حينَ مررتُ بقولِ أبي الطيب المتنبي..
أنا الـذي نظـَرَ الأعمى إلى أدبــي ... وأسْمَعَـتْ كلمــــاتـي مَـنْ بـه صَمَـمُ
أَنـامُ مـلءَ جفونـي عَـنْ شوارِدِهــــا ... ويسهـرُ الخلـقُ جَرّاهـا وَيَخْـتصِـمُ
فالخيـلُ والليـلُ والبيداءُ تعـرفني ... والسيـفُ والرمـحُ والقرطاسُ والقـــلمُ
إلتفتُّ يائساً إلى قلمي، فأنشدني ...
ما عـــادَ يعرفُـــنا خـــــيلٌ ولا لــــيلُ |
فالصبرُ صارَ خنا واســـتـعنقَ الذيـلُ |
وما أنا لائــــمُ البيــــــداءَ تُــنكرُنــــــا |
فيوســفٌ قد مضى واستوفيَ الكـيلُ |
والــسـيفُ لـــيسَ لنـــا زندٌ فنحمــلهُ |
هذا الغئاءُ وهذا ما جنى الـــســـــيلُ |
كلُّ الرّمــــاحِ التي كـــــانت لعـنترةٍ |
ما عـادَ يُطرِبُهـــا غيرَ الهوى مــــــيلُ |
واستُبدلــــت نخوةُ الاحـرارِ طـــاولةً |
والدرعُ مـــاتَ بنا واســـتُنبطَ الخيلُ |
حتى اذا اوشكَ القرطـــاسُ في يدنا |
تــبّـتْ بـهِ يدُنــــا واســــتثبرَ الويـــــلُ |
فالـشِعــرُ صارَ لنا ســاحٌ نصولُ بها |
ثمَّ انكبى رملــهـا واستَرهبَ الغــيلُ |
كم مبصرٌ ما رأى في حبرنـــــا أدباً |
أو ســـــامعٌ صــمّـهُ من نعـقنا نــــيلُ |
حتى إذا حدّثوا عن نومِ من هلكوا |
في نــــومِ أمّـــــتنـــا لكـــــأنّـهُ القَــــيلُ |
ما هكـذا تُورَدُ الامجــــادُ موردهـــــا |
فالــذئبُ لـمّا نكى اســتقرنَ الأيـــلُ |
دمشق 30\6\2011 |
|
|
No comments:
Post a Comment