Wednesday, April 1, 2009

جــــادتْ بــها


جــــادتْ بها الشـــامُ لنا والجُــــودُ

من شـــامِـنا مُـــنذُ الأُلى مـــعهُـــودُ

ألـــقتْ إليـــنا من حــنــايــا قلبِـــها

لحـــناً فأُشْجِيَ من صــــداهُ العــودُ

هي لـــفتةٌ للـــــدّهرِ إن نـــاظَرْتُــها

أدركــتُ مالي قبـلُ فيـــهِ وجـــودُ

وأقولُ أصبِــرُ عن هواهــا مُرغَــماً

والصبــرُ في لـــغةِ الجُمــودِ جُمـودُ

هيَ حُــــرَّةٌ عَـــرَبيّةٌ فـــي طَرْفِــــهـا

وطــــنٌ كبـــــيرٌ لا تَلــــــيهِ حُــدودُ

تجري خيولُ اللهِ بيــــنَ جُــفونِـــها

وسِــوارُ كسـرى خَـصرُها المعقودُ

في صوتِــها حُزنٌ كــأنَّ كلامَــــها

غَـــزَواتُ رومٍ نَقعُـهُــــنَّ السُّـــــودُ

هي أمُّ طِـــفلٍ في غَزيــــرِ حَـنينـِـها

وخُـــــرافةٌ صِــــينـــــيّةٌ وجُنــــــــودُ

ولِشهرَيـــــــارَ منَ الــــــرّواةِ قوافيٌ

من قَصرهِ مــــــالَتْ لها وقَصــــــيدُ

وتَتوهُ من دربِ النجـومِ كواكِبٌ

في جيدِها دومـــــاً فلــــيسَ تَعـــودُ

يا سِحرَ تلكَ الزهرَتــــينِ كلَيهِــما

يَلـــتـــفُّ في أترابِـــــــها عُـــنقـــــودُ

فرحيقُـــها الأمويُّ ســــالَ مؤرِّخاً

أقباطَــــــها ... متبـــــغدِدٌ وعنــــيدُ

متبرمِــــكٌ حُلَلَ الجمــالِ ومُغـدِقٌ

يا حــبّذا تـــلكَ النّحـــورُ الغــــــيدُ

أنهـــارُ فرعـــونَ إليـــــها أسبَلَــــتْ

بل كــــــادَ يَتركُ نيلَـــهُ الأُخـــدودُ

وجيوشُ هولاكـــو لَتُطرِقُ دهشةً

من معصَمَيــها في القُيـــودِ تَبـــــيدُ

يا شــــــامُ مهلاً فالعيـــونُ كثيـــرةٌ

وجَمالُــــــها بالناظرِيـــــــنَ يَزيـــــدُ

لو كانَ لي حُكمٌ عليها في الهوى

في قُـــــمقُمٍ خبّــــأتُــــها وأَزيــــــــدُ

وبَنيتُ من مــوجِ البحارِ قوارِبــــاً

فنضــيعُ فيـــها وما إليـــها نعـــــودُ

هي كالسطــــورِ قرأتُ فيها عِلَّتي

فعـــرِفتُ أنّــي بِعلَّـــــتي موعــــــودُ

جـــادتْ بها الشـــــامُ ويــالِعطائِها

من ذا يباري الشامَ فيما تجودُ !!


دمشق 1/4/2009


4 comments:

Anonymous said...

محظوظة تلك التي ادركت انك موعود بعلتها.

Haider alSoodanee alIraqi said...

و من الحبّ ما علّ .. و الحظوظ أقدار كتبت , و لاتَ حينَ منــاص

Unknown said...

ايه والله محظوظة..
B

Haider alSoodanee alIraqi said...

يالَ سخرية الأقدار .. حين تبكينا الدموع .. و تذوّبنا الشموع .. و ينادينا فلا نسمعه صوت الرجوع