|
|
|
ستّونَ عامـــــاً نَحمِلُ الأمَـــــــــلا |
والقدسُ في الأشعارِ مُرتَحِـــــــلا |
ستّونَ عامــــــاً، شاخَ قاتِلُنــــــا!؟ |
خَجَلاً، وهذا الشيبُ ما خَجِـلا |
!أفَكُلَّما نَصحو، نقولُ غـــــــــداً |
!ونُـقَلِّبُ التاريـــــخَ والمُثُــــــــــــلا |
يــــــــا أُمَّةً فوضى كرامَتُهـــــــــــا |
كَرِمالِها ضــــــــاقَت بِنا سُبُــــــلا |
فالسَّيفُ ما حامى كمــــا غَـــنّى |
والنّفطُ ما أحيــــا كمــــــا قَـــتَلا |
وَتَوَحَّــــدَتْ بِحُرُوبِنـــــــــــا دُوَلٌ |
وتَفَـــرَّقَـــــــتْ أحلامُنـــــــــا دُوَلا |
ضجَّتْ ذكوراً بَطنُ أمَّــــتِنـــــــــا |
عَبَثاً، ولم تُنجِب لنا رَجُــــــــــــلا |
|
|
دمشق 30\10\2011 |
Saturday, December 10, 2011
بالـــــــــــعَرَبي
Thursday, November 10, 2011
ألا يا دار
|
|
|
ألا يا دارُ هل رَحَلــوا؟ أجــيبي! |
وهل ما بينَ من رَحَلـوا حبيبي؟ |
وهل نَزَلــــوا بِقَلبٍ غــــيرَ قلبي؟ |
نُزُولَ الوجــدِ بالدَّمعِ الصَبيـبِ؟ |
فإن كانَ النَّصيبُ سِــواكِ عِشقاً |
منَ الدُّنيــــا فمــــــا أبغي نَصيبي |
أفيءُ ظِلالَهــــــــا دارَ الخـــــــوالي |
ألا يا شَمــــــسُ مَهـلاً لا تَغيبي! |
وأطمُرُ ما تَبوحُ خُطـــاي بَعدي |
إليكُمْ علَّهـــــا تَسلــــــــى دُروبي |
أمُـــــرُّ بِدارِكُم كَلِفَ الثَّـــــنايــــا |
تُخالِــــسُ أدمُــــعي عينَ الرَّقـيبِ |
طَواني عن هَــــواك البَيــنُ دَهـراً |
ومــا أودَتْ بِذاكِرَتي خُـــطُوبي |
وأَمطَـــرَني الحنـــــينُ إليـكِ حتّى |
تَبَلَّلَــــتِ القصـــــائِدُ مِنْ ذُنــوبي |
تَخالَطَ بُعْدُكُمْ بالهَجــرِ حُــــــزناً |
فمـــــا أدري لأيِّهِــــما نَحـــــــيبي |
الا يا نَفـــسُ إن طــابــــوا رُقــاداً |
على غَصَـــصِ التنـائيَ لا تَطيبي |
ألا يا دارُ هل لي بالبــقـــــــايـــا! |
فما جمري بأَهــــوَنَ من لَــــهيبي |
أُلَملِـــمُ بَعضَ أشــــرِعَتي حَيــــاءً |
وَيَفضَحُني على كِبَري هُـبوبي! |
فَكَم طَيفـــاً يُقَـــرِّبُ مِنْ بَعيـــــدٍ |
وكم سَـــفَراً لِـيُبعِدَ مِنْ قَرِيـــــبِ |
سَأَقنُتُ داعيــــاً عَـــينَيكِ سُــــقيا |
فَكَيفَ عليَّ ما غــــامَتْ أصـيبي |
|
دمشق 6\10\2011 |
Monday, November 7, 2011
شهــــادة وفاء
لا زِلتُ رغمَ نَصاعةَ الأكفانِ فوقَ ثراكَ يا وَطَني أُعانِد
لا زلتُ أقتَطِعُ اسمَكَ المحزونَ حينَ أراهُ مَنشورَاً على وجهِ الجرائِد
وأُرَدِّدُ الألحانَ خلفَ جنائزِ الماضينَ نحوَك كالهدايا
فَأُولئكَ الباكونَ فيكَ عليكَ منكَ، ألا أُغنّي!
