ســـلامٌ على الدنيــا كما عـــافَ غـــارِبُ
وبيني وبــينَ النـــــاسِ في الحزنِ واجــــبُ
تضاءلَ حجــمُ الروحِ من سِــــقْطَةِ النُّهى
وما عــادَ في ذا الجنبِ للنُّصحِ صــــاحِبُ
ســــلامٌ على الدنيــــــا كــــــأنّي مُفــــارِقٌ
ونَفسي سَـــــدادُ الدَّيـــــنِ والمــوتُ طالبُ
فمـا هي إلّا لَحـــــظُ دَهــــــرٍ من الضـــنى
تشيـــخُ جـــوانبُ فيهِ إنْ شَــــبَّ جــــانِبُ
إلى أيـــــــنَ قد أمـــضي ودَربي طَـــــويلَةٌ؟
ولَيلي عَقـــيمُ النَّجمِ، والصُبحُ شـــــاحِبُ
أُعــاتِبُ ضيقَ الدَّربِ؟ أم جَفوةَ الكرى؟
أمِ الحُـــزنَ والأقــــــدارَ؟ أم من أُعــــاتِبُ؟
وبَيني وبينَ الصَّبـــــرِ من شَقـــــوةِ اللــظى
عَــــروداً إذا ما نـــــاخَ فالصَّبــــرُ غـــــالبُ
تُداوِلــــني الأيــــــــامُ بيـــــنَ رُعــــــاعِـــــها
فهذا يَغــــضُّ الطَّـــــرفَ وهذا يُجــــــانِبُ
ويبكي علــــيَّ الأُفــــقُ والعُــــذرُ غَــــــيمَةٌ
وتَلحَقُــني الأقـــــدارُ والعُمـــــرُ هــــــارِبُ
ألا رُبَّ بَعضَ الشِّعـــرِ يَروي مِنَ الأســى
فإنْ عَــــزَّ فيــــهِ القولُ فالدمــــعُ نـــــــائبُ
كأنّي بهـذا العُمـــــرِ عَــــينٌ ورَمـــــشُهــــا
فهل بينَ صـــوتُ الطفلِ والقبرِ حاجِبُ!
تطولُ ومهما طـــــالَ في العَيشِ صَوتُهــــا
ستدنو صِحـــافُ الصَّمتِ والكلُّ شارِبُ
أراني ومـــــالَ القلبُ عنْ نَشــــوةِ الصِّبــا
وشــــابَتْ بما قد كـــــانَ منِّي الذوائِــــبُ
وَضَنَّــتْ عليَّ الروحُ بالعشـــــقِ مــــثلـــما
يَتــــوبُ على ما كــــانَ في الجَهـــلِ تائِبُ
فَتَذوي نيـــــاطُ القلــبِ إن رفَّ نَبضُــــها
ويَسكُـــبُ دونَ العــينِ في الروحِ ساكِبُ
وإنَّ الذي قد كـــــانَ، قد كــــانَ وإنتهى
فكــــيفَ بمــــن لازالَ تُؤوي التـــــرائِبُ!
وما بــــينَ هذا الفقـــــدِ أو ذلكَ اللُّــــــــقا
نَذودُ كعــــودِ الطيـــبِ والمــــوتُ غــائِبُ
عَلَونــــا صِغــــارَ القلبِ في قَـــبضَةِ النَّوى
ولا زالَ في العليـــــــاء تخبــو الكـــــواكِبُ
فما قَمَــــــراً نبغـــــيهِ للعــــــيشِ أو سنـــــــا
ولسنا نُطـــــــــالبُ فـــــيهِ حتّى يُطالِبــــــوا
أتصحــــو بِنا الأوطــــانُ في زحمةِ الردى؟
وحينَ نُلاقي المـــــوجَ تغفـــو المــراكِبُ!؟
متى قد يحطُّ الطيـــرُ أو ينتهي المـــــدى!؟
وَتَطوي بِنا الترحـــــالَ تلكَ المــــذاهِبُ!؟
متى؟ والأسى قد رافــــقَ الشـيبَ زاحِفاً
إلى القلبِ، والأعيـــــــانُ لمّــــــا يُكاتِبـــــوا
ســـــلامٌ على الدنيـــــا، فإن عـــزَّ شــــأنُها
حــــــــرامٌ على الفُقَــــــــراءِ ألّا يُحــــــارِبوا
دمشق 31\1\2012
No comments:
Post a Comment