من تحتِ أظفارِكِ أيَّتُها الجميلة
من خَلفِ كُلِّ الذكريات
أخرُجُ من شَغَفِ الطفولةِ
من ثناياكِ الطَويلة
من بقايا الأُمنيات
أخرجُ من بينِ القصائدِ
شاعراً أَلِفَ الحروفَ كَمِعطَفٍ في بردِ ذكرى
وارتدى فوقَ جِراحِ العُمرِ كُلَّ الكَلِمات
أخرجُ
من حَيثُ يَدخلُ مَوسِمُ الحُبِّ على مُدُنِ الحياة
تسأليني يا جميلة
من أينَ أخرُج؟
أنا أخرجُ من ذاتِكِ وأُعانِقُ الجيدَ المُقفَّى
ساكِباً حِبري ومُقتَفياً حَنيني
أخرُجُ كالحُزنِ كالآهاتِ صَوتاً كأنيني
من سوادِ الكُحلِ أخرُجُ تحتَ عينيكِ
ومن بينِ صلاةٍ في جَبينِكِ أو جَبيني
ليسَ لي بابٌ سوى عِشقي الذي
لولا سأخرُج منهُ حتماً أنتِ مِنهُ ستُخرِجيني
كيفَ لا أخرجُ من بينِ أصابعِكِ التي
كُلَّما حاوَلتُ أن أكتُبَها
أيقنْتُ أنَّكِ كنتِ فيها تَكتُبيني
أخرجُ دمعاً أسيلُ إليكِ إنْ حانَ البُكاء
وهوىً ينسابُ في أردانِكِ صيفاً
وجمراً في الشتاء
أخرجُ من كُلِّ أقلامِكِ
تَشرَبُني حروفُكِ فوقَ أوراقِ الولاء
كَسَلاطينِ الحكايا الصُفرِ
حينَ تمرُّ بينَ الشَّعبِ مِلءَ الكِبرِياء
منكِ أخرج
من قيدِ مِعصَمِكِ الذي بخيوطِهِ علَّقَني
ما بينَ طرفِ الأرضِ والسماء
من باحةِ الصَّباحِ في ضوضائِها
أخرُجُ أو من عُنُقِ المساء
ومن حدائقِ الأطفالِ أخرُجُ
كالبراءةِ أو كَزَيفِ الدمعِ من كيدِ النِّساء
منكِ أخرُج
فجميعُ مداخلي فيكِ
وجميعُ مخارجي منكِ
فإنْ أقضي جميعَ العُمرِ ثمَّةَ فيكِ أو ومنكِ
فلا عزاء
منكِ أخرُج
منكِ مهما كُنتِ في غيرِ حُصوني
من زواياكِ كما التاريخُ أخرُجُ
لابساً قَلبي ومُحتَضِناً جُنوني
أنا من عينيكِ أخرُجُ كالشظايا
فاضِحٌ صمتي وثَرثارٌ سُكوني
أخرُجُ من ذلكَ الفِنجانِ أحمِلُ صوتَ عِطري
وأُلَطِّخُ بشفاهي وجهَكِ الشِّتويُّ بُنَّاً
فتُلَطِّخُني ظُنوني
منكِ أخرُج
دمشق 10\7\2010
No comments:
Post a Comment