Sunday, March 27, 2011

قصيــدةٌ مبتــورةُ الأصـــابع

كيفَ من ليسَ لهم أصابِعٌ في وطني

قد قطعوا أصابِعي!

كيفَ صَبَّ الحبرُ فوقَ دفاتري دمعاً مُقفَّى

والموتُ بعدَ ثراكِ يا بغدادُ قد جَفَّ على مدامِعي!

كيفَ صارت خُطُواتي فيكِ محضَ ذكريات!

وتساقطَ كلُّ ذاكَ الوَسَنُ الورديُّ في جنبيكِ من مضاجعي!

كيفَ أصبحنا عُراةً في رِداءِ الخارِجينَ عن الحدود!

كيفَ ماتَ الرَّدُّ فينا

حينما كانَ السؤالُ: متى نعود!

كيفَ أصبحنا نَرى

حتى على الخبزِ بساطيلَ الجُنُود!

كيفَ بعدَ العمرِ كلُّ العمرِ فيكِ

صرتُ يا بغدادُ أنسى طعمَ أشجاري ولونَ شوارعي

كيفَ من ليسَ لهم أصابِعٌ في وطني

قد قطعوا أصابِعي!


..


كيفَ بلْ من أينَ جاؤوا

مستبيحينَ حُروفَ العربية

قاتلينَ الإنتماءَ الحرَّ في عُمقِ الهُويَّة

كيفَ صارَ الشَّعبُ كالأعناقِ مذبوحَ القضيَّة

كيفَ أمسيتُ بأحلامي لبيتي ولديني ولأرضي

مجرماً حتى أُطارَدُ في بلادي

مؤمناً حُرَّاً عَزيزاً في البلادِ الأجنبية!

ودمي

حينما هرَّبَتُهُ عَبرَ حدودِ موطني

كيفَ لم تُمسِكْني مُلتَبِساً بجُرمي الأبجَدِيَّة!

كيفَ سالَ الحبرُ مِلءَ الصمتِ من منابِعي

كيفَ من ليسَ لهم أصابِعٌ في وطني

قد قطعوا أصابِعي!

..

دمشق 20\6\2010

No comments: