أشتاقُ ذاكَ الطولَ
يا جسداً عقيماً
من ذنوبي
أشتاقُ حينَ تُداعِبُ الآمالُ صَبري
وتَتُوهُ بكِ دُروبي
أو كُلَّما تطفو بِصوتي رَجفةٌ
تَكشِفُ عِشقي
واشتياقي
وعُيوبي
..
أشتاقُ أنفاساً
تُمارِسُ في قَراري القمع
وتَقاطُعي حولَ الزوايا
بينَ شفتيكِ وبينَ الدمع
أشتاقُ منكِ قَطرةً
تَسقطُ في رجولتي
تُشعِلُني كالشمع
..
أشتاقُ أحياءً من الفقراءِ
إذ تَرنو بَجَفنَيكِ العَذارى
حتى تُعيدَ بها صلاتي
واستفاقاتي إلى المَعبَدِ
ملايينَ السُكارى
وأنا كَثَكلى
أسرَفَتْ وَجَعَ الرُّقادِ وحيدةً
كيتيمةٍ تاهَت بوادِ الأُمَّهات
وعيونُ كلُّ الأُمَّهاتِ بها
كأحلامي
حيارى
..
أشتاقُ دمعي عندَكِ
أشتاقُ خوفي وهروبي
أشتاقُ إحساسي ببردِ الثلجِ
بينَ يديكِ رغمَ تَعرُّقي
قبلَ الصباح
أشتاقُ أوهامَ الرياح
أشتاقُ من بينِ الأماني
أن أكونَ لديكِ جُثماناً مُسجّى
حينَ يقتُلُني هُبوبي
..
أشتاقُ أثواباً لكِ
أخفَتْ حَمائِمَ نَرجِسّية
كانتْ تُخَبِّئُ خلفَها لونَ الشُّموس
وخواتِماً بيضاءَ تَسكُنُ كفَّكِ
شَوقي لها
شَوقَ العروس
أُوهِمُ نفْسي بأحاديثَ لكِ
أستذكِرُ الماضي بها
فيلُمُّني شِعري
وينثُرُني لها
..
أشتاقُ ساعاتٍ مضَتْ ما بيننا
كُنّا بها طِفلَينِ
ينتَظِرانِ أُمَّاً لن تَعودْ
ومقاعِداً قدْ حَرَّكتْ فيها شقاوتُنا
تقاليدَ الجُمود
أشتاقُ ذاكِرَتي
وأنتِ لستِ فيها
لكنَّها ذهَبتْ هناكَ
ذهَبتْ بَعيداً
وهي دونَكِ لن تَعود
أشتاقُ خارِطةً رَسَمْتُ بُيوتَها
بينَ يدَيكِ
ثمَّ وضَعتُ أيامي
حوالَيها
حُدود
..
كيفَ لا أشتاقُكِ
يا وَردةً حَجريَّةً
قد أزهَرتْ في قاعِ شِعري
لستُ أملِكُ بعدَكِ شيئاً
فإنِّي قد سَقيتُكِ كُلَّ حِبري
بضَمانِ الحُبِّ في عَينَيكِ
كُنتُ رَهَنتُ عُمْري
بِعتُ أطرافي لأحيا
وما استأجَرْتُ صَدري
أشتاقُكِ يا حُلوتي
يا مُرَّتي
يا طعمَ ضَعفي
وطعمَ صَبري
..
دمشق 28/3/2010
No comments:
Post a Comment