إلى أحدِ رفقاءِ الدربِ إلى المسجد .. إليهِ بعدَ أن أسكتهُ الرَّصاص .. إليهِ بَعدَه .. إلى أبي مُنذر ...
|
|
|
أبا مــــنــذر تُرى أينَ الرحــــــيـلُ |
فإنَّ البُعـــــدَ مــوطِــــئُه ثقـــــــيــلُ |
تَصــبَّرنا عـــليـــكَ هدىً وتقوى |
ولـــولا اللهُ لانفــــرطَ الدلــــيــــلُ |
فكـــم من يُوســـفٍ أمـسى فقيداً |
وفي يعقـــــوبِهِ صـــبــرٌ جمــــيـــــلُ |
وكم من غـــــائبٍ بــينَ المنــايــــا |
وبــــينَ قــلــــوبِــــنا أبداً نَــزيــــــلُ |
قضيـــتَ الدربَ مختَــصِراً خُطانا |
ونحنُ أمَــــــامَـــنـا دَربٌ طويـــــلُ |
سئِمـــتُ الصـــبــرَ منكفِـئاً كأنّي |
على دمِ إخـــوتي جَلِـــدٌ صـــقيلُ |
بَكَيتُكَ والفـــــؤادُ يــــئـنُّ شـــوقـاً |
وهذا القلبُ مــضطرِبٌ مـلــــولُ |
لـــنا في اللهِ رَكـــعـــــاتٌ أراهـــــا |
تهـــونُ بها لفرقتـِــــكم فصــــولُ |
يمـوتُ النخــلُ في وَطَني وقوفاً |
فكــيـفَ بمـــوتِهِ حُـــرٌ أصــــيــــلٌ |
أبا مـــنذر تُرى أيــــنَ الأمــــــاني |
بلُقيـــاكُـــمْ وقد ســــبقَ الأفـــولُ |
وأينَ إلــــيكَ أحـــــلامٌ جِــــســـامٌ |
وقد أودى بكَ الخَــــطبُ الجليلُ |
وأيــــنَ على محيّــــــاكَ ابــتســــــامٌ |
عـَـــهِدْنــاهُ وهل يُغــــني بديــــــلُ |
غـــــدا كلُّ الذيــنَ نحـــبُّ قـــتلى |
وكم شـِـــئــنا حـــبيبــاً لا يـــزولُ |
لَكُـــــمْ فــــيـــنا يدٌ تأبى لِـــــــواذاً |
فإن مــــــالت فــــــإنّا لا نمـــــيــلُ |
وفيكم قد جَرت تبكي حـروفي |
فدمعــي وحدَهُ فيكــم بخــــيـــــلُ |
دمشق 20\2\2010 |
No comments:
Post a Comment