يا وجعَ الأوطانِ حينَ يأنُّ في عُمقِ القَصائِد
..
لا زالتُ يا وَطَني أُعاند
يا سيّداً وسعَ الأسى
وسعَ اللظى
وسعَ المدى
وسعَ الذينَ هناكَ ينتظرونَ موتاً عادلاً ما بينَ الوانِ الرَّدى
لا زلتُ مُحتَضِناً يَقيني أنَّ أوطاناً كَمِثلِكَ لا تَموت
لا زِلتُ أفتَقِدُ السّكوت
وتحومُ ذاكِرتي هُناكَ على البيوت
لِتَعودَ جارِحَةً يُكَسِّرُ بعضُها بعضَاً بِصَدري كالصدى
لكنَّني، لا زلتُ أُؤمنُ أنَّ أوطاناً كَمِثلِكَ لا تموت
حتى وإنْ جفَّ الوصولُ إلَيك
فالأوطانُ لا تَبلى وإنْ كانتْ بُيوتاً من خُيوطِ العنكبوت
..
لا زلتُ ملءَ الصَّبرِ ملءَ الإغترابِ عليكَ يا وَطني أُعانِد
وأُرافِقُ الماضينَ نحوكَ حينَ يَقتُلُني الجنون
وبِلَهفَةِ شَرقيّةٍ لِهواكَ أحتَضِنُ الحقائبَ والعُيون
وأُحَمِّلُ الآهاتِ نحوكَ كالهدايا
ضَمَّةٌ من باطنِ الأهدابِ أبعَثُها
لتفتَرشَ الرَّوازينَ وتَلطي في الزوايا
يا أيُّها الوطنُ الذي يجتازُ بعضَ ملامحي
إنّي أراكَ على جَبيني حينَ أنظرُ في المرايا
فمتى بِحُضنِكَ ترتَدي عَينايَ جفنَاً؟
إنَّني ما عدتُ أحتَملُ الحياةَ بلا جُفون
أحزانُ هذي الأُمَّةِ العمياءِ فيكَ تكرَّرَت
وتكرَّرَت بدمائِنا في البثِّ آلافَ المَشاهِد
يا موطني
فمتى يثورُ الجائِعون؟
متى تُرى يتكلَّمون؟
ومتى سيصحو الصمتُ منْ زَيفٍ مضى
متى تُراهم ينطقون
ومتى سيصحو النائِمونَ على رصيفِ الوعدِ يا وطني
فإنّا قدْ سألنا، هل تُراهُم يَسألون؟
ومتى سَيَشبَعُ منكَ أصحابُ البُطون!
فاضت بنا سُبلُ الأسى يا مَوطني صَمتاً
وما فَاضَتْ بِنا بعدُ السُّجون!
..
وأنا لا زلتُ يا وطني على صُغري أُعاند
دمشق 1\10\2011
Monday, October 31, 2011
لا تغــــــاري
لا تغاري..
لا تغاري..
لم يَعُدْ في القلبِ وِسعٌ بعدَ قَلبَكِ
وقرارُ الحبِّ بَعدَ هَواكِ ما عادَ قراري
لا تغاري..
أين قَد ترسو بيَ النَّظراتِ فوقَ شواطئي!
أينَ والأحداقُ ملئى فيكِ عشقاً
وإلى شَفَتَيكِ قد مالتْ بِعَكسِ الريحِ أشرِعَتي
وفي عَينَيكِ قدْ غَرِقَتْ بحاري
لا تغاري..
فأنا ليلٌ وفي أُفقي النساءُ كما النُّجوم
وبلا وجهكِ لا شمسٌ تُبدِّدُني
ولا حتى تُزايِلُني الغيوم
وأنا دونَ شُروقٍ من سَنا عَينَيكِ فوقَ رجولتي
لا أرى ضوءاً ولا يأتي نهاري!
لا تغاري..
