Sunday, October 9, 2011

نَطوفُ لرَبِّ البيتِ والقلبُ آثمُ

نَطــــوفُ لِـــــــرَبِّ البــــــيتِ والقـــلبُ آثمُ

ونُدني لهُ الأبــــــدانَ، تصبــــــو العزائِــــــمُ

ونَشتـــــاقُ حُورَ العِـــــينِ تَغلي قُدورُهــــــا

ويَغلي لها كالزَّيـــــتِ في الجَوفِ ضـــــارِمُ

تَزَلَّفَــــتِ الألفـــــاظُ وازدانــــتِ الخُـــــــطى

ولكنَّ صوتَ الوجــــدِ في الوجـــدِ سـاهِمُ

ترامَـــيتُ فوقَ البيــــــدِ أشــــــدو حـــــبيـبةً

وأدمى قفـــــا العَـقِبَينِ شـــــــوكٌ وهــــــائِمُ

وأرخــــيتُ فوقَ الروحِ أطـــــرافَ مِئزَري

فمــا عـــادَ عن ذا الشــــوقِ تُغني العمــائِمُ

تراءتْ لـــــــذاكَ القــــــدِّ رؤيــــــــا أهــــــلَّةٍ

فهل كانَ يُجـــدي النــــومُ والصـبرُ نائِــــمُ

أيُرجى جِمــاحُ الصومِ والعِشـــــقُ بـــــــاءةٌ

فأنّى بِـــــــبِكرِ العيــــــدِ يَحـــتجُّ صـــــــائِمُ!

إذا ما ذوى الأحـــــــبابُ والفَقدُ عِــــــلَّتي

وغاضــــــوا عن الأبصـــــارِ والجَفنُ واجِـمُ

فكيفَ بِنَبضِ القَلبِ والصَّمتُ في الحشـا!

وأينَ لِـــــوَطءِ الرمــــلِ تُســـجى الرَّغائِـــــمُ

ألا رُبَّ بعــــضَ الدَّمعِ يُهـــمي جَـــريرَتي

فإنَّ منَ الأمــــــواجِ للصَّخـــــــرِ هـــــــــادِمُ

ورُبَّ إعتـــــلالُ المرءِ في الحُــــــبِّ ســــاعةً

كَــــــكَيٍّ لِثغَــرِ الجُــــــرحِ في البُــــــرءِ لازِمُ

يَمُرُّ الكرى والنفـــــسُ لا تَــشتَهي الكرى

وتُطــوى لنا الأطيــــــافُ والشـوقُ قائِـــــمُ

ونُـخفي حديـــــثَ الروحِ عن لُبَّةِ الجَنــــــا

فــــإنَّ الذي في الرّوحِ، في الرّوحِ جـــــاثِمُ

وما حــاجةُ العُشّـــــــاقِ للبـــــوحِ! إنّمــــــا

هديلاً بجـــــــوفِ العُنقِ تُخفي الحمـــــــائِمُ

إذا مرَّ فيــــكَ العِشــــقُ دع صَفوةَ الكرى

وعاقِـــــر كـــؤوسَ الصَّبرِ فالسُّهـــدُ قـــادِمُ

وكُن في سيـاقِ الدَّمعِ أُوصـــيكَ جاهِـــــلاً

فـــــإنَّ الذي قد غــــــارَ بالدمـــــعِ عـــــالِمُ

وهيفـــــاءُ ضيــــقُ الخَصـرِ ما أرهقَ الخُطى

وهل في دقــــيقِ الغُصـــــنِ تقسو النســـائِمُ

كـــــأنَّ الذي تشكــــــــوهُ ظُلمــــا تَــــريبَةٍ

فيا لـــــيتَ في ما كــــــانَ تُفشى المظالِــــمُ

لها حــــاجِبٌ لو كــــنتُ في سـاحةِ الوغى

لأســـرَفتُ فيهِ القتــــلَ والقــوسُ ســـــــالِمُ

وعَـــينٌ يَحـــــــارُ المــــــرءُ في أيِّ موضِـــــعٍ

يجولُ بهــــا، والرمـــشُ كالسيـــفِ صــارِمُ

وإن قيلَ حُكـــمُ القــــولِ ميـــــزانُ عــــدلِهِ

لقاضـــــيتُ مِنـــها الثَّغـــرَ، فالثَّغـــرُ ظــــالِمُ

فألــقي عليــــــنا اللــــومَ إنْ رفَّ طـــــارِفٌ

إليـــــــكِ، وإنَّ الطَّــــرفَ إنْ رفَّ نـــــــادِمُ

أتُلقي بـــنا الأقــــــدارُ في لُجــــَّةِ الهـــــــوى

فننجـــو! ونــــزفُ الأمــسِ والجُرحُ عائِمُ!

سَنَرســــو على الآهــــاتِ ما دامَ صفـــــونا

وهل فوقَ غيرِ الشـمــــسِ تُزجى الغمائِمُ!

دمشق 18\8\2011

No comments: