عيفي رُكامَكِ وارحَلي
فأنا قد اعتَدتُ القيامَ من الرَّماد
وعلى رفوفِ الصبرِ أتقنتُ الأماني
إنَّ الذي يمشي وحيداً ذاكَ ظِلّي
فأيُّ شمسٍ قد تموتُ على السَّواد!
وأنا لا زلتُ في المنفى كعُصفورٍ أُصَلّي
وأُرَتِّلُ بَعدَكِ لحنَ الحِداد
وعلى كَفَّيَّ مثلَ الجَمرِ أمتَحِنُ الثواني
..
عيفي رُكامَكِ وارحَلي
فالصَّدرُ أوسَعُ من زَواياكِ الصَّغيرة
وصلادةُ البُروازِ ما عادَ الحَنينُ بِها إلى لينِ الصُّوَر
ووجوهُكِ التِّسعينُ جَعَّدَتِ الكثيرَ من الصُّدور
وحينَ أمطرَ فوقَها دمعٌ بِطَعمِ الصِّدقِ، جَعَّدَتِ المَطَر
عيفي رُكامَكِ،
إنَّ بعضَ الموتِ لا نَنعاهُ إلّا بالوقوفِ على الأَثَر
..
عيفي رُكامَكِ وارحَلي
فَرُكامُكِ المَرثيُّ يَختَزِلُ الغيابَ منَ الحضور
وثقافَةُ التَّجميعِ في أوطانِكِ العمياءُ ما نَفَعَتْ مَعي
مثلما نَفَعَتْ هُناكَ معَ الذّكور
وصلاتُكِ الحُبلى بأنفاسي تبلَّدَ طعمُها رغمَ النُّذور
عيفي رُكامَكِ والحَقي آخرَ أطواقِ النَّجاة
وتَسَلَّقي بأظافِرِ الألوانِ أسوارَ الحياة
وتقاطَري متلَ القَذى مِنْ مَدمَعي
عيفي رُكامَكِ،
إنَّ في ذِكرى الرُّكامِ يعيشُ وِسع َ الصَّمتِ أصحابُ القُبُور
..
No comments:
Post a Comment