Sunday, September 5, 2010

إلى الــزَّهــــــــيـر


دعي التاريخَ واقتربي وضمّيني
فما عادَ لهُ التاريخُ من معنى
ودلّيهِ إذا شئتِ ودلّيني
فإنّا في دروبِ العشقِ قد ضعنا
دعي التاريخَ واعترفي
فإنّي قد سئمتُ القيدَ والسجّانَ والسجنا
تُرى كيفَ التقينا في الهوى المجهولِ
ليسَ لنا هناكَ خطىً نعاودها إذا تهنا
ترى كيفَ احترقنا دونَ تلكَ النار
ينابيعاً غدونا من بقايا الطينِ والمحّار
خطايا في فمِ الدنيا وغاباتٍ بلا أشجار
..
دعي التاريخَ واقتربي
فما عشناهُ ليسَ لنا
بنينا حولنا سوراً ومن آمالنا سَكَناً
فما عِشنا بهِ لكنّنا .. عِشنا
بنينا حولنا غُرفاً منَ الأمواج
ملأناها برملِ البحر
زرعنا نحوها ألفاً منَ الحجاج
رسمنا فوقها الأبوابَ أشرِعَةً
وعلّقنا على جدرانها السفنا
..
دعي التاريخَ ممتلئاً بما يرضى
فإنَّ غداً لنا سيعودُ مثلَ الأمسِ كي يُقضى
فما الأمسُ لنا وغداً فهل في يومنا نحظى !!
دعينا نسألُ الأكوابَ عن أيامِ قهوتنا
ونستفتي الجرائدَ في محبتنا
ونسهرُ في زوايا الليلِ نبكي رغمَ كلِّ الناسِ وحدتنا
..
دعي التاريخَ واقتربي
فإنّا قد مضينا في ظلالِ العمرِ تخطفنا أيادينا
ونشربُ دونها خمراً أمانينا
ونسألها فتعطينا
ونغفو ثمَّ تستلقي إذا نغفو ليالينا
مضينا حينَ جفَّ الدمعُ نحوَ مساجدِ الأحزان
نصلّي، نبتهل، ندعو
ونستسقي مآقينا
دعي التاريخَ لا يبرعُ فينا مرةً أخرى ويصنعنا
فما عادَ لهُ التاريخُ من معنى
فجسرٌ لا يمرُ عليهِ أو من تحتهِ أحدٌ
عنهُ الرملُ قد أغنى
دعينا نصنعُ التاريخَ لا ذنبٌ ولا .. أدنى
نكسّرُ بيننا الأوهامَ والأصنامَ والحزنا
..
دعي التاريخَ واقتربي وضمّيني
فإنَّ رجولتي عطشى
وحبرُ قصائدي ما عادَ يرويني
دعي التاريخَ واقتربي
فإنَّ خرائطي ثكلى
وردّي لي كبوصلةٍ
شمالاً كانّ قد ولّى
جميلٌ أن أعودَ بكِ
وإن تهتُ بكِ أحلى
..
دعي التاريخَ واقتربي وضمّيني
فعيناكِ ليَ التاريخُ سيّدتي
وهذا القدرُ يكفيني
..
دعي التاريخَ واقتربي وضمّيني
وسيري عكس ما تجري شراييني
وزوري الشعرَ في جسدي مباركةً
فإنَّ الشِعرَ كالصلصالِ في طيني
ومرّي أينما شئتِ منَ الحاراتِ
واستثني عناويني !

دمشق 6/2/2010

3 comments:

Anonymous said...

ما اجمل هذه الدعوة وأرقها ، لا اعتقد انها مجالا للتفكير بها ، هل لقت قبولا من ملهمتك ؟؟
روز

Haider alSoodanee alIraqi said...

... غُــثـاء

Linashabani@hotmail.com said...

دعي التاريخَ واقتربي وضمّيني
فإنَّ رجولتي عطشى
وحبرُ قصائدي ما عادَ يرويني
دعي التاريخَ واقتربي
فإنَّ خرائطي ثكلى
وردّي لي كبوصلةٍ
شمالاً كانّ قد ولّى
جميلٌ أن أعودَ بكِ
وإن تهتُ بكِ أحلى

ما أروع إحساسك.. وما أرهف شعورك ورومانسيتك
لينا شباني