عامانِ وزادا اسبوع
كانَ المطرُ يجيءُ ويرحل
واليابسُ شوقاً يتبلّل
يُتقِنُ فنَّ الصمتِ ككهفٍ
يبني أبراجاً من مِغزل
ثمَّ يجِفُّ هناكَ وحيداً
ثمَّ وحيداً
يُصلَبُ مُنتظِراً كيسوع
عامانِ وزادا اسبوع
..
عامانِ من الصبرِ المُتقَن
جُرحٌ مُعلن
شوقٌ يأبى أن يتكفّن
أوَلا تعرفُ أنَّ الحُرَّ
لايرضى أبداً أن يُخزَن !
أو يتقنَّن !
أو يبكي دمعاً إن يحزن !
ليلٌ باتَ وصبحٌ ولّى
وحدائقُنا حتى ترجِعَ
لا توليبَ فيها لا سوسن
حتى عينُ الفيجةِ بعدكَ
يأبى أن يُصبحَ ينبوع
عامانِ وزادا اسبوع
..
عامانِ يُحيطا أضلاعي
أندبُ كالثكلى أوجاعي
مفتقدٌ للريحِ شِراعي
أشربُ قبلَ الماءِ وبَعده
شيئاً من بعضِ حكايانا
أنثرُ فوقَ المقعدِ خدَّه
وأعودُ ألملِمُ حِرمانا
أستعطِفُ كالطفلةِ وِدّه
وأبرهِنُ للوِدِّ حنانا
أزرعُ من صوتِكَ تفاحاً
كي ينموَ فوقي أغصانا
أوقدُ مدفأةً في صدري
أوقدُ مهزلةً .. نسيانا
أرفضُ
أقبلُ
أهذي وحدي
أستدرجُ في القلبِ مكانا
حتى أصحو مثلَ مَزارٍ
ترقدُ حولي منكَ شموع
عامانِ وزادا اسبوع
..
عامانِ رضيتُ بهمِّهما
وتسلّقتُ القادمَ وحدي
أشربُ كلَّ صباحٍ عِندي
ألبسُ تاريخي وحروفي
أبتسمُ خَواءً لضيوفي
أبتسمُ وجمرٌ في خدّي
عامانِ من العطشِ المضني
والجوعُ غزاني أسبوعاً !!
أرضى بالعطشِ لعاطفتي
لكن لا أرضى بالجوع
عامانِ وزادا اسبوع
..
عامانِ ولستُ أعُدُّهُما
ورقاً في دفترِ أيّامي
لا أرسمُ خطّاً تحتهما
أو فوقهما
أو أرسُمُ شيئاً حولهما
فالحبرُ صراعٌ أبديٌّ
يُوقِدُني في عُمْقِ ظلامي
عامانِ وقلبي محترقٌ
ليُضيءَ الدربَ لأعوامي
ويَسيرُ الماضونَ قوافل
وأنا أرقُبُ ظلّي تحتي
مثلَ بساطٍ رطبٍ أسود
تعلوهُ من الهمِّ جدائل
لا أحدٌ يَسمعُ ذاكرتي
أو يَفهمُ حرفاً من لغتي
لا أحدٌ في الصبرِ يُجادل
لا أحدٌ يستلبُ كياني
غيركَ يا صمتي وبياني
عامٌ آخرُ أو عامانِ
إذهب وتَذَكّر موعدَنا
واختمْ ذاكرتي برجوع
عامانِ وزادا اسبوع
دمشق 26/3/2010
No comments:
Post a Comment