صَبـــراً، فإنْ غَمرَ الردى أمجـــادي
وَطَني العـــــراقُ، وبـــابلٌ أجدادي
والعُذرُ إنْ طَفحَ الأسى بِقَصائِدي
فالدَّمــــعُ يا وَطَــني عَليكَ مِدادي
صَبـــراً، فأنْ جازَ الشَّبـابُ بغُربَتي
ســـأُتِمُّ فــــيكَ منَ الهَوى ميعــادي
أنا قد وَلَدتُكَ؟ أم تُـــراكَ وَلَدتَني؟
ما عُدتُ أذكُــرُ أيُّــــهم مــــيلادي
أنا ما تَرَكتُ صِـــبايَ فيكَ مُخيَّراً
لكنَّني جَبــــْــراً تَرَكــتُ فــــــؤادي
بغدادُ مَهـــلاً، طينُ دجــــلةَ لم يَزَلْ
في مَفــــــرِقي، وشَقـــــــاوَةُ الاولادِ
وجُسُورُكِ الشَّمّــــاءُ تختَرِقُ الحَشــا
تَصِلُ الرَّشـــيدَ إذا غَفى بسُهــادي
بيــبانُ أصحــــابي الذيـــنَ فَقَدتُهُم
ما زالَ كَفّي فَــــوقَــهُنَّ يُنـــــــادي
وشوراعُ المنصـورِ ما بَرِحتَ دَمي
تَجري كَذِكرى الفَقـــدِ في الميلادِ
بغدادُ جِســــرُكِ لا يزالُ مُـعلَّقــــاً؟
والعاشقـــونُ ذواهِبٌ وغَــــوادي؟
لا زالَ فيكِ النَّخلُ يُولَــدُ عاشِقـاً؟
وتُزاحِمُ الأعثـــــاقَ فيهِ شــــوادي؟
وأبو نـــــــؤاسُ ألا يزالُ مُغــــازِلاً؟
أم أسكَــــتَتْهُ مـــــدافِعُ الأوغــــــادِ؟
يا ليتَ حِـــبري كانَ أطـفَأَ لَوعَتي
فالشَّـــوقُ ناري والحنــــينُ رَمادي
وعلى المشارِفِ لا أزالُ مُمَـــزَّقــــاً
جَسَـــدي بِــــوادٍ والفــــؤادُ بِوادي
بغدادُ طَيفُــــكُ لا يَــــزالُ بِمُــقلَتي
حتى تخالَــــطَ لَــــــونُهُ بِـسَـــــوادي
بغدادُ يا وَجَعــــاً غَفى بِقصــائِدي
ماذا سَــأكتُبُ إنْ فَطَمتُ حِدادي
دمشق 20\9\2011
No comments:
Post a Comment