ليس من أنثى سِواكِ قدْ استطاعَت
أنْ تُحَرِّرَني منَ الشَّيبِ بِرأسي
بينَ كَفَّيها وتجتازَ وَقاري
فلا تَغاري!
دمشق 29\9\2011
Tuesday, October 25, 2011
ما كلّ دمعي كانَ من أحزاني
ما كُلُّ دَمــــعي كانَ من أحـــــزاني
لو كُـنتَ تَعلــــمُ ما الذي أبكــــاني
أنا قد صَبرتُ على رَحيلِكَ شامخـــاً
والقَطــفُ يُعلــي هــــامَةَ الأغصــانِ
وحَّــدتُ عِــشقَكَ بينَ أديانِ الهوى
كيفَ اجتَرَئتَ الشِّـركَ فيهِ مثــاني؟
أنا خِبتُ فيكَ ولستُ أُنكرُ خَـيبَتي
يَكفـــي هـــوانــــا خَـــيبةَ النُّكـــــرانِ
وحَمَلتُ جُرحي مِنكَ سُمَّاً صامِتاً
لو كــــانَ صَمتي قــــاتلي لَكَفــــاني
يا بائعــــاً في الحُبِّ دونَ من اشترى
أنصَفْــتَ حـــينَ خَسِـــرتَني بِرِهـاني
أنا من رِجـالٍ لستَ أنتَ بأهــلِهــــا
وتــرى زَمـــانــــــاً لا أراهُ زَمـــــــاني
صَمتي لِغَـــدرِكَ فيهِ حُــرمَةُ مَــيِّتٍ
ما دونَ ذلكَ عنكَ صُنتُ لِســــاني
أُلقي الحنـوطَ عليكَ من حِبرٍ مَضى
فانعمْ قريــــرَ القَلــــبِ في أكفـــــاني
بَعثـرتَ في شِـــعري جراحَــاً لم تَزلْ
ترثو القصـــــائدُ إثــــرَها وجــــداني
وزَرَعتَ في نَفسي بَساتــــينَ الأسى
وسَقَيتَــــها لأقـــولَ فيكَ: سَقـــــاني
لملمتُ فيكَ من النُّجومِ قَصــائِدي
وقطفتُ منكَ عنَ الزُّهــورِ بَنـــــاني
وطَوَيتُ أســرابَ الكلامِ على فَمي
فسمـــــاءُ وجهِكَ لم تَعُدْ أوطـــــاني
دمشق 25\9\2011
Thursday, October 20, 2011
صَــــــــــــبراً
صَبـــراً، فإنْ غَمرَ الردى أمجـــادي
وَطَني العـــــراقُ، وبـــابلٌ أجدادي
والعُذرُ إنْ طَفحَ الأسى بِقَصائِدي
فالدَّمــــعُ يا وَطَــني عَليكَ مِدادي
صَبـــراً، فأنْ جازَ الشَّبـابُ بغُربَتي
ســـأُتِمُّ فــــيكَ منَ الهَوى ميعــادي
أنا قد وَلَدتُكَ؟ أم تُـــراكَ وَلَدتَني؟
ما عُدتُ أذكُــرُ أيُّــــهم مــــيلادي
أنا ما تَرَكتُ صِـــبايَ فيكَ مُخيَّراً
لكنَّني جَبــــْــراً تَرَكــتُ فــــــؤادي
بغدادُ مَهـــلاً، طينُ دجــــلةَ لم يَزَلْ
في مَفــــــرِقي، وشَقـــــــاوَةُ الاولادِ
وجُسُورُكِ الشَّمّــــاءُ تختَرِقُ الحَشــا
تَصِلُ الرَّشـــيدَ إذا غَفى بسُهــادي
بيــبانُ أصحــــابي الذيـــنَ فَقَدتُهُم
ما زالَ كَفّي فَــــوقَــهُنَّ يُنـــــــادي
وشوراعُ المنصـورِ ما بَرِحتَ دَمي
تَجري كَذِكرى الفَقـــدِ في الميلادِ
بغدادُ جِســــرُكِ لا يزالُ مُـعلَّقــــاً؟
والعاشقـــونُ ذواهِبٌ وغَــــوادي؟
لا زالَ فيكِ النَّخلُ يُولَــدُ عاشِقـاً؟
وتُزاحِمُ الأعثـــــاقَ فيهِ شــــوادي؟
وأبو نـــــــؤاسُ ألا يزالُ مُغــــازِلاً؟
