Sunday, October 17, 2010

يَــــــــدُك


حــــامــت على يَـدِكِ فـراشـــاتـي

والعــطــرُ يـــروي ســـرَّ آهــــــاتي

كيفَ استفقتُ وقد غفت بيدي

يــدُكِ وأدمــــنَ طــعــمَــهــا ذاتـي

والـــتـــفَّ كالأقــــدارِ إصــبَــعُـكِ

حولـــي فـــأيقـــظَ فيَّ أبــيــاتــــــي

كــــانت خــطــانــا أحرفاً كُتبت

فلــتـــــقرَأي جــهــراً مــســــاراتي

كـــــنّا الـــتــقــيــنــا لـــيسَ يمنعني

عــن أدمــــعـــي غـــيرَ ابــتساماتي

ســرٌّ فـــلا الـعــــشّـــاقُ تَــعــرفــــهُ

عــــنّـا ولا تــــدري خــــرافــــاتي

ضـــلّـــت ســـنـيـنُ العمرِ في يدِكِ

واســـتـنــزفـتْ لغــــتي وأصــواتي

كيفَ اعـــتـــــرفتُ بأنَّني طــفـــلٌ

حــــيـــنَ الـــتـــقــت يــدُكِ ممراتي

بل كـــيـــفَ ســــافرَ نحوكِ زمني

حــتـى تــــبـرّأَ من محــــطّـــــــاتـــي

سُحُبي تلاشـت فيكِ واعـتـنـقتْ

ســــبـبــاً وضـــاعت في متــاهـاتي

واســتــســلمَ السـجّانُ من شغفي

فــيــكِ فــأطـــلـقَ كــلَّ أمـــــواتي

كوني الــــنـــجـــومَ فـلا أطالعاها

إلا وأدنــــــو مــن مـــســــافــــاتـي

كوني لـــشِعـــري بـعـضَ أسـطرهِ

وبدفـــتــــري أشـــهــى كتــابــاتي

كونــي الجــدالَ إذا عــلا صـوتي

والطـــوقَ في إحـــدى حـماماتي

كونــي ليَ التـــاريــخَ مجــتـمِـــعــاً

ولأمّـــتـي الـثـكـلــى حــضــاراتي

كونــي الدراهمَ لــســتُ أعـبدُها

لكنّــــهـا دومـــــاً بمـــخــبــاتــــــي

كونــي لـبعضي في الهوى بعضي

ولمــجــمَلــي إن شـئــتِ أوقــــاتي

كونـــي الثــوانــي في دقـــائِــقــهـا

ولمـــعــصــمــي المــذبوحِ ساعاتي

لا الحــبــرُ حــبــري دونَ مــوطنهِ

فــيــكِ ولا الــدمــعــاتُ دمـعاتي

رمـــلٌ على شــفتــــيكِ يأسِــــرني

والريـــقُ في الـصـــحــراءِ واحاتي

لــيــتَ الهــوى بحــرٌ فـــــأركـــبـــهُ

يـــومـــاً فـــأعــلـو كـــلَّ مـوجاتي

أو لــــيــتــــهُ ســـــبـبـــاً أعـــلِّــلُـــــهُ

فـيـهـونُ عــنــدي فـيــكِ مـيقـاتي

الــصــمــتُ في عـــينيكِ أغــرقني

فــتكلَّــمـي مــــا شـئـتِ مـــولاتي

ســـــجــــنٌ على شـــفتيكِ محتكمٌ

سُـــجــنــاؤهُ كــلُّ انـفـعـــــالاتـــي

قــضـبــانُهُ الحمقى خطـوطُ يدي

وحــــدودُ مـــوطــنــهِ مـســامـاتي

حـــرّاســــهُ لا شــــيءَ يــمـنـعُـنــي

عــن قـتــلــهــــم إلا عـــلامـــــاتي

أنا لـسـتُ أخـشى إن قضيتُ بهِ

مـا مــرَّ من عــمــري ولا الآتـــي

مـــاذا أقـــولُ ولــيـــسَ في لـغــتي

حرفٌ ولا يشكو احــتـضــاراتي

ما عــدتُ في عـيـنـيـكِ أعــرفـنـي

إنّــي عـشـقـتُ وتــلكَ مـــأسـاتي


دمشق 23/2/2010

No comments: