أشــكــــو لأوراقي الهـــــــوى فــــأُلامُ
|
هـــــلّا طَــوى من حَــلَّ فـــيهِ غَــرامُ!
|
أطوي؟ وقد أمـــسَيتُ فـــيهِ مُــسَهَّداً
|
وأصـبَحْتُ أطرُفُ والعِبـــادُ نِـــــيامُ؟
|
عـــــامٌ كأنَّ اللــــيلَ يُــمضي حُــــزنَهُ
|
فــوقي فَدونَكِ كمْ مَضَتْ أعــــوامُ!
|
أُســـقى الصبـابَةَ مُذْ عَرَفتُ عُيونَـــها
|
دَيــــماً كما تَسقي النَّجــيعَ سِـــهــامُ
|
فإذا غَفَـــتْ تغفــو النُجـــومُ بجَفـــنِها
|
وإذا صَـحَـتْ صَـحَّـتْ بِــهنَّ سِــقـامُ
|
وإذا رَمَـتْ قَــتَـلَتْ ودِيَّــةُ عِــشقِـــها
|
حُرُمــــــاً وإحـــــلالاً عَلَـــيَّ تُـــقـــــامُ
|
قلبي لهـــــا دارٌ وجَـــفــنِيَ مَــــخـدَعٌ
|
والدمــعُ مَـــنهــلُ والعُــروقُ مُـــقـــامُ
|
فلتَفتَــرِشْ رِمــشي إذا شـــاءَ الهـــوى
|
للرِمـــشِ في حَمــلِ الحـــبــيبِ لِـــزامُ
|
ولتمشي في صَدري ذَهــابـاً وجِــيـئَةً
|
خَــطَـواتُـــــها دونَ العِــظــامِ عِــظــامُ
|
ولتَلهـــو في حَــبلِ الوَريـــدِ تَأرجُـحاً
|
كم فـــيهِ قَـــبلُ تَأرجَــحَتْ أوهـــــامُ
|
ولتمتَـــلِكْ حَرفي فــــإنَّ قـــصـــائِدي
|
قد أنكَـــرَتــــهـا دونَــــهـــا الأقــــــلامُ
|
إن تَــبتَـــغي شِـــعري قرابِــــيـناً لهــــــا
|
ولَّـــــتْ قــرابِـيـــــناً لهـــــــا الأيــّــــــامُ
|
تِلكَ العُيـــونُ الســــاكِنـــاتُ قلوبَـــنا
|
فَتَكَتْ فَمِنِّي على القُلـــوبِ سَــــلامُ
|
والسِّـــحــرُ فيهِنَّ اســـتبـــاحَ دِمـــاءَنا
|
فــتـنصَّلَــتْ دونَ العُــهـــــودِ ذِمـــــامُ
|
فَلَهُـــنَّ مـــا حــــولَ المحـــاجِرِ أدمُــــعٌ
|
ولَهُنَّ مـــا حـــــولَ الفـــــؤادِ رُكـــامُ
|
ما كنتُ أعرِفُ أنَّ عِــــشقيَ قــاتِلي
|
والمـــوتُ في شَـــرعِ الحَبـيـبِ حَـــرامُ
|
ما هِمتُ لـــولا مُقلَتَيـــها ومَوطِـــني
|
بعضُ اغـــتـِـرابِ المـــرءِ فــيــهِ هَيــــامُ
|
إنَّ الهَيـــامَ وِســـامُ عِـــشقٍ في الهــوى
|
يـــا حـــبَّذا في الخـــافِقَـــــينِ وِســـــامُ
|
فشواهِدي صَببي وصَمتي وصُفرَتي
|
وبِــعِشـــقِنا شَــهِــدَتْ لنا الأجــســامُ
|
يا مَنْ سَــلَبتَ مِنَ العُـيــونِ مَــنامَــها
|
وسَــلَـــوتَ بالأحـــلامِ كــيفَ تَـنامُ!
|
مَلَكَــتْ بعَــينَـــيها جَــميعَ خــرائِطي
|
بغــــدادُ صــارَتْ مُلْكَـــها والشّـــــامُ
|
ونَــسِــيتُ إذْ نَـطَقَتْ لُغاتي ولَهجَتي
|
فَكأنَّـــمـــا سَــــرَقَ الكَــــلامَ كَــــلامُ
|
أمــــسَـــيتُ في بحرِ الأحِــبَّةِ غــارِقــــاً
|
وسَـــفينَتي في العـاشِــــقــينَ حُــطـــامُ
|
وعلى شـــواطـــئِ مُــقــلَتَيَّ قــــوارِبٌ
|
لخيـــالِــــهــا أفــــشى بِـــهنَّ زِحـــــامُ
|
إنِّي تَـــلَفَّــــعتُ الحــــنينَ بِبُـــعــدِهــــا
|
حـــتى جَـــثا مِـــنهـــا عَلَـــيَّ لِــــثــــامُ
|
ولَبِستُ صَـبريَ بينَ جِـلدي وبينَــها
|
وعلـــيهِ من شـــوقِ الوِصــالِ حِـــزامُ
|
عَطْشَى الجِـــراحُ وفي عُيُــونيَ لَــهفَةٌ
|
تَشكو الجَفـــافَ وفي يَدَيــكِ غَمامُ!
|
أفَهــلْ لنا في لـــيلِ شَــــعـركِ نَفـــحَـةٌ
|
تَــروي صَـــدانــا! فالعَـــبـيــرُ رِهــــامُ
|
لازِلــتُ في بــــابِ الأحبَّةِ مُــرغِــــماً
|
قَـــدَري فــهـل رَدَّ الكَـــريمَ كِـــرامُ!
|
دمشق 3/5/2010
|
Sunday, February 27, 2011
أشــكــــــو الهوى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
مذهل حيدر .. لا عدم
Post a Comment