فهل يُزهِرْ؟ رمادُ الأمسِ هل يُزهِر؟
وهل في موعدِ الذكرى كَهذا اليومِ
مثلَ العامِ قد نُمطِر؟
أنا مُنذُ الذي أودى بِطُهري فيكِ لا أُشفى
منَ الرُّمّانِ والأبياتِ والمنفى
ولا زالتْ على شَفَتَيَّ بعضٌ من أصابِعُكِ
تُشاغِبُ كلَّما أتلو القصيدةَ ثُمَّ تَجرَحُني
وأستُرُها، َفتفضَحُني
وأُخفيها، فلا تَخفى
فكيفَ على بريدِ العُمرِ قد جَفَّتْ رسائِلُنا
ولا زالَ بِنا قلبانِ ما جَفَّا!
..
سنمضي في شوارِعِنا كما كانت شَوارِعُنا
ولن نمضي بها أبداً كما كانتْ أمانينا
وننسى كُلَّ أحلامٍ نَسَجناها بأضلُعِنا
وننسى كُلَّ ما قُلناهُ عن غَدِنا
وننسى طعمَ موعِدِنا
وتَنسانا ليالينا
فهل يُزهِرْ؟ رمادُ الأمسِ هل يُزهِرْ؟
وهل في قاعهِ المطمورِ بالنسيانِ
ذكرى عِشقنا المنسيّ نحو السَّطحِ قد تُبحِر؟
فكيفَ تَمُرُّ أيدي العابرينَ على أصابِعِكُم
بلا ذِكرى؟
وكم من قبلُ في تَمُّوزَ قد مرَّتْ أيادينا!
وكيفَ بحجمِ ذاكَ الوجدِ عُدنا دونَ أدمُعِنا؟
وأخطَأنا الحنينُ على مآقينا؟
وكيفَ وقد مشت أرواحُنا في عِشقِها صَخَباً
تعودُ على دروبِ الصَّمتِ تَسحَقُنا خطاوينا؟
..
أنا ما زلتُ مُغتَرِباً كأوراقي،
ومازالَ الهوى بِدَمي
ووجهُكِ لم يزلْ يطفو بصَدري مثلَ أُمنيَةٍ
تُبَلِّلُها جِراحاتي ويَرشُقُها صدى حُلُمي
ومازالت حُروفي تنثَني قَلَقاً،
إذا ماجئتُ أكتُبُكِ،
فأمحوها وتَكتُبُني
ورغمَ شِفاهُكِ البلهاءُ طعمُ قصيدَتي ما زالَ فوقَ فَمي
فهل سَتَقودُني الأيّامُ مشبوهاً بخاطِرَتي!
وتُهمَةُ خافِقي سطري، وحِبري فيكِ نافِذَتي!
يُطِلُّ على وجوهِ القارِئينَ بها شفى حُزني
فيفضَحُني،
ويُفشي لونَ أورِدَتي!
فهل يُزهِرْ؟ رمادُ الأمسِ هل يُزهِرْ؟
وقد صُلِبَ الهوى غدراً، وماتَ الشِّعرُ في قَلَمي
وهل من جُرحِكِ الممشوقِ في طولي
سنينُ العُمر قَدْ تُثمِر؟
وكم قد أينَعَتْ أغصانُ ذاكَ اليأسِ مِنْ ألمي!
دمشق 14\7\2011