تَنَحّى عن رؤى جَفني فإنَّ الهجرَ أضناني
وما قد جاوزَ النَّعمى فبَعدي ليسَ من ثاني
فكم خالَجْتَ من أُخرى لَحتى كِدتَ تَنساني
فما بالُ العتابِ هنا تناءتْ عنهُ أشجاني
فإنْ كانَ الذي أغراكَ عَنّي كانَ أغراني
فسلْ صَمتي عنِ الذكرى فذا المجني وذا الجاني
تَنَحّى فالهوى صَمَمٌ ودونكَ أنتَ أعماني
فكلُّ الناسِ في كفٍّ ويَرجَحُ فيكَ ميزاني
فكم شائتْ أمانينا ولكن شِئتَ هجراني
وفي أضلاعِكَ استَخفَيتُ حتى صرتَ سَجّاني
تُحرِّرُني إذاً وهواكَ أضحى كُلَّ جُدراني!
مباسِمُنا غدتْ ثكلى وكَظْمُ الغَيظِ إيماني
وذاكَ الوَردُ في المنفى سَيَبكي حُرقَة العَاني
فهل تَرضى بنا الدُّنيا؟ بلونِ نَشيجنا القاني!
وهل نرضى عن الدنيا بذلٍّ أو بسلطانِ!
تنحّى إنَّ في قلبي دُروباً دونَ عنوانِ
ولا تَبحثْ عن الآهاتِ عَمداً بينَ بُركاني
فَلَنْ يُرديكَ من أَسَفي كما يُرديكَ إحساني
أنا يا سَيِّدَ النَّعمى ألوذُ ببعضِ تحناني
وأستجدي الجفافَ ولا أشيحُ بطرفِ أحزاني
سَتعلَمُ أنَّني حُبلى بِكلِّ هُمومِ أزماني
ولي بمَخَاضِها وَجَعٌ يُحَرِّرُني ويخشاني
فإنَّ ولادةً للحزنِ لو عانيتَ أوطاني
دمشق 14\9\2011
No comments:
Post a Comment