هلْ تَذكُرين!
عَينَيَّ والوَجهَ الحَزين!
وسُطورَ أشعاري التي بالأمسِ فيكِ كَتَبتُها شَوقاً
فأزهَرَ فوقَ حِبري الياسَمين!
..
هلْ تَذكُرين!
شَفَتَيَّ باسمِكِ كيفَ ترتَجِفانِ عِشقاً
وإلى صَدري إذا ما اندَسَّ وَجهُكِ
كيفَ تَندَسُّ بهِ مِنْ عُمرِنا كُلُّ السِّنين!
..
هلْ تَذكُرين!
كيفَ كانَ الصُّبحُ في أنفاسِنا!
كيفَ كُنّا نَهرُبُ نحوَ الهوى
سُجَناءَ من حُرّاسِنا!
كيفَ عَشْعَشَتِ التَّعابيرُ على كُرّاسِنا!
كيفَ عَرَّشَتِ الخُزامى في شَبابيكِ مَدارِكِنا وفي إحساسِنا!
كيفَ كانت تُولَدُ الدَّمعةُ والبسمةُ فينا!
كيفَ أَمضَينا السِّنينا!
كيفَ رَغمَ الحُزنِ كُلِّ الحُزنِ والهَمِّ الذي قد عاشَ فينا!
مُنذُ أنْ كُنّا صِغاراً كيفَ كُنّا فَرِحينا!
..
هلْ تَذكُرين!
كيفَ كُنتُ أُحيطُكِ بِرَسائلي مِثلَ الحِبال!
كُلُّ حَرْفٍ يَسْحَبُ مِن خَلفِهِ
فوقَ رمالِ حُرقَتي ألفَ سؤال!
كيفَ كانت ثورةُ الشَّكِ تَضجُّ بِداخِلي ملءَ الخَيال
كيفَ كُنتُ أغارُ في عَينَيكِ من كُلِّ الرِجال!
كيفَ كُنّا نَزرَعُ اللّهفَةَ فِينا!
ثمَّ تَحصِدُها عَصافيرُ يَدَينا
ونُخَبِّئُها فتَفضَحُنا لِبَعضٍ مُقلَتَينا
ويَذوبُ الحُبُّ كالشَّمعِ المُخَبَّأ بينَ أضلُعِنا حَنينا
فتُضِيءُ بحُبِّنا كلُّ دروبِ العاشقينا!
فاسأليني .. عن حَنيني
فأنا أسألُكِ .. هلْ تَذكُرين!
..
هلْ تَذكُرين!
كيفَ كُنتُ أعِرفُ الأَخضرَ من حَجمِ الصُّنوبَرْ!
وإذا ما ذُقتُ طَعمَ التُّوتِ أَهتِفُ مُغمَضَ العينَينِ
أَحمر ....!
ويَنابيعٌ مِنَ الصَّوَّان في عَينَيكِ بِيضٌ
كيفَ بَينَهُما طُموحُ العُمرِ أَزهَر!
كيفَ كانَ الليلُ يَعرِفُ لَونَهُ
حينَ يَغفو بَينَ شَعرِكِ!
ثم يَشرَبُ لَونَهُ الأَسودَ خَمراً .. ثم يَسْكَر!
كيفَ ما كانَ لِدَمْعي
دُونَ كَفَّيكِ بَياناً حَولَ أَهدافِهِ عِشقاً يَتَجَمْهَر!
كيفَ كُنتِ في حياتي كلَّ ألواني وأفراحي وأحزاني
وصوتَ العِشقِ في أعماقِ ذاكِرَتي وفي أعماقِ وجداني
وطَعمَ الخَطوَةِ البِكرِ التي تَنساقُ بَينَ الثائِرين!
هلْ تَذكُرين!
هلْ تَذكُرين!
دمشق 28/4/2010