|
|
بعـضُ الخُطــى عــمّــا نَشـــاءُ تَنــوبُ |
نُخفي الهوى والشــوقُ فيهِ مَشــوبُ |
يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا بــأنَّ حَـــبيــبَــتي |
تَشــــتــــاقُـــني فَــتَــزورُني فَـــــأَذوبُ |
يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا فكَــفّــوا لـومَهُم |
أنَّ أختِـــلاجَ الحُـــبِّ فيَّ شُـــحُـــوبُ |
يـــا لَـيتَهُــم سَـمِعــوا هــديلَ عُــيونِها |
ومِــنَ التَّـقــــوُّلِ للـــعيـــونِ نَصــــيبُ |
يـــا لَـيتَهُــم أَلِفـــوا الرُكــوبَ بِكَـفِّها |
كَــسَفـــينَةٍ بالعـــــاشِـــــقينَ تَجُـــوبُ |
تَرِدُ الهـــوى دونَ القُلُــوبِ شِـغافِــها |
وكأنّـــما سَـــلَتِ الشِّغـــافَ قُلُـــوبُ |
هيَ بـــينَ أضـــلاعي حُـقـولُ بَنفسَجٍ |
كم ضـاعَ خلفَ القلبِ فيها مَغيبُ |
هيَ دَفْقَـــةٌ للشِـــعـــرِ أرخى وزنَــهــا |
كلُّ الفحـــولِ وما سِـــوايَ تُجـــيبُ |
هيَ كـــلُّ آلامــــي التي أفشَـــيتُـــهـــا |
بـــينَ الحـــروفِ فهل هُنــاكَ طبيبُ! |
هيَ خُطْـــوَةٌ دُقَّتْ بِصُلـــبِ كَرامَتي |
إنَّ الخُــطــــى بـــينَ الرِّجـــالِ دُروبُ |
هيَ هَزَّةٌ للعِــشــقِ تَكـــسِرُ صَــمــتَـنا |
ومشـــاعِــــــلٌ غَــجَــــريةٌ وحُــــروبُ |
هيَ عَـــرشُ أحلامي وكم مِنْ قَبلِها |
ســــقطتْ علـــيهِ قصـائِدٌ وشُعــوبُ! |
هيَ كلُّ ما كَتَبَ الزمـانُ على يَدِي |
فتنـــاثرَتْ حــولَ الحُرُوفِ خُطــوبُ |
قد تابَ في العشــقِ الشـــقيِّ بظلِّـــها |
كلُّ الذين مضَـــوا ولـــستُ أتـــوبُ |
فــأنــا المُكــنّى بالحـــبيــبِ وثغــرُهـــا |
يا قَـــلَّمـــا يغفـــــو عــلـــيهِ حَـــبيـــبُ |
ضَجَّتْ لهـــا تَحتَ الجراحِ خـــواطِرٌ |
فَتَـــفَـــتَّـــقَـتْ فــوقَ الجــراحِ نُـدوبُ |
من قــالَ إنَّ العِشقَ كُفءٌ في الهوى |
للحُبِّ؟ هل عَـدِلَ الشبابَ مَشيبُ؟ |
فالـــوجـهُ بالـــوجـهِ القديـــمِ مُـــقـيَّـدٌ |
والحُـــبُّ للحُــبِّ القديـــمِ سَــــلـيـبُ |
والــشِعــرُ بالـــشِعــرِ العَــتيــقِ مُـؤرَّخٌ |
والعِــشـــقُ بــينَ الذِّكرَيــاتِ ثقــوبُ |
قَلَــــمٌ أنا والجَــفنُ صفحَـــةُ مَــوطِني |
والحبـــــرُ دمــــعٌ والقَصـــيدُ نَحـــيبُ |
فإليكَ عَذليَ إن سَكَبتُ على المدى |
حُزني فَكم سَــكَبَ الحَــنينَ لهــيبُ! |
أشـــتاقُــها وَقــتَ المغـــيبِ كـــأنَّـــني |
قَطْـفٌ إلى زَمــنِ الحُقـــــولِ يَـــؤوبُ |
فأَضُــمُّـــهــا والأمــــنيـــاتُ بــأذرُعي |
تَلـــتفُّ حُـــزناً والفــــــؤادُ كَـــئــيـبُ |
لبَريــدِهــــا بـينَ النُّجـــومِ ســـلاسِـــلٌ |
كم قــيَّـــــدَتـني فالـبَعـــــيدُ قَــــــريبُ |
ولِبُعـــدِهــــا عَـــنّي شَـــهيقٌ صــــادقٌ |
أفــــشى بهِ بينَ الــوشـــــاةِ كَــــذوبُ |
تلكَ الخُطى كم عُدتُ مُحتَضِناً بها |
صمتي كــما أحتضَنَ الهِلالَ صَليبُ |
وسألتُ ســاعـاتِ الصـبــاحِ لعِطرِها |
كادتْ وما كادَ الصَّبـــاحُ يُــجـــيبُ |
فمشَـــيتُ لا أدري إلى ما مِـــشــيَتي |
ولِشـــوقِـــها بـــينَ الدُّروبِ دَبـــــيبُ |
يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا بــأنَّ مَـــدامِـــعي |
عــطشى لهــا والشـــوقُ مِنِّي صَـبيبُ |
يـــا لَـيتَهُــم وَجَـدوا مفــاتِنَ عِـطرِهـا |
لَتَكَــشَّـــفَتْ بــينَ الرَّحـــيقِ عُــيــوبُ |
يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا بــأنَّ حَـــبيــبَــتي |
حَـرفي، وحَرفي في الصِّحــافِ أَديبُ |
يـــا لَـيتَهُــم عَـرِفــوا خَطـايــا عِــشقِنا |
واســتسلمــوا فالعــاشِــقِــينَ ذُنــــوبُ |
دمشق 26/5/2010 |
Thursday, March 10, 2011
ولِشَوقِهـا بَعــضُ الخُطى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment