|
|
|
الشِـعــــرُ يــكـتُــبــُهُ الــــدمُ |
والـمـــوتُ فـيــنا مُــــلهــمُ |
والـحـبــرُ إن لـم يــرتـــــدِ |
أكـفـانَـــــهُ فـــــــمُــحَـــــرَّمُ |
والـحــرفُ أنّـــــى قَـــيــدَهُ |
وقـد اســتعـــفَّ المِــعــصَمُ |
ولـقد تَـــــمـوتُ قـصـيـدةٌ |
في وجــــهِهــا ضـاعَ الفمُ |
أو تـرتـــــدي أبـــيـاتـُهــــــا |
ثــوبَ المـشــــيـــبِ وتَهرَمُ |
فاشحذ سُطورَكَ وارتــــقِ |
لكَ في دمــــائِكَ سُــــلَّـــمُ |
الشِـعـــرُ فـــيـنـــــا ثــــــورةٌ |
أبــطـالُـهــا لن يــــعـدمـــوا |
وحُــدودُهــا نـهــرٌ جرت |
في ضِفَّـتَــيــهِ جَـــهَـــــــنَّــمُ |
وطــنٌ بـدَمــــعِ نـــشــيــدِهِ |
الثــائــــرونَ ترنـَّــــمــــــــوا |
وعلى يـــديـــهِ لـحــتـفِـهم |
كلَّ الــدروبِ تـعـلَّـمــــوا |
حـتى إذا ذُكِــــــرَ الــردى |
صلّـــوا عليــــــهِ وســلَّمـوا |
خَــجـلى تـــئِنُّ حُـــروفُــنا |
زمـنَ الـرجـــــالِ وتَــنـقِــمُ |
وتتـــوقُ أفـــواهاً بـــــهــــا |
كــــانـت هنـــاكَ تُـدمــدِمُ |
كــــانـت هنــاكَ يُـــعِــزُّها |
ســـيـفٌ فـيُـروى مِـحْـجَمُ |
تَقتـــادُ ألـويــةَ الــسُّــــــرى |
حتى السُّــــراةِ فيُـهزمــــوا |
كــــانـــت على رايــاتـِهِم |
تَـختــالُ حـــيــنَ تـقـدمـوا |
حتى إذا حـميَ الوطــيسُ |
لــهـا جـميــعــــاً أقـسمــوا |
الشِـعــرُ فـي أقــلامِــــــنــــا |
جُـــرحٌ طـويــلٌ أبــكــــــمُ |
فعلى الضمـــائرِ كــلـَّــمــا |
شـيــــئــاً كـتـبـــنا يُــكْـلَــمُ |
وعلى خـــرائـــــطِ حِـبــرِهِ |
هـبـطـتْ تُرتِّـــــلُ أنــجـــمُ |
وعلى مضــاربِ ســـــيفِهِ |
كـلُّ الـفــحــولِ تـَثَــلَّـمـوا |
هـو أســطــرٌ تـغـتـــاُلــــنـــا |
فـــإذا ذُبـحـنــا تـــــنــــــدَمُ |
وإذا نــجـــــونــا عــاوَدَتْ |
وإذا سَــئــمــــنــا تـــســــأمُ |
هـو لــعـــنـةٌ غـــجــريـــــــةٌ |
أســبــابُــهــا لا تُـفــــــهَـــمُ |
وخُــيــوطُـهـا امتدَّتْ بــنا |
حــولَ الـمَـحـــاجرِ تُرسمُ |
مــــوتٌ كــأنَّ رحـــــيـلَــهُ |
يــدنــو فــــعــــادَ يُلــمـلِــمُ |
يــا أيـّهـــا المـــــلكُ الــذي |
أبـــيـــــــاتُـــهُ لا تَـظــــلِــــمُ |
جــئــنــا إلـيــكَ تَـــظـــلُّـماً |
وبــدمــعـــنــا نـــتــــلـعـثَــمُ |
أقــــلامُــنــا مـــــاتــتْ بـنـا |
والـــمـوتُ من يــــتـكـلَّـمُ |
وعلى محــــابِـرِنـــــا طَـفَتْ |
جُــــثَثٌ وخــيّــمَ مـــــأتـمُ |
فـــمــقـــابــــــرٌ أوراقُــــنــــا |
والــسـطــرُ لـحـــدٌ مُظـلِـمُ |
فالـــشِعــــرُ لا شِــــعـرٌ بــهِ |
إن لــم يـخــضِّــــبـهُ الــدمُ |
دمشق 15/2/2010 |
|
Monday, September 27, 2010
ثـــــــــــورة
Thursday, September 16, 2010
في الَتــَّـــصَـــوّفِ بـَيـننا
|
|
أحبُّ التـــــنزّهَ في وجــــنتـــيكِ |
وعدَّ السحـابَ وجريَ الصِبا |
أحــبُّ التمــرّدَ رغمَ اكتفـــائي |
بكِ شـــاءَ ذاكَ الهــــوى أم أبى |
أحــبُّ اختـــلاقَ الجـدالَ لأنّي |
أحبُّ بكِ الصمتَ أن يغضبا |
