Thursday, March 10, 2011

ولِشَوقِهـا بَعــضُ الخُطى

بعـضُ الخُطــى عــمّــا نَشـــاءُ تَنــوبُ

نُخفي الهوى والشــوقُ فيهِ مَشــوبُ

يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا بــأنَّ حَـــبيــبَــتي

تَشــــتــــاقُـــني فَــتَــزورُني فَـــــأَذوبُ

يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا فكَــفّــوا لـومَهُم

أنَّ أختِـــلاجَ الحُـــبِّ فيَّ شُـــحُـــوبُ

يـــا لَـيتَهُــم سَـمِعــوا هــديلَ عُــيونِها

ومِــنَ التَّـقــــوُّلِ للـــعيـــونِ نَصــــيبُ

يـــا لَـيتَهُــم أَلِفـــوا الرُكــوبَ بِكَـفِّها

كَــسَفـــينَةٍ بالعـــــاشِـــــقينَ تَجُـــوبُ

تَرِدُ الهـــوى دونَ القُلُــوبِ شِـغافِــها

وكأنّـــما سَـــلَتِ الشِّغـــافَ قُلُـــوبُ

هيَ بـــينَ أضـــلاعي حُـقـولُ بَنفسَجٍ

كم ضـاعَ خلفَ القلبِ فيها مَغيبُ

هيَ دَفْقَـــةٌ للشِـــعـــرِ أرخى وزنَــهــا

كلُّ الفحـــولِ وما سِـــوايَ تُجـــيبُ

هيَ كـــلُّ آلامــــي التي أفشَـــيتُـــهـــا

بـــينَ الحـــروفِ فهل هُنــاكَ طبيبُ!

هيَ خُطْـــوَةٌ دُقَّتْ بِصُلـــبِ كَرامَتي

إنَّ الخُــطــــى بـــينَ الرِّجـــالِ دُروبُ

هيَ هَزَّةٌ للعِــشــقِ تَكـــسِرُ صَــمــتَـنا

ومشـــاعِــــــلٌ غَــجَــــريةٌ وحُــــروبُ

هيَ عَـــرشُ أحلامي وكم مِنْ قَبلِها

ســــقطتْ علـــيهِ قصـائِدٌ وشُعــوبُ!

هيَ كلُّ ما كَتَبَ الزمـانُ على يَدِي

فتنـــاثرَتْ حــولَ الحُرُوفِ خُطــوبُ

قد تابَ في العشــقِ الشـــقيِّ بظلِّـــها

كلُّ الذين مضَـــوا ولـــستُ أتـــوبُ

فــأنــا المُكــنّى بالحـــبيــبِ وثغــرُهـــا

يا قَـــلَّمـــا يغفـــــو عــلـــيهِ حَـــبيـــبُ

ضَجَّتْ لهـــا تَحتَ الجراحِ خـــواطِرٌ

فَتَـــفَـــتَّـــقَـتْ فــوقَ الجــراحِ نُـدوبُ

من قــالَ إنَّ العِشقَ كُفءٌ في الهوى

للحُبِّ؟ هل عَـدِلَ الشبابَ مَشيبُ؟

فالـــوجـهُ بالـــوجـهِ القديـــمِ مُـــقـيَّـدٌ

والحُـــبُّ للحُــبِّ القديـــمِ سَــــلـيـبُ

والــشِعــرُ بالـــشِعــرِ العَــتيــقِ مُـؤرَّخٌ

والعِــشـــقُ بــينَ الذِّكرَيــاتِ ثقــوبُ

قَلَــــمٌ أنا والجَــفنُ صفحَـــةُ مَــوطِني

والحبـــــرُ دمــــعٌ والقَصـــيدُ نَحـــيبُ

فإليكَ عَذليَ إن سَكَبتُ على المدى

حُزني فَكم سَــكَبَ الحَــنينَ لهــيبُ!

أشـــتاقُــها وَقــتَ المغـــيبِ كـــأنَّـــني

قَطْـفٌ إلى زَمــنِ الحُقـــــولِ يَـــؤوبُ

فأَضُــمُّـــهــا والأمــــنيـــاتُ بــأذرُعي

تَلـــتفُّ حُـــزناً والفــــــؤادُ كَـــئــيـبُ

لبَريــدِهــــا بـينَ النُّجـــومِ ســـلاسِـــلٌ

كم قــيَّـــــدَتـني فالـبَعـــــيدُ قَــــــريبُ

ولِبُعـــدِهــــا عَـــنّي شَـــهيقٌ صــــادقٌ

أفــــشى بهِ بينَ الــوشـــــاةِ كَــــذوبُ

تلكَ الخُطى كم عُدتُ مُحتَضِناً بها

صمتي كــما أحتضَنَ الهِلالَ صَليبُ

وسألتُ ســاعـاتِ الصـبــاحِ لعِطرِها

كادتْ وما كادَ الصَّبـــاحُ يُــجـــيبُ

فمشَـــيتُ لا أدري إلى ما مِـــشــيَتي

ولِشـــوقِـــها بـــينَ الدُّروبِ دَبـــــيبُ

يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا بــأنَّ مَـــدامِـــعي

عــطشى لهــا والشـــوقُ مِنِّي صَـبيبُ

يـــا لَـيتَهُــم وَجَـدوا مفــاتِنَ عِـطرِهـا

لَتَكَــشَّـــفَتْ بــينَ الرَّحـــيقِ عُــيــوبُ

يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا بــأنَّ حَـــبيــبَــتي

حَـرفي، وحَرفي في الصِّحــافِ أَديبُ

يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا خَطـايــا عِــشقِنا

واســتسلمــوا فالعــاشِــقِــينَ ذُنــــوبُ


دمشق 26/5/2010

No comments: