متى ستعرِفون؟
بإنَّنا حينَ نُحِبُّ نَفقَأُ القُلوبَ والعُيون!
ونفرِشُ الشمسَ على أزِقَّةِ السَّماء
ونخلعُ معاصِمَ النِّساء
ونرتَدي على مقاسِ خَصرِكُم طَوقاً منَ الوفاء
ويرتَدينا مِعطَفُ الظُنون
متى ستعرِفون؟
..
متى ستعرِفون؟
بِأنَّنا حينَ نُحِبُّ نُغلِقُ التاريخَ فوقَ حُبِّنا
وتستَبيحونَ برغَمِ ضَعْفِكم نُفوسَنا
وتَنحَني لِعِطرِكُم طائِعَةً من عِزِّنا موانِعُ الحُصُون
متى ستعرِفون؟
..
متى ستعرِفون؟
بأنَّنا حينَ نُحِبُّ نَخرقُ الهدوءَ في كوكَبِنا كهزَّةٍ أرضيَّة
ونمنعُ خروجَكم في مَنطقِ المحيطِ من دوراتِنا الدموية
ونُغلِقُ الشرايين التي تَدُورونَ بِها بمنتهى السُّكون
متى ستعرِفون؟
..
متى ستعرِفون؟
بِأنَّنا نَغار
من ثوبِكم إذا لَبِستُموهُ مَرَّتينِ في النَّهار
ومن وجوهِ لَوحَةٍ تُعجِبُكمُ ألوانُها
تَعَلَّقّت في ذلكَ الجِدار
نَغارُ من أنفاسِكم لأنَّها تَرَدَّدت أكثَرَ من أسمائِنا
نغارُ من كُلِّ الكلامِ في شفاهِكم والكُحلِ في الجفون
متى ستعرِفون؟
..
متى ستعرِفون؟
بأنَّنا نُحِبُّكُم .. والحُبُّ فينا ثورةٌ شرقيَّة
لا تَعرِفُ تَعدُّدَ الهويَّة
ولا يُقِرُّ الحكمُ من دُستُورِها بمبدأ الحُريَّة
الحُبُّ فينا مَبدأٌ لا يعرِفُ الشِّركَ ولا القوميَّة
لا يعترف بغيرِ ما تقولُهُ العيونُ همساً لغةً رسمية
الحُبُّ فينا سُلطةٌ شرعيَّة
لا تتَّسِع أحكامُها أكثرُ من قضيَّة
خارطةٌ ورايةٌ تُرَفرِفُ فَوقَ المدى
ينبضُ في أحشائِها قلبٌ بِلا جِنسيَّة
والحكمُ فيها منطِقٌ في غايةِ الجُنون
متى ستعرِفون؟
..
دمشق 2010\7\12
No comments:
Post a Comment