أم أسكَــــتَتْهُ مـــــدافِعُ الأوغــــــادِ؟
يا ليتَ حِـــبري كانَ أطـفَأَ لَوعَتي
فالشَّـــوقُ ناري والحنــــينُ رَمادي
وعلى المشارِفِ لا أزالُ مُمَـــزَّقــــاً
جَسَـــدي بِــــوادٍ والفــــؤادُ بِوادي
بغدادُ طَيفُــــكُ لا يَــــزالُ بِمُــقلَتي
حتى تخالَــــطَ لَــــــونُهُ بِـسَـــــوادي
بغدادُ يا وَجَعــــاً غَفى بِقصــائِدي
ماذا سَــأكتُبُ إنْ فَطَمتُ حِدادي
دمشق 20\9\2011
Saturday, October 15, 2011
تَنَحّى عن رؤى جَفني
تَنَحّى عن رؤى جَفني فإنَّ الهجرَ أضناني
وما قد جاوزَ النَّعمى فبَعدي ليسَ من ثاني
فكم خالَجْتَ من أُخرى لَحتى كِدتَ تَنساني
فما بالُ العتابِ هنا تناءتْ عنهُ أشجاني
فإنْ كانَ الذي أغراكَ عَنّي كانَ أغراني
فسلْ صَمتي عنِ الذكرى فذا المجني وذا الجاني
تَنَحّى فالهوى صَمَمٌ ودونكَ أنتَ أعماني
فكلُّ الناسِ في كفٍّ ويَرجَحُ فيكَ ميزاني
فكم شائتْ أمانينا ولكن شِئتَ هجراني
وفي أضلاعِكَ استَخفَيتُ حتى صرتَ سَجّاني
تُحرِّرُني إذاً وهواكَ أضحى كُلَّ جُدراني!
مباسِمُنا غدتْ ثكلى وكَظْمُ الغَيظِ إيماني
وذاكَ الوَردُ في المنفى سَيَبكي حُرقَة العَاني
فهل تَرضى بنا الدُّنيا؟ بلونِ نَشيجنا القاني!
وهل نرضى عن الدنيا بذلٍّ أو بسلطانِ!
تنحّى إنَّ في قلبي دُروباً دونَ عنوانِ
ولا تَبحثْ عن الآهاتِ عَمداً بينَ بُركاني
فَلَنْ يُرديكَ من أَسَفي كما يُرديكَ إحساني
أنا يا سَيِّدَ النَّعمى ألوذُ ببعضِ تحناني
وأستجدي الجفافَ ولا أشيحُ بطرفِ أحزاني
سَتعلَمُ أنَّني حُبلى بِكلِّ هُمومِ أزماني
ولي بمَخَاضِها وَجَعٌ يُحَرِّرُني ويخشاني
فإنَّ ولادةً للحزنِ لو عانيتَ أوطاني
دمشق 14\9\2011
Sunday, October 9, 2011
نَطوفُ لرَبِّ البيتِ والقلبُ آثمُ
|
|
نَطــــوفُ لِـــــــرَبِّ البــــــيتِ والقـــلبُ آثمُ |
ونُدني لهُ الأبــــــدانَ، تصبــــــو العزائِــــــمُ |
ونَشتـــــاقُ حُورَ العِـــــينِ تَغلي قُدورُهــــــا |
ويَغلي لها كالزَّيـــــتِ في الجَوفِ ضـــــارِمُ |
تَزَلَّفَــــتِ الألفـــــاظُ وازدانــــتِ الخُـــــــطى |
ولكنَّ صوتَ الوجــــدِ في الوجـــدِ سـاهِمُ |
ترامَـــيتُ فوقَ البيــــــدِ أشــــــدو حـــــبيـبةً |
وأدمى قفـــــا العَـقِبَينِ شـــــــوكٌ وهــــــائِمُ |
وأرخــــيتُ فوقَ الروحِ أطـــــرافَ مِئزَري |
فمــا عـــادَ عن ذا الشــــوقِ تُغني العمــائِمُ |
تراءتْ لـــــــذاكَ القــــــدِّ رؤيــــــــا أهــــــلَّةٍ |
فهل كانَ يُجـــدي النــــومُ والصـبرُ نائِــــمُ |
أيُرجى جِمــاحُ الصومِ والعِشـــــقُ بـــــــاءةٌ |
