــلُ
ولا نـــزفٌ بجفنِ الــــــعيــنِ لاحَ مُـلَبـِّـــداً أفُــــقي
فيمضي في سحــابِ الـوجدِ أو يطغى فيــنهَــمِلُ
تُسابقُـــني لــــها الأنـــفــاسُ حينَ يمرُّ موسِمُــــها
فلا يدري كــلانا حـــــينَ تــــورقُ أيــُّـــنا يصِـــلُ
أنا يــــــا أيها الـمـــاضـــونَ نحـــوَ الشـــرقِ أتعَبَني
ضجيجُ الدربِ حـــينَ يـَــمرُّ في أعــرافهِ الأجَـــلُ
أنا يــــــا أيها الماضـــونَ كم نـــاجيتُ وجــهتَكم
وكم من غــــصّةٍ صــمّاءَ قد يمنى بـــهــا الرَّجُلُ
أنا والـحبـــرُ والـتــــاريخُ والـنسيــــــانُ نذكرُهــــا
وطعمُ الصبحِ والســـــاحـــاتُ والأمواتُ والطلَلُ
سيحسدُني بها ما طــالَ عُمري كلُّ ذي شَرفٍ
ويلعـــنُني مــــدى الـتــاريـــــخِ منهُ مُطــــوَّحٌ نَذِلُ
كـأنَّ مــــرؤتي والــشعــرَ ذنبٌ بــــــاتَ يأكُلُنــي
فـمـــا أبـــقى لـغيرِ الــعُمــــرِ شـــــيئاً فيَّ يرتحِـــــــلُ
فكم من ثورةٍ عميــــــاءَ قدتُ بحبِّــــــها لُـــــــغَتي
وهل دونَ الردى والحُبِّ يرجو العــــاشِقُ البَطَلُ
تحرِّكُني ريــــاحُ المــــوتِ نحوَ الخُــــلْـدِ في زَمَــــنٍ
أبى كلُّ الذينَ مضوا بدربِ المـــوتِ أن يصلِــوا
وينبتُ في ليــالي الشـــوقِ ذاكَ الطـــينُ في عُنُقي
ليُزهِـرَ شــــهـــــوةً للأرضِ لا طَـــيفٌ ولا أمـَــــلُ
قفي بـــغدادُ شُقِّي الدمـعَ واغـــتسلي بلا كَفَــــنٍ
وكُفِّــي عنــــكِ ذاكَ المـــــوتَ ولتُرزى بكِ دوَلُ
فكم كانتْ وكم كانوا وكم من ضَرعِها نَهَلوا
!!وكم في حُبِّها خانوا فهل بَقِيَتْ وقد رَحَلـــوا
وهل أبقى بمِحبَرَتي هديـــــرُ الوجـــــدِ قـــــافـــيَةً
وهل وَسِعَتْ حُروفَ الشعرِ في ساحاتها الجُمَلُ
!وهــل من دجلةٍ في الأرضِ يُشغِلُــني فأنــشَغِــلُ
!وهل عينايَ مهـــما غِبتُ دونَ ثــــراهُ تكتَحِــلُ
!وهـــل في مُـــعجَمِ الأيـَّــامِ يومٌ لـــيسَ يعــرِفُـــها
!وهــــل في أضلُـــعِ الأحــرارِ ضِلعٌ أمَّـــهـا وَجِـلُ
فما شــاءتْ لنــــا الأيـــَّـامُ حتى شـــاءَ عارِضُـــها
وما جـَـفَّتْ دُروبُ الصَّـــبرِ حتى جـَـفَّتِ المقَـــلُ
بحسبيَ في الهوى بغـــــــدادَ جِســرٌ أو رَصَافَتُــــها
وبــــاقي الــدهرَ كلُّ الـدهرِ دونَ الله يختــــــــــزلُ
دمشق 22/1/2010
Saturday, August 14, 2010
قِــــــبـْــــــــــــلَة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment