Wednesday, December 8, 2010

حَــــــــــــوَر


ذاكَ الـــذي أبــــداً يُحــــاكـيني

ما بـــينَ عــــينيــكِ فيُـــحييـــني

لا صوتَ بعدَ الصمتِ أسمَعُهُ

فيهـــنَّ غــيرَ العـــشقِ والــــدِينِ

فيهــــنَّ دربٌ لـــيسَ ترسُمُــههُ

إلّا خطىً ضَـــجّت بـــمجنـونِ

ســــأضِلُّ بـــينـــهما كـــمبتدئٍ

دربَ الهوى دومـــاً لـــتهـديني

فـــولادةٌ فيهـــــنَّ تـــأخُـــــــذُني

لمنـــــابعِ الحــــبــرِ لتــــرمـــــيــني

تغزو صُــــروحَ القــلـبِ تاركةً

كلَّ الــــذينَ هـنـــــاكَ يغــزوني

ذاكَ الـــذي فيهــــنَّ يذبحُــــــني

فتعــودُ تستســقي شـــــراييــــني

أغتـــالُ صـــمتَهُما فإن صَــمَدا

تلـــتفُّ حـــولَــــهما ثلاثـــــيـني

ينـدى بهـــنَّ من الغِنى حَــــوَرٌ

فـــــأدورُ بينــــهُما كمــــسكينِ

أشكـــــو لهــــنَّ بفـــــاقةٍ وَلَهــي

فلعلَّـــــها تحنـــــو فـــتسقــــيـــني

وأبــيتُ تحتَ الرمشِ مفترشــاً

بالشـــوقِ أرصـــفةً لتشكـــوني

مِــــيلي فــــما القِــــدّاحُ أرَّقـــــهُ

بعـــضُ الهوى في غصنِ زيتونِ

عينــــاكِ مثلُ البــــحرِ ســـيّدتي

لا حــصرَ للأمـــواجِ والطــــينِ

كم مــــرفأٍ فيهــــنَّ يمــنحُــنــي

أمنَ الديــــارِ وبـَـــرْدَ تشريـــــنِ

فإذا رحلـــتُ مــــودّعـــاً أفقـي

بَقيَـــتْ نوارِسُــــها نَـــياشــــيني

عينـــاكِ فوقَ الجُــرفِ تُغــرقُني

وأنا كــــمرسىً واقــــفــاً دوني

لا أرتضـــي الإبحـــــارَ بيـــنهما

خوفـــاً فـــإنَّ الدمــعَ يحـــدوني

إنَّ الذي فيهــــنَّ يــــأخُــــذُني

ما خِلــــتُهُ للمــــــوتِ يُعطــيني

يجـــتاحُني حتى غــــــدوتُ بهِ

ســــطراً إذا ما شـــــاءَ يمحوني

بيــــتاً منَ الأرواحِ يقــــذفُــــني

خلفَ المدى أو شـــــاءَ يؤويني

ذاكَ الــــذي فيهــــنَّ أتــــعبـــني

فاستسلـــمــي عنّي وضـــمّيــني

وليمتــزجْ حبري بكِ جَـــــذِلاً

كــــقضيةٍ ألِفَــــتْ فِـلَــــسطيني

وليختلــطْ ماطــــاحَ من صببي

فيهنَّ كالأنســــابِ في الصـــينِ

أهجــــو الليالي حـــينَ تمــنَعُني

عنهــــنَّ والشعــــراءُ يهجـــوني

عيــــناكِ أجهلُ فيـــهما قـدري

فأمـــوتُ مُـــبتَلِـــعاً عــــناويــني


دمشق 11/3/2010

No comments: