خَمرَتِي أنتِ فـَـما بَــــالُ السُــكـارى
يَطلُبـــونَ الـــرَّاحَ ذاويــــنَ حَـــــيـارى
فانعِقـــــادُ الحَــــرفِ مـــا بَــينَ لِساني
لـَـــيسَ إلا مــــا يُـعـــانِيهِ الأُســـــــارى
أَوشَكـَـتْ مِـــنِّي دُمُـــوعٌ أَجـــتَنِبُـــــها
فِـــيكِ أن تَرسُـــــمَ فوقَ الخـــدِّ عــارا
لا تجـــــالِــــدُنــي بَنــــاتُ الدَّهــــرِ إلا
كُـنـتُ بينَ هَـــشيــمِها بالصَّبرِ نَــــارا
غَـيرَ أنَّ الصَّـــبرَ في عَـــينَــيكِ أَبـــدى
غَـــيرَ ذاكَ الوجْـــهِ وانســَـلَّ اعــــتِذرا
بانَ لِي بَعدَ النـَّــوى مِـــنكِ لـِـــســـانٌ
ما عَهِـــدتُ بِما مَضَى مِنهُ اصــطِبارا
وقَـــرأتُ على حُـــروفِكِ فِي مـِــــدادٍ
جـَــاءَني يَستَحـيي كالخُدْرِ العَـذارى
أنَّ مـــــا كـــانَ لَـــــنا كـــانَ وَولـَّــــى
عَــثْرةٌ قِـــيلَتْ فَــصُنْ بالحَــــقِّ جَـــارا
لا ألُـــومُ بِكِ التَخَــــاذُلَ في هَــــوانـــا
إنَّ مِـثلي في الهَـــوى مَـــلَّ انتِـصــــارا
ذلكَ الشَّـــــكُّ الذي يَســـري دَبِــيباً
فَوقَ صَـدري لا أُطـــيقُ بِهِ انتـِــظــارا
كُـــــلُّ ما أخْــشـــاهُ في عَودِ لُـــقانــــا
لَهــفةٌ يا طـــالَمـــا بــــانـَــتْ تُـــدارى
كَمْ خَشـيتُ المَـــوجَ لا يَرضى مُقاماً
لِمَـــــراكِـــبـِـــنـا ولا بالجُـــــــرفِ دارا
راحِـــــلٌ أبَداً تُـــلاطِـــمُهُ صُـــخُـــــورٌ
كالذي يَطلُبهُ أهــــلُ الشـَّـــــامِ ثـَــــارا
سـَـــــوَّرَتني مِــــنكِ أَيَّـــامي بـِـشَـــوقٍ
صارَ بَيــنَكُــــما بِهِ عـُــودي سِـــــوارا
قَد أُجـَـارى بَينَ مَن يَمضُونَ عِـــشقاً
فـِــيكِ إلا أنِّـــــي فـِــيكِ لا أُجَـــــارى
ســَـلْ مَفـــارِقَـَــهــا أتـَـسْلَمُ مِن لِـثامي
حينَ ألقـَــاها ! فَكَيــفَ بِـما تَـــوارى
يَعــجَــزُ الحـَـادي بَــنـيِّفِـــها قـَـصــــيداً
ولـِـــنَظْـــمي مِـــثُلـَــهــا ألـــفــاً تَــبارى
كُلَّما جــازَتْ سـَـــماءَ الشِـعرِ شَمسٌ
علَّـــــقَ الشـُّـــعــــراءُ أَبـــــياتي مَــــدارا
وإذا تاهـَـــت قَوافـِــلُـهم بِبـَــطـــــحـــا
أمِنــــوا فالـــشِعــــرُ مِن قـَـــلَمي مَـنارا
يَسهَرُ العُشَّاقُ في حُــــسنِ قَريـــــضي
وعلى وَجَــــنـَــاتِهِم لِيُــــرى جِـــــهارا
أنا لا أهــــوى قـَـــوافي الـــعُــــرْبِ إلا
حِـينَ يـَــشتَـــدُّ الضِـــرابُ بـِـــها أوارا
أســــلَمــوا طَـــوعاً لـِــدَفْقِ الحِـبرِ مِنِّي
ولِمِثـــلي الحِـــبرُ لا يَهــــوى انجِــــبارا
سَيِّـــدٌ في الكَلْمِ لا أخـشى ضَروســـاً
قَـــلَمـــي ذاكَ المُـــهنَّــدُ هـَــل يُـــبارى
أُجفــِلَتْ خَيلُ الفَـوارِسِ مِن حُروفي
وانجـَـلَى بالـــــوَقـْــعِ لَيـلُــــهُما نَهــــارا
مـُــوهـِـنُ الطَّعنـاتِ، والأوراقُ خَيلي
نَقعُــــها فـَــيــضُ المَعــــاني لا غـُـــبارا
في ســَــنابِكِـها يَحارُ الرَّمــــلُ غَــــوراً
كُلَّـــمــا ثَقـُــلَ بـها العَجزَان طــــارا
غَرِقــا فَــيضـــاً إذا مــا جَـــفَّ بَحــــرٌ
مِن بُحورِ الشِـعـــرِ أو أغـــرَقَ ســـارا
فاستحالا في غـِـمـــاطِ الحِـــسِّ ذاتــــاً
كُلَّــمـــا أغـــمَضَ عَـــنهُ الخَـــلقُ ثــارا
بـــيِّنٌ نَظــــمي لِمَــــن كــــانَ لَبـــيـــباً
فَنِــــياطُ العُـــقــدِ إن بـــانَت بـَــــــوارا
دمشق 15/4/2010
No comments:
Post a Comment