فأنّى بِـــــــبِكرِ العيــــــدِ يَحـــتجُّ صـــــــائِمُ! |
إذا ما ذوى الأحـــــــبابُ والفَقدُ عِــــــلَّتي |
وغاضــــــوا عن الأبصـــــارِ والجَفنُ واجِـمُ |
فكيفَ بِنَبضِ القَلبِ والصَّمتُ في الحشـا! |
وأينَ لِـــــوَطءِ الرمــــلِ تُســـجى الرَّغائِـــــمُ |
ألا رُبَّ بعــــضَ الدَّمعِ يُهـــمي جَـــريرَتي |
فإنَّ منَ الأمــــــواجِ للصَّخـــــــرِ هـــــــــادِمُ |
ورُبَّ إعتـــــلالُ المرءِ في الحُــــــبِّ ســــاعةً |
كَــــــكَيٍّ لِثغَــرِ الجُــــــرحِ في البُــــــرءِ لازِمُ |
يَمُرُّ الكرى والنفـــــسُ لا تَــشتَهي الكرى |
وتُطــوى لنا الأطيــــــافُ والشـوقُ قائِـــــمُ |
ونُـخفي حديـــــثَ الروحِ عن لُبَّةِ الجَنــــــا |
فــــإنَّ الذي في الرّوحِ، في الرّوحِ جـــــاثِمُ |
وما حــاجةُ العُشّـــــــاقِ للبـــــوحِ! إنّمــــــا |
هديلاً بجـــــــوفِ العُنقِ تُخفي الحمـــــــائِمُ |
إذا مرَّ فيــــكَ العِشــــقُ دع صَفوةَ الكرى |
وعاقِـــــر كـــؤوسَ الصَّبرِ فالسُّهـــدُ قـــادِمُ |
وكُن في سيـاقِ الدَّمعِ أُوصـــيكَ جاهِـــــلاً |
فـــــإنَّ الذي قد غــــــارَ بالدمـــــعِ عـــــالِمُ |
وهيفـــــاءُ ضيــــقُ الخَصـرِ ما أرهقَ الخُطى |
وهل في دقــــيقِ الغُصـــــنِ تقسو النســـائِمُ |
كـــــأنَّ الذي تشكــــــــوهُ ظُلمــــا تَــــريبَةٍ |
فيا لـــــيتَ في ما كــــــانَ تُفشى المظالِــــمُ |
لها حــــاجِبٌ لو كــــنتُ في سـاحةِ الوغى |
لأســـرَفتُ فيهِ القتــــلَ والقــوسُ ســـــــالِمُ |
وعَـــينٌ يَحـــــــارُ المــــــرءُ في أيِّ موضِـــــعٍ |
يجولُ بهــــا، والرمـــشُ كالسيـــفِ صــارِمُ |
وإن قيلَ حُكـــمُ القــــولِ ميـــــزانُ عــــدلِهِ |
لقاضـــــيتُ مِنـــها الثَّغـــرَ، فالثَّغـــرُ ظــــالِمُ |
فألــقي عليــــــنا اللــــومَ إنْ رفَّ طـــــارِفٌ |
إليـــــــكِ، وإنَّ الطَّــــرفَ إنْ رفَّ نـــــــادِمُ |
أتُلقي بـــنا الأقــــــدارُ في لُجــــَّةِ الهـــــــوى |
فننجـــو! ونــــزفُ الأمــسِ والجُرحُ عائِمُ! |
سَنَرســــو على الآهــــاتِ ما دامَ صفـــــونا |
وهل فوقَ غيرِ الشـمــــسِ تُزجى الغمائِمُ! |
|
دمشق 18\8\2011 |
Wednesday, October 5, 2011
لا تأسـَــــفي
لا تأسَفي فإنَّنا على مَدى اللِّقاء
في جُرحِنا رَغم الأسى ابتسامةٌ
وفي صدى صُدُورِنا سَماء
وبَينَنا الحروفُ تَكِسرُ صَمتَنا
والأمنياتُ بَينَنا، والشَّوقُ والمساء
لا تأسَفي على الذي مَضى خَريفاً كاذباً
وعانِقيني اليومَ يا قَصيدةً تَكتُبُني
ولنَترُكِ الدُّنيا غَداً تَفعلُ ما تَشاء
لا تأسَفي ..
