حينَ جلسنا
فوقَ التاريخِ بلا ماضٍ
أو أحزان
حينَ جلسنا
كنتُ أمرِّغُ وجهي بينَ مفارقكِ الذهبيّة
وأُعتِقُ ذاكرةَ النسيان
أرسمُ في وجهكِ خارطتي
أكتشفُ حدودي مغترباً
في الأوطان
...
حينَ جلسنا
فوقَ الماضي
ونسينا...
صوتَ الأغلالِ بأيدينا
كنّا والمقعدُ ثالثَنا
جسداً مغروساً وحنينا
كنّا والمقعدُ ثالثَنا
جيشاً رومياً عِرنينا
كنّا كالطَويةِ لا نخفي
إلّا بعضاً مما فينا
كنّا والمقعدُ ثالثَنا
كنّا والمقعدُ ثانينا
كنّا يا أوسعَ ساحاتي
عُشباً ينمو في الوجدان
حينَ جلسنا
فوقَ التاريخِ بلا ماضٍ
أو أحزان
نسرِقُ من غدِنا أياماً
نجتاحُ الأشواقَ أنينا
نحتاجُ الطُهرَ كمعجزةٍ
ذُلّت في عصرِ الإنسان
...
حينَ جلسنا
فوقَ التاريخِ بلا ماضٍ
أو أحزان
واشتعلتْ كلُّ أصابِعنا
تتقشّرُ كالشمعِ الأصفر
كنّا نسمعُ طبعَ شفاهٍ
أصواتاً ينقُصُها مصدر
كنّا والطهرُ بأيدينا
بشفاهٍ كالخمرةِ نسكر
كنّا نفترشُ أصابعَنا
لوجوهٍ تشكو الهذيان
كنّا نصمُتُ مثلَ عروسٍ
لا تدري عن غدِها أكثر
كنّا واللحظةُ في يدنا
تزحفُ فوقَ عروقِ رُحانا
كالجمرِ الباردِ
كالشكوى
كالصَخَبِ الغجريِّ الأحمر
كنّا والمقعدُ ثالثَنا
موشوراً يهذي ألوان
...
حينَ جلسنا
فوقَ التاريخِ بلا ماضٍ
أو أحزان
طوّقتُ بصدري أزمنةً
ونسيتُ تفاصيلَ هُمومي
وجهُكِ كانَ أثارَ بقائي
وامتلكَ الصمتَ بأشلائي
واختصَّ ببعضي وعمومي
وجهُكِ كانَ يدورُ بخُلدي
يسرقُ عِندي
يُفضَحُ كالعصيانِ بجُندي
ينتظرُ منَ البعثِ قدومي
وجهُكِ حينَ أراهُ بكفِّي
كانَ يئنُّ كمرفأ حُزنٍ
فارقَ منذُ الفجرِ شِراعا
وجهُكِ كانَ فنارَ حيارى
يهدي للبعضِ مراكِبَهم
ولقلبي يهدي أوجاعا
وجهُكِ بِركةُ صمتٍ فيها
ألفُ سؤال ..
كدوائرِ ماءٍ ...
وسعاً تتداعى
وجهُكِ يا سيدتي دمعٌ
أبكاني حدَّ الإدمان
حينَ جلسنا
فوقَ التاريخِ بلا ماضٍ
أو أحزان
...
حينَ جلسنا
كانَ التاريخُ بلا معنى
أزمنةٌ من قهرٍ وَلّتْ
وبفرحةِ لُقيانا ضِعنا
أغلقنا كلَّ أمانينا
وشَرِبنا بعضاً فَسُقينا
وغَرِقنا فوقَ موانينا
وعليها علّقنا السُفُنا
حينَ جلسنا
كانَ التاريخُ بلا معنى
كانَ التاريخُ كقنبلةٍ
وشظايا قُبُلاتٍ فينا
شُلّتْ بالنّكهةِ أيدينا
لو عدنا من حيثُ بدأنا !!
فاستوقَفَنا مِيلٌ أعمى
مِيلٌ أخرس
لا يتَكلّم
لا يَسمعُ، مثلَ الأوثان
كانَ خَياراً صعباً جداً
إمّا أن نفترقَ صباحاً
أو نفترقَ منذُ الآن
حينَ جلسنا
فوقَ التاريخِ بلا ماضٍ
أو أحزان
...
دمشق 23/3/2010
No comments:
Post a Comment