Tuesday, November 2, 2010

ذنـــــــــوب الغـــــــيـرة


أحبـُّــــــكِ حـــينَ أغــــنّي وأبـــــكي

أحبُّـــــــكِ حـــينَ أنـــــامُ كــــــسيـرا

أحبُّـــــــكِ حـــينَ تثـــورين فـــــوقي

صغـــــــــيراً لديكِ وحتى كبــــــــيرا


فلومي إذا شـــــئــتِ أو عنّـــفــيــــني

كـــــطفــلٍ يُكسِّـــــرُ زهـرَ الحـــديقة

وقــــوديــــــنـي نحــــوَ البَـــلاطِ لأنّي

وضعتُ بجــيــــبيَ طينَ الحـــــقيــــقة


فهــــذا الصــــراخُ بوجــــهي حـــياة

وتبديــــلُ ثوبي لديــــــكِ وطــــــــن

وتغســــيــلُ كفّــــي بتــــلكَ الميـــــاه

يعـــــودُ بعمــــري لعمــــقِ الزمـــــن


ســــتبكــــينَ منّي لأنّي شــــــــقـــــيٌ

لأنّي أضيّــــــعُ مـــــنـكِ التــــعــــــب

فتــــلكَ دمـــــوعٌ بـهــا ألفُ حـــبٍّ

وليسَ بـهـــا غيرُ بعـــضِ الغــــضب


ســـتنـشـــفُ رغــمَ الـــشـتـــاءِ ثيابي

لأنّي بحـــضنـــكِ مـــلءَ الحـــــنيــــن

فكــــلُّ المواقــــدِ لـــن تـغــني عـــنّي

إذا مــــا جلــــستُ هنــــاكَ ســـــنين


دعيني لأغفــــوَ بـــينَ جنــــاحِـــــكِ

ألعــــبُ حتى يثـــــــورَ الــــصبـــــاح

فحيــــناً أخــالُ الهــــدوءَ امتعــاضــاً

وحيــــناً أخــالُ الهــــدوءَ مُـــــــــزاح


ســــأطـــبعُ كفِّي بحـبــــــرِ هـــــــواكِ

وأتركُ فــــــوقَ جــــداركِ رســـــمي

أحــــاولُ رســــمكِ بـــينَ رســـومي

أحــــاولُ ضـمَّ اســــمكِ لاســــــمي


أُعـــاقَبُ ! أعـرفُ .. هـــذا مُرادي

أعـــودُ أخـــالـــفُ حتى الـنــخــــاع

فإنّي عــــشقــتُ الضـــيــاعَ لديــكِ

فهلاّ عــشقــتِ لديَّ الضـــيــــاع!!


ككــــأسٍ تخـــافــينَ أن تخـدشـــيـني

فتُبقــــينَ جمــــــراً لديـــــكِ دفـــــــين

فــكلاّ اخدشــــيني وثمَّ اخدشـــيني

فمــا عُدتُ دونكِ ذُقـتُ الحـنـــــين


طبـــاعٌ لـــديَّ .. لديـكِ طـــبـــــاع

تُحـــــــاكُ علــيــهـــا ثنـــــايـــــا القدر

فلا تجــــزعي إنَّ بعــــضَ الجــــــراح

ســـتُثــبتُ أنــــّــا بهــــــــنَّ بــــــــشــر


إليــــــكِ أمــــــرُّ ولــــــيسَ أعــــــــود

فإنّي كرهـــــتُ خطــــــايَ هنـــــاك

كرهــتُ الوقوفَ على رفِّ حزني

كــلــــوحةِ طيرٍ وشـَــــكلِ مــــــلاك


دعيــــني أمــــرُّ بكــــــلِّ ذنـوبــــــــي

فبـــــــابٌ كــــبابكِ لــــيسَ بخــــــيل

يعـــــانقُ دمــــعي بأُذنَيــــكِ قِرطـــــاً

ويحــتضـــنُ اليـــــاســــمـينَ النخـــيل


دعيـــني أغــــارُ بثـــــوبِ الجنــــــونِ

وصمتِ السكــونِ وصـبرِ الجِمـــال

ورُشّـــي جراحي بمِلــــحِ اعــتـرافٍ

لأســــقُطَ سهـــــواً جريحَ الخيــــــال


تخـــــافــــينَ منّي وعنّي كـــثــــــــيــراً

إذا مــــا كَسَـــرتُ بجهــلــي الزهور

إذا مــــا ســــقطتُ بـــــبئرِ هــــــواكِ

ترشّــــينَ فوقي بقـــايـــا النـــــــــذور


ولــــــدتُ صـــغيراً لأبـــقى صـــغيراً

وهل بـــينَ عــينيكِ من يكبــرون!!

فمُـــرّي إذا شـــئتِ بــينَ ســــــنيــني

فإنّي لديـــكِ نـسيــــتُ الـظــنــــــون


ســـألعبُ معــــكِ لـــعــباً جــــــديدة

وألـــــبَسُ مــــعـكِ ثوبـــــاً جــــــديد

وأغــفــــو بلا قــــصّةٍ أو قــصـــيــدة

وأصــحـــو بلا لمـــــسةٍ أو نـــــــشيد


فـــضمّيـــني مهــما صرختُ دعيني

ولا تَســـمعــــــيني فــهـــــــذا كذب

ومـــهـــــما وثبـــتُ بعـــيداً ســـأدنو

فقـلـبي فَــــــراشٌ وأنتِ لَــــــــــهَــب


دمشق 4/3/2010

1 comment:

Anonymous said...

كم هو جميل ان يرى المحبوب نفسه طفلا بين يدي حبيبته كم من الجميل ايضا ان ترى هي هذا الطفل، تبدأ بمداعبته لتثير جنونه وغيرته وشغفه، كانت قصيدة اكثر من رائعة لقد ظهرت بها طفولة الشاعر الذي دئما يبدع بشعره


شيرين الصغيرة