دمشق 16\8\2011
Wednesday, September 28, 2011
ذكريـــــــــات جـــــــــداً
فهل يُزهِرْ؟ رمادُ الأمسِ هل يُزهِر؟
وهل في موعدِ الذكرى كَهذا اليومِ
مثلَ العامِ قد نُمطِر؟
أنا مُنذُ الذي أودى بِطُهري فيكِ لا أُشفى
منَ الرُّمّانِ والأبياتِ والمنفى
ولا زالتْ على شَفَتَيَّ بعضٌ من أصابِعُكِ
تُشاغِبُ كلَّما أتلو القصيدةَ ثُمَّ تَجرَحُني
وأستُرُها، َفتفضَحُني
وأُخفيها، فلا تَخفى
فكيفَ على بريدِ العُمرِ قد جَفَّتْ رسائِلُنا
ولا زالَ بِنا قلبانِ ما جَفَّا!
..
سنمضي في شوارِعِنا كما كانت شَوارِعُنا
ولن نمضي بها أبداً كما كانتْ أمانينا
وننسى كُلَّ أحلامٍ نَسَجناها بأضلُعِنا
وننسى كُلَّ ما قُلناهُ عن غَدِنا
وننسى طعمَ موعِدِنا
وتَنسانا ليالينا
فهل يُزهِرْ؟ رمادُ الأمسِ هل يُزهِرْ؟
وهل في قاعهِ المطمورِ بالنسيانِ
ذكرى عِشقنا المنسيّ نحو السَّطحِ قد تُبحِر؟
فكيفَ تَمُرُّ أيدي العابرينَ على أصابِعِكُم
بلا ذِكرى؟
وكم من قبلُ في تَمُّوزَ قد مرَّتْ أيادينا!
وكيفَ بحجمِ ذاكَ الوجدِ عُدنا دونَ أدمُعِنا؟
وأخطَأنا الحنينُ على مآقينا؟
وكيفَ وقد مشت أرواحُنا في عِشقِها صَخَباً
تعودُ على دروبِ الصَّمتِ تَسحَقُنا خطاوينا؟
..
أنا ما زلتُ مُغتَرِباً كأوراقي،
ومازالَ الهوى بِدَمي
ووجهُكِ لم يزلْ يطفو بصَدري مثلَ أُمنيَةٍ
تُبَلِّلُها جِراحاتي ويَرشُقُها صدى حُلُمي
ومازالت حُروفي تنثَني قَلَقاً،
إذا ماجئتُ أكتُبُكِ،
فأمحوها وتَكتُبُني
ورغمَ شِفاهُكِ البلهاءُ طعمُ قصيدَتي ما زالَ فوقَ فَمي
فهل سَتَقودُني الأيّامُ مشبوهاً بخاطِرَتي!
وتُهمَةُ خافِقي سطري، وحِبري فيكِ نافِذَتي!
يُطِلُّ على وجوهِ القارِئينَ بها شفى حُزني
فيفضَحُني،
ويُفشي لونَ أورِدَتي!
فهل يُزهِرْ؟ رمادُ الأمسِ هل يُزهِرْ؟
وقد صُلِبَ الهوى غدراً، وماتَ الشِّعرُ في قَلَمي
وهل من جُرحِكِ الممشوقِ في طولي
سنينُ العُمر قَدْ تُثمِر؟
وكم قد أينَعَتْ أغصانُ ذاكَ اليأسِ مِنْ ألمي!
دمشق 14\7\2011