أحــبُّ الهـــوانَ بطبعِ السهــولِ |
وفي عنفـــوانِ الجبـــالِ الإبـــــــا |
أحـــبُّ احتراقـــكِ فيَّ طويــــلاً |
فـــانّي اتخـــــذتهُ لي مذهــــــبـــا |
أحـــبُّ انطفــــاءكِ بينَ كيــاني |
رويداً رويداً كــجمـــرٍ خــبــــا |
أحـــبُّ انفعالكِ دونَ اكـتراثٍ |
بمــن حــــولهُ مثلَ طفلٍ حــبــا |
أحــبُّ انطواءكِ تحتَ جنـاحي |
اذا بلغَ الســــيــلُ مــــنكِ الزبى |
وباقي دموعكِ فـــوقَ ثيـــــابي |
كأني خـــلـــقتُ بها مذنــــبــــا |
أحبُّ انكساركِ بينَ انكساري |
وطعـمَ انتصــــاركِ أن يُغلـــبــــا |
أحــــبُّ الزهـــورَ التي تقطفيها |
وكم ليديكِ اســـتبيــحت ربى |
أحـــبُّ التـــسـتّرَ في راحــتــيكِ |
فكم من يتيمٍ بهــــنَّ اخـــتـــبــا |
وكم من علـــيلٍ اذا مرَّ يومــــاً |
بهــــنَّ فطـــيّـــبَ واســــتطــيــبا |
أحــبُّ يديكِ تداعبُ شَـعــري |
كطفلــينِ راحـــا لكي يلعـــبـــا |
وعينـــــاكِ حينَ تمـــرُّ بعـــيـــني |
كطيرينِ حطّـــا لكي يــشربــــا |
لعيـنــيكِ جـــيلٌ منَ العــاشِقينَ |
اذا أغمضتْ كــادَ أن يذهــبــا |
أحـــبُّ انســحابكِ حينَ تريني |
أنجّــمُ في أســـطري كوكــــبــــا |
أحـــبُّ اتّبـــاعَ خـطــاكِ ولكن |
خــشيتُ انطــلاقي لها موكــبـا |
خــشيتُ ضيـاعي وراءَ خطاكِ |
وكـم ضـــاعَ في بحركِ مركبا |
أحــبُّ القــيودَ التي ترتديــهـــا |
وأغـــدو بكِ دونــهـــا متعــبـــا |
أحـــبُّ اعترافَ ذنوبكِ عندي |
وقلبي وقلبـــكِ لن يكــــذبــــــا |
أحـــبُّ الحروفَ التي تحتـويـــنا |
وبيني وبينـــكِ حــــــاءٌ وبـــــــا |
أحــــــبكِ لا تســــــأليــــني لماذا |
وبعضُ التصــوّفِ ما استُـعـتِبا |
دمشق 10/2/2010 |
|
|
Monday, September 13, 2010
تــَـــــــــــــــذاكــــر
تناثرَ الشِعرُ على تذاكرِ السفر
وأسرفَ الحنينُ في حنينهِ
وحينما أردتُ أن يبتلعَ الظلامُ لونَ دمعتي
..أسرفَ القمر
..
ودّعتُ فيها كلَ شيءٍ كانَ لا يرجو الرحيل
ودّعتُ أحلامي التي شيّدتُها في ناظريها
والصمتَ في كلتا يديها
وسواريها
ورائحة َ النخيل
..
وعدتُ أمشي خالياً في ساعةِ السّحَر
تشكو لها أناملي السهر
وكانَ قد، تناثرَ الشِعرُ على تذاكرِ السفر
..
كنتُ قد اختبأتُ في رجولتي
خوفاً منَ الكلام
وذابتِ الشمسُ على أكتافنا
وأشرقَ الظلام
أمهلني الجليدُ كلَّ وقتهِ
لأبدأ السلام، أو أنهيَ السلام
وفجاةً، بينَ خطى الزحام
أفقتُ من تجمّدي
لكنني ...
أفقتُ بعدَ عام
..
وعُدتُ أمشي خاوياً في زحمةِ البشر
يشكو جفافَ وحدتي المطر
وقد، تناثرَ الشِعرُ على تذاكرِ السفر
..
تلبّدت في ذلكَ الصباحِ فوقي غيمةٌ
وأمطرت..
فخِلتُ أنَّ الصّمتَ إن هبَّ عليها
..أدبرت
وخلتها، تبعثرت
وكلُّ ساعاتي التي ارتديتها يوماً لها
تكسّرت..
والشمسُ كانت فوقها، قد أسفرت
لكنني..
حينَ رأيتُ الدمعَ يمخرُ وجنتي
أدركتُ أني لم أزل أجلسُ تحتَ غيمتي
ملبّداً بعتمتي
وموغلاً في وحشتي
وأنَّ ريحَ الصمتِ منّي
كانَ قد، تعثّرت
..
فعدتُ أمشي دونها يدوسني قدر
مقتفياً دروبها ... وليس من أثر
وقد ... تناثرَ الشِعرُ على تذاكرِ السفر
دمشق 8/2/2010